قائمة الموقع

هروب فتح الى الأمام لن يجديها نفعاً

2011-02-17T09:04:00+02:00

الرسالة نت - رامي خريس

تحاول سلطة فتح في رام الله تجاوز الأزمات التي مرت بها ولا تزال بالهروب الى الأمام فأعلنت عزمها اجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية وهي تعلم عن عدم إمكانية  اجرائها بدون توافق وطني لاسيما وأنه ليس لها أي سلطة على قطاع غزة ، ولم يكن هذا الاجراء الوحيد الذي لجأ اليه رئيسها المنتهية ولايته محمود عباس بل ذهب إلى طلب استقالة حكومة د. فياض غير الشرعية وتكليفه مرة أخرى بتشكيل حكومة جديدة .

وتبين هذه الاجراءات مدى الارباك الذي تعيشه "فتح" وسلطتها التي تعرضت لهزات عنيفة خلال الفترة الماضية .

تعثر وتفجر

وكانت البداية بتعثر المفاوضات مع الاحتلال ووصولها الى طريق مسدود رغم التنازلات الكبيرة التي قدمتها للحصول في المقابل على أي شيء تقدمه حكومة الاحتلال ، ولكن هذا الامر لم يتحقق في ظل الانحياز الأمريكي للموقف الاسرائيلي ، وهنا ظهر واضحاً مدى فشل نهج التسوية الذي خاضته الحركة باسم منظمة التحرير طوال عشرين عاماً ، فهو لم يحقق سوى تراجع القضية الفلسطينية على مستويات عدة ، لاسيما بعد اسقاط فتح لخيار المقاومة المسلحة واقتصار نضالها على اللهث وراء المفاوضات التي أنشئت لها خصيصاً دوائر كان على رأسها صاحب نظرية "الحياة مفاوضات".

وكان للصراع الذي تفجر بين عباس وعضو اللجنة المركزية في الحركة محمد دحلان أثر كبير على الحركة وتماسكها ، وبالرغم من عدم ظهور انشقاقات واضحة إلا أن العارفين بأوضاع التنظيم الداخلية يعلم مدى الضرر الذي أصابها وأدى الى اهتزاز ثقة قاعدة حركة فتح بقيادتها ، ووسع الشرخ الذي أصاب جسد الحركة بعد الانتخابات الداخلية الاخيرة التي أفرزت مجلسيها المركزي والثوري.

زلزال

ولم يتوقف الامر عند هذا الحد وجاء كشف قناة الجزيرة لوثائق جرى تسريبها من مكتب صائب عريقات الذي تزعم دائرة مفاوضات المنظمة ، وأصيبت الحركة على اثرها بحالة كبيرة من التخبط فتارة حاولت انكار صحة الوثائق وتارة أخرى قالت أنها محرفة ، وفي النهاية اعترفوا بأنها تسربت من مكتب عريقات الذي قدم استقالته بعد الفضيحة التي هزت أركان فتح وسلطتها وكشفت مدى التواطؤ الذي اضطلعت به الفصائل المنضوية تحت المنظمة.

وما ان تحاول سلطة فتح ورئيسها ترتيب أحوالها من جديد حتى تفاجأ بزلزال آخر، تمثل هذه المرة  بسقوط نظام حسني مبارك الذي كان من اكثر الداعمين لمحمود عباس وسلطته وعمل على اعطاءه غطاءً للاستمرار بعملية المفاوضات فضلاً عن انحيازه لسلطة فتح مقابل حماس وقدم ما يعرف بالورقة المصرية التي استهدفت الالتفاف على نتائج انتخابات 2006م وعزل حماس سياسياً .

هكذا إذن دارت الايام على فتح وسلطتها وبالرغم من كل المحاولات للخروج من المأزق سواء بالتقدم خطوات وهمية نحو المصالحة مثل اطلاق التصريحات التي أدلى بها نبيل شعث وعزام الاحمد تتحدث عن رغبة بالمصالحة أو بالهروب الى الامام بالإعلان عن انتخابات أو تشكيل حكومة جديدة، - بالرغم من كل ذلك - لا يبدو أن هناك ضوءاً سيرونه في نهاية النفق المظلم.

 

اخبار ذات صلة