تتزايد خشية الاحتلال من تطور صناعة المقاومة العسكرية بالضفة المحتلة وخاصة العبوات الناسفة التي أصبحت تؤرق جيش الاحتلال وتحقق إصابات في صفوفه.
وأعلن جيش الاحتلال، الأربعاء الماضي، عن إصابة ضابط وثلاثة جنود في تفجير عبوة ناسفة على مقربة من قوة عسكرية راجلة شرقي نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة.
وذكرت وسائل إعلام عبرية، أن الطريقة التي تم بها تفعيل العبوة الناسفة في نابلس ضد قوة من الجيش (الإسرائيلي) قبل عدة أيام، تشير إلى تطور عملية التعلم التي تقوم بها الفصائل الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة.
وأكدت أنه تم إلقاء عشرات العبوات الناسفة اتجاه قوات الجيش التي اقتحمت الضفة الغربية خلال الأيام الماضية، مشيرة إلى أن معظم العبوات بدائية وجرى تصنيعها بناءً على معرفة ومساعدة من غزة ولبنان.
وأشارت إلى أنه من الواضح أنها مسألة وقت فقط حتى يتمكن النشطاء من تهريب عبوات احترافية إلى الضفة الغربية، والتي من شأنها إيقاع أضرار كبيرة في صفوف قوات جيش الاحتلال.
ويؤكد المختص في الشأن (الإسرائيلي) مؤمن مقداد، أن الاحتلال منذ بداية العام الجاري أصبح يخشى بشكل كبير تطور العبوات الناسفة في مناطق الضفة، وتزايد ذلك في شهر مايو الماضي حينما تمكنت المقاومة بعبواتها من اعطاب مدرعات النمر التي اقتحمت مدينة جنين.
ويوضح مقداد في حديثه لـ (الرسالة) أن تطور عمليات التفجير والعبوات الناسفة بعد عملية مجدو وعملية التفجير في القدس وما جرى في جنين، جعل جيش الاحتلال يقلق من إمكانية عدم قدرته على اقتحام مناطق في الضفة وتحولها شيئا فشيئا لنموذج مقاومة غزة.
ويبين أن الخشية الأكبر تكمن في إمكانية انتقال استخدام هذه العبوات بالداخل المحتل والعودة لعمليات التفجير التي كانت تجري في بداية الانتفاضة الثانية، وهو ما كشفه تقرير عبري قبل أيام.
ويضيف مقداد أن السيناريو السابق يمثل رعب لدى المؤسسة العسكرية للاحتلال والتي بدأت تدرس العديد من الخيارات حول كيفية القضاء على تطور العبوات في ظل محاولات تهريبها للضفة سواء من الأردن أو كما زعم الجيش عبر طائرات إيرانية مُسيرة.
ويعتقد الكاتب والمختص في الشأن (الإسرائيلي) سعيد بشارات، أن الخشية لدى الاحتلال تكونت نتيجة التأثير الملموس والفعّال للعبوات التي تستهدف الجيش ومدرعاته على الأرض، مما جعله يشعر بحجم الخطورة من انتشارها وتطورها بالضفة.
ويبين بشارات في حديثه لـ (الرسالة) أن ما جرى في قوات الاحتلال بمدينة جنين ومؤخرا في نابلس، وضع قيادة الاحتلال في حرج وتحد كبير بعد أن تحولت العبوات البدائية إلى كابوس يوجع ويصيب ويقارن بغزة وإيران، كما يزعم الاحتلال.
ويشير إلى أن ذلك سينعكس على قدرة الجيش في اقتحام مناطق الضفة، إلى جانب التخوف من الخسائر في صفوف جنوده، أو انتقال هذا التطور للأراضي المحتلة وعودة تفجيرات الباصات والأسواق والشوارع.