شهدت باحات المسجد الأقصى المبارك والبلدة القديمة في مدينة القدس المحتلة اعتداءات وانتهاكات احتلالية واستيطانية جديدة تمثلت في نفخ البوق والاعتداء على المرابطين.
ويعد النفخ في البوق خطوة (إسرائيلية) خطيرة لتعزيز الوجود اليهودي في الأقصى وصولا لتثبيت التقسيم الزماني والمكاني وهدم المسجد وبناء الهيكل المزعوم.
حرب دينية
وقال المختص في الشأن المقدسي زكريا نجيب إن اعتداءات الاحتلال اليوم تشكل إضافة جديدة لوحشيته وإجرامه في المسجد الأقصى.
وأوضح نجيب أن الاحتلال يسير بشكل واضح نحو هدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم، والمسجد الأقصى يعيش حربًا دينية شعواء يشنها الاحتلال بكل أذرعه ومؤسساته.
ودعا أبناء شعبنا بالضفة والقدس أن يتحركوا دفاعًا عن المسجد الأقصى، مشددا أن اقتحامات المستوطنين بحماية قوات الاحتلال تشكل قهرًا لكل المسلمين.
مخططات خطيرة
بدوره؛ أكد رئيس قسم الأبحاث والمعلومات في مؤسسة القدس الدولية هشام يعقوب أن الاحتلال يسعى لتعزيز الوجود اليهودي في المسجد الأقصى دون قيد زماني أو مكاني.
وبيّن يعقوب أن المنظمات الاستيطانية لا يردعها إلا القوة والمقاومة، ويجب أن تعلن الحرب ضد هذه المنظمات المتطرفة.
وأوضح أن اعتداءات الاحتلال تتماشى مع الأساطير اليهودية التي تحاول تسويقها منظمات المعبد، وما يطبقه الاحتلال في الأعياد اليهودية هو مقدمة لما ستنفذه الجماعات المتطرفة خلال أشهر.
خطوة نحو الهيكل
والنفخ في البوق يوازي في خطورته فكرة ذبح القربان داخل الأقصى، لأنه حسب اليهود إعلان زمن جديد يصبح فيه المسجد المبارك بمثابة "الهيكل".
و"الشوفار" بالتسمية الصهيونية عبارة عن قرن كبش وله عدة دلالات، فنفخها تعبير عن فرحتهم الغامرة بسيطرتهم على الأرض المقدسة.
والنفخ في البوق لدى الاحتلال تجاوز المناسبات الدينية حيث ينفخ فيه حين يؤدي رئيس الكيان اليمين والإعلان عن بدء رأس السنة اليهودية، وعند الانتصارات التي يحققها كما جرى عند احتلال القدس وحائط البراق وكذلك عند احتلالهم لأرض سيناء، حيث نفخوا فوق جبل سيناء.
وتتواصل الدعوات على ضرورة التصدي لاقتحامات المستوطنين التي انطلقت اليوم الأحد فيما يسمى عيد رأس السنة العبرية، وتستمر في الأيام المقبلة خلال الأعياد التي تمتد لقرابة الشهر.
وأوضحت الدعوات أن اقتحامات الأقصى هي جزء من مخططات الاحتلال في محاولة فرض التقسيم الزماني والمكاني للمسجد وخصوصًا في موسم الأعياد اليهودية، مؤكدة في الوقت ذاته على إسلامية المسجد وحق المسلمين الخالص بكامل مساحة المسجد وسوره البالغة 144 دونما.
واستباحت مجموعات المستوطنين، صباح الأحد، باحات المسجد الأقصى المبارك، بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، في أول أيام الأعياد اليهودية في ما يسمى "رأس السنة العبرية".
واقتحمت مجموعات متتالية من المستوطنين باحات المسجد الأقصى المبارك، وأدوا طقوسًا تلمودية بلباس "الكهنة" التوراتي وقاموا بـ"السجود الملحمي".
وفي مشهد خطير، نفخ مستوطن في البوق خلال اقتحامه باحات الأقصى، كما نفخ مستوطن آخر في البوق في المنطقة الشرقية قرب مصلى باب الرحمة.
واعتدت قوات الاحتلال بوحشية على المرابطين والمرابطات على أبواب المسجد الأقصى، بالتزامن مع اقتحامات المستوطنين الواسعة للمسجد مع بدء الأعياد اليهودية.
وأصيب المرابط المسن المبعد أبو بكر الشيمي بجراح في رأسه بعد اعتداء جنود الاحتلال عليه أمام باب السلسلة، فيما تعرضت المرابطتين المبعدتين نفيسة خويص وعايدة الصيداوي للدفع والإلقاء أرضا.
وقال الناطق باسم حركة حماس عن مدينة القدس محمد حمادة إن اقتحامات المستوطنين للأقصى تمثل استمراراً للعدوان وتغول على المسجد الأقصى، وهي بمثابة أعمال تدنيسية يريد الاحتلال من خلالها انتزاع صورة انتصار له في القدس.
وأكد حمادة على أن شعبنا موحد في الدفاع عن الأقصى ومواجهة العدوان، ولا يمكن أن ينجح العدو في كسر المعادلة، والمقاومة مستمرة حتى زوال الاحتلال.
وأضاف أن الاستمرار في العدوان على الأقصى يقابله شعبنا برباط وثبات رغم العوائق التي يضعها الاحتلال لمنع وصول المصلين إلى المسجد الأقصى المبارك.