العمليات الاستشهادية .. رعب الانتفاضتين والكابوس الدائم للاحتلال

الرسالة نت - الضفة المحتلة

تفجرّ غضب الشعب الفلسطيني، وتحول لإشلاء متناثرة، في وجه القوة النازية الاحتلالية لدولة الكيان، بعدما استهدفت الآمنين والشبان المتظاهرين برصاص الدبابات وصواريخ الطائرات.

المقاومة الفلسطينية وفي مقدمتها كتائب القسام، وجدت في العمليات الاستشهادية، سلاحا رادعا خاصة وأنها دكّت عمق الاحتلال طويلا، وأحالت أمنه لكوابيس، وحالت دون تحقيق تقدم عسكري أو استراتيجي للاحتلال، بل ودفعته للانكفاء خلف جدر اسمنتية لم تحقق له الأمان كذلك.

بدأت العمليات الاستشهادية مع القائد يحيى عياش، المهندس الأول للكتائب وصاحب فكرة العمليات الاستشهادية، التي رافقته بعدما كشف الاحتلال محاولة تفخيخ "أنابيب غاز"، قرر العياش على إثرها وفق رفاقه أن يجعل من هذه العبوة جسدا يستحيل على الاحتلال الانقضاض عليه.

وبعدها نفذ القائد عياش سلسلة عمليات غضب، بعد مجزرة الحرم الابراهيمي الشهيرة، التي خلفت المئات من القتلى والجرحى.

استمرت العمليات بوتيرة متفاوتة بعد قدوم السلطة عام 1994؛ لكنها لم تتوقف بالكلية، حتى جاءت الانتفاضة الثانية؛ التي مدّتها بزخم كبير وجعلت المقاومة ندًا عنيفا في وجه رئيس وزراء الإرهاب والاجرام آنذاك المجرم إرائيل شارون.

مع اندلاع الانتفاضة الثانية اشتدَّت قوة العمليات الفدائية، فحسب بحث أُجري في قسم الاقتصاد بجامعة «هارفارد» ونُشر عام 2007، نفذَّت فصائل المقاومة 151 عملية استشهادية بين عامي 2000-2005 موقعة 515 قتيلًا في صفوف الإسرائيليين، وحسب البحث نفسه نفَّذ مقاتلون تابعون للقسام الحصة الأكبر من هذه العمليات بنسبة قاربت 40% منها.

ومن أشهر مهندسي المتفجرات في الانتفاضة الثانية من القسام، المهندس عبد الله البرغوثي، الذي يقضي حكمًا مؤبدًا بـ67 سنة في السجون الإسرائيلية، وهو أطول حكم في تاريخ إسرائيل، وقد أسر البرغوثي عام 2003 بعد عامين من المطاردة، وله مذكراتٌ يحكي فيها تفاصيل عمله العسكري.

وتطولُ القائمة لتشملَ الشهيد محمود أبو هنود، الذي تتهمه إسرائيل بالتخطيط لعمليات تعد من أشد العمليات فتكًا في تاريخها، مثل العملية المزدوجة في حي «محانيه يهودا»، والتي قتل فيها 16 إسرائيليًّا، وعملية تفجير في شارع «ابن يهودا» قُتل فيها خمسة إسرائيليين، وعملية ثالثة في القدس، ونفَّذت جميع هذه العمليات عام 1997، بالإضافة إلى عدة عمليات استهداف وإطلاق نار، واستشهد عام 2001 بعد محاولات إسرائيلية فاشلة لاغتياله كان أهمها محاولة اغتياله في بلدة عصيرة عام 2000.

وفي قائمة للعمليات، منشورة على موقع «الجزيرة»، توثِّق العمليات الاستشهادية التي نفذتها الفصائل بين 1994-2004، وأهمها وأضخمها عملية الشهيد عبد الباسط عودة، التي قتل فيها 36 إسرائيليًّا عام 2002، ويتهم الاحتلال القائد الأسير عباس السيد بالتخطيط لها، وهو محكوم عليه مؤبدًا بـ36 عامًا.

وكما يشير البحث المذكور عن جامعة «هارفارد»، انخفضت حدة العمليات الاستشهادية بعد الانتخابات الفلسطينية عام 2006، وأحداث ما يُعرف بالانقسام الفلسطيني بين حركتي «فتح» و«حماس»، لتسيطر الحركة الإسلامية على قطاع غزة، وحركة «فتح» على الضفة الغربية، وبدأ الحصار الإسرائيلي الخانق على القطاع لضرب قدرات المقاومة، ولقلب الرأي العام الفلسطيني ضد حكم «حماس».

وأطبقت السلطة الوطنية الفلسطينية بقيادة «فتح» سيطرتها على الضفة الغربية، وبالتنسيق الأمني مع إسرائيل وبالضربات المتتالية ضد المقاومة، أوقفت العمل العسكري بشكل شبه كامل في الضفة الغربية، إلا بعض العمليات الفردية ضدَّ أهدافٍ إسرائيلية.

البث المباشر