انتشر مقطع فيديو اليوم الأربعاء، يظهر محاولة شرطة الاحتلال في القدس تلميع صورتها بتلبية رغبة طالبة من ذوي الاحتياجات الخاصة، في مدرسة مقدسية.
وتأتي محاولات شرطة الاحتلال لتلميع صورتها للتغطية على جرائمها بحق الفلسطينيين في القدس، والأطفال منهم تحديدًا، بالزجّ بهم في المعتقلات، والاعتداء عليهم وتعذيبهم وحبسهم منزليًا، وحرمانهم من التعليم وهدم منازل عائلاتهم.
وارتكبت شرطة الاحتلال جريمة قتل بحق شاب مصاب بمرض التوحد قبل ثلاثة أعوام، عندما قتلت شرطة حرس حدود (إسرائيل) (مشمار جفول) شابًا مصابًا بالتوحد، بالرَّصَّاص، نتيجة عدم وقوفه عند حاجز تفتيش لها قرب باب الأسباط في القدس.
وحول الموضوع، يقول المختص في شؤون التعليم بالقدس، زيد القيق: "منذ بداية الاحتلال لمدينة القدس وإجراءات الأسرلة تمتد للسيطرة على جميع جوانب التعليم بدءًا من الكتب والمقررات الدراسية وصولا إلى الأنشطة اللاصفية التي عادة ما تحمل رسالة موجهة هادفة".
ويوضح القيق لـ"القسطل" أنه من "خلال الفيديو، نشاهد رجال الشرطة الصهيونية في زيهم الرسمي الذي يعتقلون فيه شبابنا وبناتنا ويحرسون قطعان المستوطنين، التي تدنس المسجد الأقصى، والجرافات التي تهدم بيوتنا، يدخلون مدرسة لذوي الاحتياجات الخاصة ليمرروا نشاطا لا صفيا يأملون من خلاله أن يجملوا صورة الإجرام الشُرطي الصهيوني التي يعرفها المقدسي جيدا".
ويشير المختص في شؤون التعليم بالقدس إلى أن "وزارة المعارف الصهيونية تعمل جاهدة على تجميل صورة المحتل في المدارس التي تشرف عليها، في محاولة لإيجاد ما تهدف له الخطة الخمسية وهو إيجاد المقدسي الجديد الذي يعتقد أنه أقلية عربية تعيش في الدولة ذات الأغلبية اليهودية: وذلك من خلال العديد من الإجراءات المماثلة لأسرلة التعليم".
وختم بالقول إن "المخزي في الأمر، هو استغلال شرطة الاحتلال لهذه الفئة من طلبتنا، وتحاول حكومة الاحتلال جاهدةً أن تجمل وجهها القبيح؛ بزيارة لفئة لا تستطيع أن تعبر عن رأيها".
من جهته، يقول رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد، ناصر الهدمي، إن ""في مسعى منها وفي إطار مشروعها التهويدي في مدينة القدس، تعمل سلطات الاحتلال على ذر رماد في العيون".
ويذكر الهدمي أن "هذه الشرطة التي ترافق مسؤولي البلديات من أجل هدم بيوت المقدسيين، والحجز على ممتلكاتهم، وتمكين المستوطنين من السيطرة على عقارات المقدسيين؛ تقوم بجلب الشرطة لهذه المدارس، بذات البزة العسكرية التي ترتديها وهي تؤدي جريمتها بحق المقدسيين".
مستطردًا بالقول إنها "تأتي بزيها العسكري، لتظهر قوات الاحتلال أنهم ودودون ويحبون الأطفال، ويساعدونهم، ويعلمونهم طرق الوقاية من الزلازل والحرائق وحالات الطوارىء".
ويؤكد أن "كل ما تفعله حكومة الاحتلال، هو من أجل كي وعي المقدسيين وتشكيكهم بأحقيتهم في الحصول على حريتهم واستقلالهم في مدينتهم".
وأردف: "واضح جدًا أن سلطات الاحتلال تستهدف التعليم بكافة جوانبه، المنهجية وغير المنهجية، وهذا الذي شهدناه، حينما توجهت شرطة الاحتلال إلى المدارس".
وأضاف "من المؤسف وجود ضعفاء النفس، ممن يقبلون على أنفسهم أن يكونوا جزءًا من عملية التهويد والتزوير والتزييف".
واستدرك "الاحتلال يعمل على تشويه أذهان أبنائنا، لتحويل صورة الاحتلال من الإجرام إلى الود والإنسانية، لتعمل من خلالها سلطات الاحتلال في إطار تهويد مدينة القدس".
وأكد الهدمي: "نحن نرفض هذه الإجراءات، ونرفض سلوك مدراء بعض المدارس، في استقبال شرطة الاحتلال المجرمة، التي تقوم بتنفيذ سياسات الاحتلال التهويدية والتهجيرية بحق مدينة القدس، وكل ما يأتي من الاحتلال سيىء ولا يمكن أن يغير وجهة نظرنا عن جرائمه".
وفي جريمة ممتدة لأذرع الاحتلال، يذكر أن المستوطنين قد قتلوا في العام 2014 الطفل الفلسطيني محمد أبو خضير، من حي شعفاط بالقدس؛ بعد أن خطفوه وعذبوه وأحرقوه وهو على قيد الحياة.