أعلن ثوار بلدة بيتا جنوب مدينة نابلس، عودة فعاليات الإرباك الليلي عقب عودة المستوطنين إلى بؤرة "أفيتار" المقامة على قمة جبل صبيح.
عبر غرف التلجرام وصل الخبر إلى ثوار بيتا للنفير والتوجه إلى جبل صبيح السبت الماضي للمشاركة في التصدي للمستوطنين الذين اقتحموا المنطقة الشرقية من جبل صبيح في بلدة بيتا.
ومنذ مايو 2021 تقدم بيتا نموذجا فريدا في التصدي للاحتلال ومستوطنيه، وتقاوم من أجل الحفاظ على جبل صبيح من السرقة على يد المستوطنين، فلم يكترث سكانها للملاحقة والقنص، فبقوا صامدين يسجلون انتصارا تلو الاخر لمواجهة المحتل.
وبعد عودة المستوطنين لاقتحام المنطقة الشرقية من جبل صبيح مطلع الأسبوع، عادت الفعاليات التي انتهجها أهالي بيتا ردا على المستوطنين عبر تشكيلها حالة من الإزعاج لهم وإجبارهم على مغادرة المنطقة، فيقول أهالي المنطقة" نستلهم تجربتنا من شبان قطاع غزة على الحدود وقت مسيرات العودة حيث عمليات الارباك الليلي".
وتجدر الإشارة إلى أنه في مايو 2021 شيد مستوطنون بؤرة على قمّة جبل صبيح في بيتا، ما فجّر مواجهات رافضة للاستيطان وفعاليّات إرباك ليلي استمرت لأشهر، وأسفرت عن ارتقاء شهداء ومئات الجرحى.
إرباك ليلي
وانطلقت دعوات شبابية في نابلس للمواجهة والتصدي لعدوان المستوطنين، وأعلن حراس الجبل عودة التصعيد وفعاليات الإرباك الليلي في بيتا وقرى جنوب نابلس لمواجهة خطر المستوطنين ومخططاتهم.
وطور الشبان الثائرون منذ اندلاع أعمال المقاومة من أساليبهم في مقاومة الاحتلال، وخاصة في فعاليات الإرباك الليلي، كما يطلقون المفرقعات والألعاب النارية باتجاه جنود الاحتلال الذين يحرسون البؤرة الاستيطانية.
ويستخدم الثوار أشعة الليزر ومكبرات الصوت لخلق حالة من الإزعاج والإرباك للمستوطنين وجنود الاحتلال.
يقول مجدي حمايل الكاتب السياسي وهو من سكان بيتا، إن عودة الارباك الليلي مرتبطة بعودة المستوطنين إلى الجبل ، معلقا أن لسان حال أهالي البلدة "إن عدتم عدنا".
وأشار حمايل إلى أن (إسرائيل) لن تعيد المستوطنين بشكل رسمي إلى بؤرة أفيتار وذلك بسبب تأزم الأوضاع في الضفة المحتلة.
ولفت إلى أن عودة المستوطنين إلى جبل صبيح سيعقبها تصعيد في عملية الارباك الليلي حيث ستزيد أدوات الإرباك، ولازال الثوار بذات النفس لمواجهة أي عملية استيطان على الجبل.
وفي ذات السياق تقول الناشطة أمال بني شمسة التي تسكن بيتا، إن أهالي بلدتها لم يتوقفون يوما عن حماية جبل صبيح، فبعد توقف المواجهات بقي الشباب يقيمون كل جمعة على الجبل للتصدي لأي هجوم جديد.
وذكرت بني شمسة أن الاحتلال وضع قبل فترة نقاط تفتيش على مداخل بيتا لإعاقة حركة السكان مما اضطرهم في كثير من الأحيان للتأخر على أعمالهم، مشيرة إلى أن تلك النقاط والحواجز جاءت لكسر عزيمة أهالي بيتا، لكن اتبع السكان سياسة النفس الطويل.
وأوضحت أن ما جرى أول أمس هو عودة المستوطنين، وبمجرد وصول الخبر إلى الثوار خرج جميعهم للدفاع والتصدي لأي مستوطن يفكر بالإقامة على الجبل.
ومنذ بداية تلك الأحداث ارتقى 9 شهداء وأصيب المئات واعتقل العشرات في محاولة من الاحتلال لوقف الفعاليات الثورية.