قائمة الموقع

كيف فتحت أوسلو أبواب العواصم العربية (لإسرائيل)؟

2023-09-13T13:37:00+03:00
الرسالة نت- شيماء مرزوق

في 13 سبتمبر 1993 وقّع محمود عباس ممثلا عن منظمة التحرير الفلسطينية وشمعون بيريز وزير خارجية الاحتلال في حينه على وثيقة اتفاق أوسلو، بحضور الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون والرئيس الراحل ياسر عرفات ورئيس حكومة الاحتلال في حينه إسحاق رابين.

بعد التصفيق الحار من الحضور تقدم عرفات وصافح رابين الذي حرص على أن تكون مصافحة باردة دون عناق، وألقى عرفات كلمته الشهيرة التي قال فيها "أقول لشعبي اليوم نطوي صفحة الآلام والآهات".

عاد عباس يحمل سلطة خدمات أمنية، تعاقد معها الاحتلال عبر أوسلو ليحول جيشا من المناضلين إلى موظفين في الشركة يسهرون على أمنه، وقبل أيام تلقت السلطة أسلحة ومعدات ومركبات مصفحة، وبرامج تجسس تكنولوجية متطورة من الحكومة المتطرفة لمساعدتها في تقديم خدماتها الأمنية بشكل أفضل.

بينما عاد بيريز لفريق مكتبه في الخارجية بعد توقيع الاتفاق وقال لهم "استعدوا لفتح الباب على العالم العربي".

ثلاثون عاماً كسر خلالها أوسلو لاءات العرب وأباح ما كان محرماً، ومنح الذريعة الأقوى للمطبعين، لتفتح بعده أبواب العواصم العربية أمام دولة الاحتلال.

1994 وبعد سنة واحدة فقط على أوسلو خرجت الأردن صاحبة أطول حدود مع فلسطين التاريخية، وبوابة التهديد الأمني الشرقية للاحتلال من دائرة الصراع العربي (الإسرائيلي)، ووقّعت اتفاقية وادي عربة.

في ذات العام زار رابين سلطنة عمان وتم فتح مكتب تمثيل تجاري متبادل بين الطرفين.

2020 وقّع كل من الإمارات والبحرين والمغرب والسودان على اتفاقات تطبيع كامل للعلاقات مع الاحتلال بما بات يعرف باتفاقيات أبراهام، والتي شكلت تمهيدا للجائزة الكبرى التي ينتظرها الاحتلال وهي السعودية.

تمارس السلطة حالياً ما هو أسوأ من تطبيعها الأمني والاقتصادي، وتلعب دور السمسار في مفاوضات التطبيع بين السعودية و(إسرائيل) لتحقيق مكاسب شخصية ومالية لقادتها.

مستشار الأمن القومي (الإسرائيلي) "تساخي هنيغبي" كشف الاثنين، عن إجراء الكيان مفاوضات مع السلطة الفلسطينية سعيًا للوصول إلى التطبيع الكامل مع السعودية.

وقال "هنيغبي"، في مؤتمر أمني، إن التطبيع مع السعودية يمر عبر السلطة الفلسطينية، مشيرًا إلى أن تلك الخطوة تُلزم الكيان بإدارة مفاوضات مع السلطة، مقراً بأنه شخصياً يدير قناة تواصل مع السلطة بوساطة أردنية عبر منتدى ثلاثي أقيم بهذا الخصوص.

وأضاف "نتحدث عن مفاوضات هي الأولى من نوعها والتي يتحدث فيها ممثلو الدول العربية بشكل منفتح، ويقدمون خلالها رؤيتهم، ولن تسمح السلطة هذه المرة بتمرير الاتفاقيات دون تدخلها، ونحن ندعم وجودها بهذه المفاوضات".

تصريحات هنيغبي سبقتها مؤشرات أخرى حول دور السلطة في مفاوضات التطبيع بين السعودية والاحتلال، فقد زار وفد السلطة برئاسة حسين الشيخ -الذي يبحث عن تحقيق أي إنجاز سياسي يؤهله لطموحه في السلطة مستقبلا- المملكة للقاء مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، للتباحث حول الثمن الذي تريده السلطة مقابل تمرير اتفاق التطبيع مع السعودية.      

ويبدو أن السلطة تحاول أن تستغل اتفاق التطبيع في محاولة لإنعاش مسار التسوية والبرنامج السياسي للسلطة، بعدما باتت على قناعة بأن مشروعها انتهى وأنها غير قادرة على إيقاف مسار التطبيع الذي بدأته في أوسلو.

كما أنها ترى في الاتفاق فرصة في استعادة ملايين الدولارات من الدعم السعودي المتوقف منذ ما يقارب 4 سنوات، والمتراجع منذ 7 سنوات، خاصة أنها تمثل بوابة شرعنة رسمية لأي عملية تطبيع، لذا ففي نظر السلطة فإن المملكة ستحرص على شرعنة تطبيعها مقابل مكاسب معقولة للسلطة.

 

 

 

اخبار ذات صلة