كشفت مصادر أمنية فلسطينية في لبنان، عن تفاصيل المخطط الرامي لإزالة مخيم عين الحلوة وتصفية وجوده، بقرار من الموساد، وبيد أطراف بينها جهات فلسطينية.
يشير المخطط وفق المصادر، إلى اجتماع ضمّ مسؤول جهاز مخابرات السلطة ماجد فرج وحسين الشيخ أمين سر تنفيذية المنظمة ومركزية فتح، مع مسؤول جهاز الموساد (الإسرائيلي) دافيد برنياع، طلب فيه الأخير بضرورة إنهاء ملف تسليح الضفة المحتلة، ضمن خطة تستهدف المنبع، خاصة في لبنان.
وبيّنت المصادر، أن ماجد فرج جلس في جلسة منفردة مع برنياع، وطلب منه التجهيز لخطة تستهدف عملية تسليح الضفة عبر إيعاز من قطاع غزة ولبنان، بوصف الأخير مستضيفا للشيخ صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وكذلك للأمين العام لحركة الجهاد زياد النخالة.
وبدأ تنفيذ الخطة باستهداف المسؤول الأمني بجهاز الأمن الوطني عرموش لبث الفوضى في مخيم عين الحلوة ولتكون مدخلنا لتنفيذ المخطط، خاصة وأن القتيل كان يقل في سيارته بعض المتورطين في قتل شباب من "الشباب المسلم"، لتسليمهم للجيش، وأثناء الطريق تم تصفية السيارة كاملة.
الشباب المسلم وهي مجموعة شباب مسلحين، نفت المسؤولية عن العملية؛ لكن التقديرات أشارت إلى وجود أطراف أخرى ساهمت في هذه الجريمة.
تؤكد المصادر أن ماجد فرج ضخّ أموالا لمجموعات في مخيمات لبنان، عبر أحد معاونيه هناك ويدعى (م.ح) ويتولى منصب المسؤول المالي بحركة فتح، وهو بدوره يعمل على تشكيل مجموعات بمبدأ "رشّ المال".
وأوضحت المصادر أن هذه المجموعات يديرها (م.ح) بمعزل عن حركة فتح وقيادتها في الساحة اللبنانية، وتعمل بشكل مباشر تحت أوامره وأوامر ماجد فرج.
فشل الهجوم الأول، الذي أسفر عن استشهاد 14 مواطنًا، وتم التوصل لاتفاق وقف النار تحت ضغط لبناني وفلسطيني مشترك.
لكن تجددّت الاشتباكات عندما باغتت هذه المجموعات حيّ حطين، واستهدفت فيه مجموعة من المسلحين التابعين للشباب المسلم، في اختراق لاتفاق التهدئة.
وتبين المصادر أنّ الهدف الرئيسي في هذه المرحلة هو زج الجيش اللبناني في الأحداث، بعدما فشلت المحاولة الأولى في زجّه عندما استهدفت هذه المجموعات مناطق وأحياء لبنانية محيطة بالمخيم، وتم قصفها بالهاون، رغم عدم وجود اشتباكات حقيقية فيها، ليثير ذلك سؤالا حول هدف هذه المجموعات ومشغلها (م.ح).
وكان الطلب هذه المرّة أن يتدخل الجيش اللبناني لحسم الاشتباكات، في مطلب دعا له جهاز الأمن الوطني، ليرسم سؤالا آخر حول إمكانية زج الجيش للخلاف، وصولا لاشتباك فلسطيني لبناني.
تكررّ اسم (م.ح) كثيرا في الأحداث والاشتباكات الدامية التي شهدها عين الحلوة مدار السنوات الماضية، ويعرف بمسؤوليته المباشرة عن تمويل هذه الجماعات، التي تكشف المصادر، بأن عددا منها يضم في عضويته شخصيات أجنبية.
تشير الفصائل الفلسطينية، إلى أن حركة فتح في لبنان لم تعد محكومة لساحة التنظيم، وأن ثمة تلاعب من ماجد فرج تحديدا في هذه الساحة، التي وصلت حدّ التجسس المباشر على سرايا المقاومة، وحزب الله.
وأشارت المصادر إلى أنّ الاشتباكات المتجددة، أدت أيضًا لنزوح المئات من منازلهم، صوب المساجد والمستودعات، مردفًا أن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" لم تفتح المدارس حتى اللحظة أمام النازحين.
ونوهت بأنّه يجري التواصل مع إدارة "أونروا" من أجل إعادة فتحها لاستقبال العوائل النازحة، خاصة في ظل تواجد عدد من العائلات في شوارع المخيم ومحيطه؛ لعدم توفر أماكن تأويهم.
وتأسس مخيم "عين الحلوة" للاجئين الفلسطينيين عام 1948، وهو الأكبر في لبنان، إذ يضم حوالي 50 ألف لاجئ مسجلين بحسب الأمم المتحدة، بينما تفيد تقديرات غير رسمية بأن عدد سكانه يتجاوز 70 ألفًا.