كلما دق ناقوس الخطر أبراج القوة (الإسرائيلية) على يد مقاومة أدخلت العز إلى سجل المجد الفلسطيني، يسارع الاحتلال إلى بنك أهدافه المتمثل بقادة ونواب حماس ومحرروها وطلبة جامعاتها، وهو ما بات معروفا سلفا في الضفة المحتلة.
فمنذ عام 2006 حين نجحت المقاومة في تنفيذ عملية نوعية في قطاع غزة، انتهت بأسر الجندي جعاد شاليط، بدأت في الضفة ملامح حرب من نوع آخر استهدفت الوجود الإسلامي المقاوم، ثم بدأت تتكرر على وقع معارك أخرى أريد لها إخماد صوت حماس إلى الأبد لكنه لم يزده إلا اشتعالا.
حملة هوجاء
ومنذ ما يقرب الشهر ينفّذ الاحتلال حملة اعتقالات منظمة بحق قيادات حماس بحجة الانتقام من خطف الجنود الثلاثة وقتلهم، وازدادت وتيرتها في ظل معركة العصف المأكول لتفريغ الضفة من قياداتها ونوابها والسيطرة عليها أمنيا.
وتقول عائلة النائب نايف الرجوب في الخليل لـ"الرسالة نت" إن قوات الاحتلال حاصرت منزله في منطقة كريسة لكنه كان يتواجد في المسجد المجاور؛ فحاصروه وانتظروا إلى فرغ من صلاة الفجر ثم اعتقلوه واقتادوه إلى مركز توقيف "عتصيون" ثم إلى سجن عوفر.
وتعتبر العائلة أن اعتقال النائب سياسي بامتياز وله علاقة بالعدوان على غزة وليس له علاقة بأي تهم أو نشاطات، مبينة أنها اعتادت على هذا النوع من الاعتقال كلما طرأ جديد على الساحة الفلسطينية.
وتضيف: "كنا منذ انتخابه نظن أنه سيحصل على الحصانة البرلمانية، وأنه لن يُعتقل، لكن الاحتلال يضرب الشرائع والقرارات الدولية عرض الحائط، ولا يلقي بالا لأي حصانة برلمانية خاصة لنواب حماس".
ولم تشمل الحملة نواب الحركة الذين تجاوز عددهم 36 في السجون (الإسرائيلية) فقط؛ بل طالت قيادات وأسرى محررين وزاد على ذلك محللين يتبنون وجهة نظر المقاومة مثل الكاتب والمفكر عبد الستار قاسم، ما يدل على أن الحملة تهدف إلى إسكات صوت المقاومة.
تعبير عن الفشل
ويرى مراقبون وغالبية الفلسطينيين أن حملة الاعتقالات التي تتزامن مع تهديدات بشن عدوان بري على قطاع غزة، تأتي نتيجة الفشل الذي تشعر به (إسرائيل).
وتقول النائب عن كتلة حماس البرلمانية سميرة الحلايقة لـ"الرسالة نت" إن الحملة الشعواء التي طالت نواب الحركة وقياداتها تعكس الفشل الذريع الذي مني به الاحتلال منذ بدء العدوان خاصة على وقع عمليات المقاومة النوعية.
وتعتبر الحلايقة بأن الضفة تعتبر مليئة ببنوك الأهداف إن كان أنصار حماس وقياداتها كذلك؛ مشيرةً إلى أن الهدف من كل الحملات المتلاحقة يتمثل في تفريغ الضفة من المقاومة.
وتضيف: "كل الحملات لن تنجح في تنفيذ أهدافها، فالضفة معتادة على تغييب قادتها ومع ذلك لم يُسكت صوت الضفة ولم تنجح أهداف الاحتلال".
وتابعت الحلايقة: "حملة الاعتقالات ستبوء بالفشل، وغزة سيدة قرارها والمقاومة لها الكلمة الفصل في كل شيء ولن تثنيها الاعتقالات عن معركة الانتصار التي تخوضها".