تواصل جماعات المستوطنين بدعمٍ حكوميٍ وبحمايةٍ من قوات الاحتلال اقتحاماتهم للمسجد الأقصى المبارك، ولعل أخطر تلك المشاهد هو نفخ المستوطنين في البوقِ لمرتين خلال اقتحامهم باحات الأقصى، وكذلك خلال تواجدهم في المنطقة الشرقية قرب مصلى باب الرحمة.
دلالاتٌ خطيرةٌ
الكاتب والمحلل السياسي المقدسي راسم عبيدات، أكد أن للنفخِ في البوق له دلالات خطيرةٌ سيشهدها الأقصى في الأيام القادمة.
وأكّد أن قضية النفخ في البوق لا تحمل بعدًا دينيًا تلموديًا توراتيًا فقط، بل هي قضية لها علاقة بالسيادة والهيمنة، وتحمل بعدًا سياسيًا بامتياز.
وبين أن المستوطنون ينفخون في البوق في "رأس السنة العبرية" و"عيد الغفران"، وهو من الناحية الدينية يتمثلُ في كون البوق أساسًا يرمزُ للانتقال بين زمنين، فهو علامة لدخول السنة العربية الجديدة، وعلامة على نهاية "عيد الغفران".
وأشار إلى أن الحاخامات يحاكون بنفخهم للبوقِ "مآسي اليهود القديمة" ويشكلُ إيذانًا متجددًا بقرب الخلاص وإعادة بناء الهيكل المزعوم، وهو ما يركز عليه اليمين الصهيوني في هذه الأيام.
فرض وقائع جديدة
بدوره، أكد المحلل السياسي والمختص بالشأن الإسرائيلي محمد دراغمة، أن الاقتحامات ومحاولات في البوقِ، تهدف لفرض وقائع جديدة وتغيير الوضع القائم المتفق عليه، وتحديدا بين الأردن ودولة الاحتلال ولتثبيت وقائع جديدة على الأرض وشرعنة هذه السلوكيات.
وتابع "هذه ليست المرة الأولى التي يقوم المتطرفون فيها بأداء طقوسهم التلمودية في باحات الأقصى، ففي العام الماضي نفخوا في البوق، وفي العام الذي سبقه، وهذا العام سجلت المرة الثالثة، وكل الطقوس والسجود في الباحات يشكل أهمية للمتطرفين".
دعوات للرّباط والتصدّي
وكان عدد من المرابطات المقدسيات، قد أكّدن تمسكهن بالرباط وشد الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك، رغم عراقيل الاحتلال وحالة التضييق والإبعاد التي يفرضها في مدينة القدس المحتلة.
وقالت المرابطة المقدسية عايدة الصيداوي إن الإبعاد والاعتداء لن يثنينا عن الرباط على أبواب الأقصى، مضيفة أن الشعب الفلسطيني والعربي والإسلامي يهب في معركة الدفاع عن المقدسات.
من جانبها، شددت المرابطة من الداخل المحتل أمية جبارين، على أن شد الرحال للمسجد الأقصى، جزء من هويتنا وعقيدتنا الإسلامية.
وأشارت جبارين إلى أن رباطنا في الأقصى متواصل ومستمر رغم التضييق وقرارات الإبعاد الصادرة من سلطات الاحتلال، عن مدينة القدس والمسجد المبارك.
وتواصل جماعات الهيكل المتطرفة حشد المستوطنين لتنفيذ مزيد من الاقتحامات للمسجد الأقصى المبارك، خلال ثلاثة أعياد يهودية بدأت قبل يومين وتمتد إلى منتصف أكتوبر القادم.
وبدأت الاقتحامات الواسعة أول أمس الأحد، وتخللها أداء طقوس تلمودية وتوراتية ونفخ البوق وارتداء زي الكهنة، ضمن الحرب الدينية على المسجد والمدينة المقدسة.
ويستمر العدوان على الأقصى 21 يوماً قادمة، يتخلله ثلاث محطات هي "أيام التوبة" و "يوم الغفران" و"عيد العرش".