في إطار الإعداد ومحاكاةً لأي معركة قادمة مع العدو الصهيوني؛ تُجري المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة منذ كانون الأول/ديسمبر 2020م مناورات تحت اسم "الركن الشديد"، تُشارك فيها الفصائل المنضوية في غرفة العمليات المشتركة، بهدف اختبار مدى الجهوزية، والعمل على تبادل الخبرات العسكرية بين فصائل المقاومة وتحقيق التجانس والتنسيق الكامل بينهم في الميدان.
وقد نفذت المقاومة الفلسطينية ثلاث مناورات مشتركة سابقه، كان آخرها "الركن الشديد 3" في كانون الأول/ديسمبر 2022م، وتأتي مناورة "الركن الشديد 4"، لرفع مستوى جاهزية أفرادها وايصال الرسائل للعدو، حيث تخللها عمليات إطلاق نار وإحداث انفجارات، وجاء فيها مشاهد تُحاكي عمليات اقتحام لمواقع عسكرية صهيونية، وعمليات إنزال وخطف خلف خطوط العدو وإطلاق صواريخ تحذيرية في عرض البحر.
إن ما يميز هذه المناورة أنها تختلف عن سابقاتها من حيث التوقيت والمضمون، إذ أنها جاءت سابقه لتنفيذ التهديدات والمخططات الصهيونية الهادفة إلى اقتحام المسجد الأقصى، ولطلب ايتمار بن غفير بخصوص التضييق على الأسرى؛ ما دفع المقاومة الفلسطينية التعجيل لإيصال رسائلها الساخنة:
أولاً: جاءت قبل الموعد المعهود بنحو ثلاثة أشهر، والمعلوم أنها تكون في الشهر الأخير من كل عام؛ نتيجة وجود مؤشرات صهيونية خطيرة تستهدف الكل الفلسطيني.
ثانياً: نُفذت المناورة في ظل التهديدات الصهيونية المتواصلة بحق المسرى، فهناك نوايا مبيته لدى الاحتلال لاقتحام المسجد الأقصى طيلة فترة الأعياد الصهيونية، في إطار حربه الدينية الهادفة للسيطرة على مدينة القدس والعمل على تهويدها.
ثالثاً: أرادت فصائل المقاومة ايصال رسائل للعدو الصهيوني؛ مفادها أن الأسرى هم خطوط حمراء لا يمكنه تجاوزها، وفي حال أقدم على تنفيذ إجراءاته الهادفة للضغط والتضييق عليهم داخل السجون، فإن تلك الجرائم لن تمر مرور الكرام، لأن المقاومة الفلسطينية ستكون حاضرة في الميدان لتلقين العدو درساً لن ينساه أبداً.
وفي حال المواجهة المُقبلة، كان رئيس أركان العدو الصهيوني هرتسي هليفي ذكر: "بأنها قد تشمل عدة ساحات، تُسفر عن سقوط العديد من القتلى والإصابات في صفوف جنوده، مؤكداً على ضرورة عدم التقليل من شأن تهديدات المقاومة، سواء بالقول أو الفعل؛ وعدم تمجيد أنفسنا، يجب أن نكون أكثر استعداداً من أي وقت مضى لصراع عسكري واسع النطاق ومتعدد الجبهات". وفيما يتعلق بالأسرى الفلسطينيين، ذكرت القناة العبرية 12 أن نتنياهو رفض طلب بن غفير بخصوص تشديد الإجراءات ضد الأسرى الفلسطينيين بدعوى أن مثل هذه الخطوة قد تؤدي إلى تصعيد كبير في المنطقة.
يبقى السؤال، هل سينفذ العدو تهديداته ضد الأسرى والمسرى، أم أن مناورة الركن الشديد4 قد أوصلت رسائلها له؟