منذ الاحتلال الإسرائيلي لمدينة القدس عام 1967 عمل على تهويدها سعيا لطمس معالم وهوية العاصمة التاريخية، وصولا إلى أدمغة طلبة المدارس عبر تحريف مناهجهم الدراسية كي تنسجم مع الرواية الصهيونية.
ولا يقل مشروع أسرلة التعليم في القدس خطورة عن مخططات الاحتلال لتهويد المدينة المقدسة، كون التعليم يشكل ركيزة أساسية في بناء جيل واع بقضيته.
في هذا التحقيق، الرسالة تفتح ملف أَسرلة التعليم وتشويه الأدمغة بالمنهاج المحرف لشطب الهوية الوطنية في القدس.
حيث تخضع مدارس القدس لسطوة وزارة المعارف (الإسرائيلية) التي تبتز عبر الميزانيات هذه المدارس لإجبارها على تعليم المنهاج المُحرف أو المنهاج (الإسرائيلي).
كما يفرض قيود وعراقيل لإعاقة العملية التعليمية، كمنع وصول الطلبة لمدارسهم، أو بناء مدارس، وكذلك إيقاف الميزانيات المخصصة لتلك المدراس.
وفي السنوات الأخيرة زادت وتيرة الهجمة الإسرائيلية على مدارس القدس، خاصة بعدما قاد الجيل الجديد الكثير من المواجهات في القدس والداخل المحتل، مما أربك الاحتلال وجعله يعيد حساباته، فلجأ إلى تحريف المنهاج وحذف مواد تعليمية خاصة من كتاب الجغرافيا والتاريخ ليدس روايته المحرفة.
ولا يقتصر موضوع الأسرلة على تحريف المنهاج فقط، بل هناك الأشد خطورة وهو أن دولة الاحتلال منذ عام 1948 وحتى 2005 تعين موظف من الشاباك للمصادقة على تعيينات المعلمين في مدارس القدس.
ويدرس في شرقي القدس قرابة 110 ألاف طالب يتوزعون على قرابة 300 مدرسة تخضع للتصنيف التالي:
مدارس البلدية: والتي تضم 52% من الطلبة وتتبع للمعارف (الإسرائيلية) وبلدية الاحتلال وتُدرس المنهاج الفلسطيني المُحرف والمنهاج الإسرائيلي.
مدارس المقاولات: وتضم 83 مدرسة يدرس بها قرابة 41 ألف طالب وتتبع المعارف (الإسرائيلية) وتصل ميزانيتهم لـ800 ألف شيقل سنوياً وتفرض على الطلبة المنهاج المُحرف
المدارس الخاصة: تتبع للكنائس والجمعيات الخيرية والأفراد وتُدرس المنهاج الفلسطيني الأصيل.
مدارس الوكالة: 6 مدارس تضم حوالي 900 طالب وتُدرس المنهاج الفلسطيني الأصيل.
مدارس الأوقاف: عددها 40 تتبع للسلطة الفلسطينية ويدرس بها قرابة 1600 طالب وهي عبارة عن شقق مستأجرة صغيرة ومتهالكة.
ويجمع أهالي القدس أن مدينتهم وأزماتها ومحاولات أسرلتها وتهويدها خارج أجندة السلطة الفلسطينية التي تتهرب من دفع ميزانيات لمدارس القدس تخلصها من سطوة وزارة المعارف الإسرائيلية التي تبتز المقدسيين، خاصة وأن السلطة تتلقى بشكل دائم دعما ماليا من الخارج باسم القدس.
وتكفل المادة 50 من اتفاقية جنيف الرابعة والمادة 26 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان حق الشعوب تحت الاحتلال في الحصول على التعليم الذي يتماشى مع معتقداتهم وحماية ثقافتهم وتراثهم من التغيير أو التشويه.
لمشاهدة التحقيق كاملاً: