يواصل الاحتلال اقتحاماته للمسجد الأقصى المبارك، بذريعة الاحتفال بأعياد رأس السنة العبرية، تحت حراب السلاح محولا المدينة لثكنة عسكرية، بحسب شخصيات مقدسية تحدثت لـ(الرسالة نت).
ونشرت قوات الاحتلال قواتها العسكرية في مدينة القدس، وحوّلتها لثكنة عسكرية، ومنعت بموجبها وصول التجار إلى محالهم في البلدة القديمة، كما منعت الوصول إلى البلدة، في وقت أبعدت فيه العشرات من المرابطين عن الأقصى المبارك.
عسكرة!
الناشط المقدسي فخري أبو دياب، أكد بدوره أن الاحتلال حوّل مدينة القدس لثكنة عسكرية، قائلا: "الاحتلال نشر قوات الشرطة بشكل كامل في المدينة، وكثف تواجدها في جميع زقاق وشوارع البلدة القديمة".
وأضاف أبو دياب لـ(الرسالة نت) إن "الإجراءات الأمنية غير مسبوقة في القدس، وتم بموجبها إعلان الطوارئ في الدولة العبرية بكل مؤسساتها".
وأوضح أبو دياب أن الأعداد الكبيرة من القوات الأمنية المنتشرة في المدينة، مردّها الخوف الحقيقي لدى الاحتلال من انفجار الأوضاع.
وذك أن الأوضاع ستظل متوترة في المدينة، بفعل مظاهر الحرب التي ينشرها الاحتلال.
ووصف أي اعتداء بأنه مساس مباشر بمشاعر المسلمين في العالم، ويمثل استهتارا بقيم الشعب الفلسطيني.
** سلسلة إبعادات!
من جهته، أكد الدكتور جمال عمرو المختص في الشأن المقدسي، أن الاحتلال أبعد العشرات من المرابطين عن المدينة؛ لضمان تفريغها من أي محاولة لحماية الأقصى من المعتدين والمقتحمين.
وقال عمرو لـ(الرسالة نت) إن الاحتلال يحاول العمل على رسم مسرح الجريمة بشكل متكامل، من خلال إفراغ الأقصى من وجود المسلمين، وجعله مفتوحا للمقتحمين؛ ليرتكبوا جرائمهم بكل هدوء.
وأوضح عمرو أنّ هذه الجرائم تتم برعاية الحكومة التي يقود وزراؤها دعوات الاقتحام ليل نهار، ويعملون لتحريض جمهور المستوطنين للاقتحام.
وبيّن أنّ عمليات الاقتحام تجري تحت أجواء عسكرة المدينة، "القدس تعيش وكأنها في حالة حرب فعلية وحقيقية، في ظل أجواء الحراسة المشددة وغير المسبوقة".
وأكد أنه رغم الإبعاد والاعتقال؛ لكن القدس على صفيح ساخن، و(إسرائيل) تدرك أنها لن تستطيع أسر شعب برمته سيخرج للدفاع عن قدسه، بحسب قوله.
ونبه إلى أن المنطقة ستكون أمام برميل بارود متفجر في حال أقدمت دولة الاحتلال على حماقة ضد الأقصى.
حرب ديمغرافية
من جهته، أكد الدكتور حسن خاطر الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية بالقدس، أنّ تحويل البلدة القديمة لثكنة عسكرية، يعني تفريغها من سكانها، وإغلاق محالها التجارية.
وأوضح خاطر لـ(الرسالة نت) أن المقتحمين تحديدا من مناطق المستوطنات بالضفة المحتلة، يعملون على تخريب المحال وتدميرها، والبطش بالبائعين ومن يتبقى من الزوار.
وذكر أن هذه الإجراءات تتم على عين الشرطة وبحمايتها، وبدعم من وزيرها المتطرف إيتمار بن غفير.
وأكد خاطر أن هذا يعني حربًا ديمغرافية تستهدف القدس، تحت ستار الاحتفال بالأعياد اليهودية.
وأشار إلى ضرورة الانتباه لهذه الجرائم التي تستهدف تفريغ البلدة القديمة، في ظل سلسلة مركبة من الجرائم، بدءًا من استهداف المحال التجارية مرورًا بالضرائب المفروضة، وليس انتهاء بالرعب الأمني والعسكري الذي تخلقه سلطات الاحتلال ضد سكان المدينة.