قائمة الموقع

مقال: هل نحن أمام مقاومة حقيقية متنامية في الضفة الغربية؟

2023-09-02T14:03:00+03:00
فادي رمضان
فادي أحمد رمضان

وسط حالة من الذهول لحجم الضربات ودقتها التي تلقاها الجيش الصهيوني ومستوطنيه والبحث في آليات تجنبها وافشالها كان للاستشهادي داوود عبد الرازق فايز، والبالغ من العمر 41 عاما، من سكان بلدة دير عمار قرب رام الله رأي آخر، وكان على موعد مع تنفيذ عملية دهس متقنة صباح بوم الخميس الموافق ال 31 من أغسطس لعدد من جنود الاحتلال عند حاجز بيت سيرا بالقرب من رام الله، أدت لمقتل جندي واصابة 6 آخرين، ليرتفع عدد القتلى خلال شهر أغسطس إلى خمسة،  تأتي هذه العملية بعد إصابة ضابط و3 جنود بعبوة ناسفة خلال اقتحام قبر يوسف في نابلس قبيل انتصاف ليل الأربعاء وعملية طعن في مدينة القدس.

لم تكن العمليات الفدائية أن تمر مرور الكرام دون تسليط الضوء على دقتها وقوتها، حيث أنه أصبح ملفت للانتباه مدى نجاح العمليات التي حدثت في الآونة الأخيرة وهذا إن دل فإنما يدل على اكتساب الشباب المقاوم للخبرة والقدرة على فهم ودراسة العدو بشكل جيد، فأصبح تنفيذ العمليات يركز على عاملين أساسيين أولها: القدرة على ضرب العدو في مقتل ومن حيث لم يحتسب، والثاني تقليل الخسائر في المقاومين حيث أن استشهادي واحد يستطيع أن يوقع عدد من الإصابات والقتلى في جنود ومستوطنين العدو ويحرص على التخفي ما أمكن ليعيد الكرة مرة أخرى إن تمكن من ذلك تطبيقا لقوله تعالى في سورة الانفال "إلا متحرفا لقتال" ، لا بل استطاعت المقاومة تجنب الخسائر في المقاومين أثناء الاجتياحات والقدرة والحرص على إيقاع خسائر في جنود الاحتلال، وبدى هذا جليا في اجتياح مخيم جنين في الثالث من مايو الماضي، وكذلك في اجتياح قبر يوسف في نابلس، وقدرة المقاومة من كتائب القسام على مساندة المجاهد القسامي أحمد أبو عرة وتخليصه من البيت المحاصر في قرية طوباس صباح يوم الجمعة.

تطور قدرات المقاومة التكتيكي والهجومي شمل أيضا الأدوات المستخدمة لذلك من خلال العبوات الناسفة ذات القدرة التفجيرية العالية والقادرة على إيقاع الخسائر في آليات وجنود الاحتلالـ، والعمل على ادخال سلاح الصواريخ والعمل على تطويرها يوما بعد يوم، واستحضار المسميات التي استخدمتها كتائب القسام في قطاع غزة في بداية تصنيع العبوات مما يؤكد على أن المقاومة في الضفة وضعت نموذج غزة وجرأتها في التصدي لجيش الاحتلال نصب أعينها كنموذج ناجح لدحر الاحتلال، على الرغم من صعوبة الظروف التي تمر بها من ملاحقات أمنية من قبل أجهزة السلطة والأجهزة الأمنية لدولة الاحتلال الا أنها تحقق نجاحات متتالية.

لطالما تغنى الاحتلال بقضائه على ظاهرة المقاومة في الضفة الغربية بعد اجتياحه للضفة الغربية ضمن عملية السور الواقي في مارس 2002 للقضاء على الانتفاضة الثانية، والتي انطلقت بعد يومين من عملية الاستشهادي القسامي "عبد الباسط عودة" والذي فجر نفسه داخل فندق بارك في نتانيا والتي أدت لمقتل 30 صهيونيا واصابة 146، واهما بتطبيق نظرية رئيس الوزراء الصهيوني ديفيد بن غوريون "الكبار يموتون والصغار ينسون" فظهر له جيلا أربك كل حسابته، فلم تغريه كل المغريات الدنيوية والتسهيلات عن ممارسة دوره في المقاومة لدولة الاحتلال واجرامه بحق الشعب الفلسطيني، هذا الجيل الذي بدأ يدرك حجم الخطر الذي يحل بالقضية الفلسطينية من خلال ممارسات دولة الاحتلال المتمثلة في:-بسط السيطرة الزمانية والمكانية الكاملة على مدينة القدس من خلال ممارسات الأحزاب الدينية والمدعومة من الحكومة لتهجير الفلسطينيين من خلال مخططات والتي كان اخرها "الخطة الخمسية"

-الاستفزازات للفلسطينيين في الضفة الغربية على الحواجز والتضييق عليهم وتوسيع الاستيطان في أراضي الضفة الغربية وحول مدينة القدس وانشاء المزيد من المستوطنات على أراضي الفلسطينيين، ومنح مكافآت ومحفزات اقتصادية مباشرة للمواطنين او للسلطات المحلية اليهودية، من اجل رفع مستوى حياة هؤلاء المواطنين بغرض تشجيع الهجرة للمستوطنات.

إن ظهور المقاومة في الضفة الغربية بشكلها العلني في بعض المناسبات لهي مؤشر قوي على أن المقاومة أصبحت متغلغلة في جسد هذا الشباب المقاوم، والتي لن تستطيع أي قوة من نزعها أو القضاء عليها لأنها على أعتاب ان تكون ثقافة مجتمع، والتي تكتسب قوتها من خلال العمليات الفردية والتي يطلق عليها بالذئاب الفردية، والتي أصبح كل فرد قادر على القيام بعملية فدائية وقتما سنحت له الظروف المناسبة، والجماعي من خلال التنظيمات التي تُطور عملها بشكل ملحوظ، وإذ نحن على أعتاب تصاعدها بشكل أقوى خلال الأشهر القادمة كما ونوعا.

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00