توافق اليوم الذكرى السنوية الثامنة لتنفيذ مجموعة مجاهدة من كتائب القسام عملية "ايتمار" البطولية، ردًا على جرائم الاحتلال ومستوطنيه التي ارتكبوها بحق عائلة دوابشة في دوما بنابلس، بعد شهرين من الجريمة وبمكان قريب منها.
ومثلت عملية "ايتمار" شرارة انتفاضة اندلعت كموجة من عمليات فردية سرعان ما اكتسبت طابعًا ثوريًا انتقلت إلى الجماهير الفلسطينية وأبطالها لتعلن "انتفاضة القدس".
أخلاق وبطولة
في مساء الأوّل من تشرين أوّل/أكتوبر من عام 2015، تمكّنت خلية "ايتمار" من تنفيذ عملية إطلاق نار على مركبة للمستوطنين على الطريق بين مستوطنتي "ايتمار" و"الون موريه" المقامتين على أراضي قرى شرق نابلس.
وأسفرت العملية التي نفذت من مسافة الصفر عن مقتل مستوطنين هما "ايتام هنكين" وهو ضابط استخبارات احتياط بوحدة هيئة الأركان الإسرائيلية، وزوجته "نعماه هنكين".
وتأكيدًا على دوافع العملية، نشر القسامي يحيى الحج حمد، أحد منفذي العملية، صبيحة اليوم التالي على حسابه بموقع "فيس بوك"، صورة الطفل أحمد دوابشة، الناجي الوحيد من المحرقة، وكتب تحتها: "آن لك أن تبتسم".
ولم تكن عملية "ايتمار" أولى العمليات التي نفذتها الخلية، فقد سبقها تنفيذ عدة عمليات إطلاق نار استهدفت المستوطنين وقوات الاحتلال في الشوارع الالتفافية القريبة من نابلس، أسفرت عن وقوع عدة إصابات، وبقيت مجهولة إلى أن نفذت عمليتها الكبرى.
أقمار القسام
ترأس خلية عملية "ايتمار" الجهادية المجاهد راغب أحمد عليوي الذي كان يعمل آذنا لمسجد أمهات المؤمنين بحي الضاحية، وهو متزوج وأب لطفل، ويتهمه الاحتلال بتجهيز الخلية وتزويدها بالسلاح.
وضمت الخلية يحيى الحج حمد ويدرس بجامعة القدس المفتوحة، وكان يجهز بيته استعداداً للخطوبة، وكرم رزق المصري ويعمل مهندساً بإحدى شركات المقاولات، وقد أصيب خلال تنفيذ العملية، وسمير كوسا، وهو متزوج وأب لثلاثة أبناء، ويعمل سائق تكسي، وأمجد عليوي متزوج وأب لتسعة أبناء.
وصدرت بحق هؤلاء الخمسة أحكام بالسجن المؤبد مرتين و30 عاماً إضافية، لدورهم في هذه العملية والعمليات السابقة، كما يُحاكم على ذات القضية كل من زيد عامر، وهو متزوج منذ شهرين قبل العملية ويعمل مدرب سواقة.
كما حوكم الشهيد الأسير بسام أمين السايح، الذي اعتقل رغم إصابته بمرض السرطان، واستشهد بعد ذلك داخل سجون الاحتلال نتيجة سياسة الإهمال الطبي التي تتبعها سلطات الاحتلال.
عمليات بارزة
“كوماندوز السكاكين”
لم تكد تمضي عدة أيام على اندلاع الانتفاضة وإذ بالشاب محمد سعيد علي من مخيم شعفاط بالقدس المحتلة يجلس في مكانه المعتاد في ساحة باب العامود حيث قام جنود من قوات “اليسام” الخاصة التابعة للاحتلال بالقدس باستفزازه، فما كان منه إلا أن انقض عليهم بسكينه وتمكن من طعن 3 منهم وأصابهم بجراح خطيرة قبل أن يرتقي شهيدًا.
عملية حافلة القدس
بعد 10 أيام من تنفيذ عملية مهند الحلبي الأولى بالقدس، أقدم الشهيد بهاء عليان والشاب بلال غانم على اقتحام باص صهيوني قرب بلدة جبل المكبر ونفذا عملية مزدوجة بإطلاق نار وطعن، أدت إلى مقتل ثلاثة مغتصبين وجرح نحو 20 مغتصباً آخرين.
عملية الدهس للاستشهادي علاء أبو جمل
في اليوم ذاته لعملية الباص المزدوجة الذي يوافق الـ13 من تشرين أول الماضي، قرر الشاب علاء أبو جمل تنفيذ عملية بطولية مزدوجة، دهس خلالها عددًا من المستوطنين أمام إحدى محطات انتظار الباصات قبل أن يقوم بالإجهاز عليهم بواسطة “سكين” كانت بحوزته ليتمكن من قتل حاخام صهيوني وإصابة 7 آخرين.
عملية بئر السبع الفريدة
بينما لم تكد قوات الاحتلال تلتقط أنفاسها وهي تحاول وقف مد الانتفاضة وإخمادها حتى فاجأها الشهيد مهند العقبي في 19 تشرين أول الماضي بعملية نوعية نفذها داخل محطة انتظار الباصات بمدينة بئر السبع المحتلة، أدت الى مقتل جندي صهيوني وإصابة 34 مغتصباً آخرين بجروح مختلفة.
عملية “غوش عتصيون”
في الـ 19 من تشرين الثاني، أقدم الشاب محمد عبد الباسط حروب على تنفيذ عمليته قرب مغتصبة “غوش عتصيون” حيث فتح النار من رشاش أوتوماتيكي من سيارة متحركة تجاه مجموعة من المغتصبين وجنود الاحتلال، أدت إلى مقتل اثنين من المغتصبين وإصابة 7 آخرين.
عملية الاستشهادي نشأت ملحم “مقهى ديزنكوف”
وصولًا إلى (تل أبيب) هذه المرة، وبعد موجة من عمليات الدهس والطعن في أنحاء متفرقة من الضفة ومدينة القدس المحتلة، جاءت هذه العملية لتنقل الصورة نحو “تل أبيب”، حيث قام الشهيد نشأت ملحم من عارة بالداخل المحتل بتنفيذ عملية إطلاق نار تجاه مجموعة من رواد أحد المقاهي في شارع ديزنكوف وسط مدينة تل أبيب، أدت إلى مقتل مغتصبين اثنين وإصابة 8 آخرين بجراح، وبعد ذلك تمكن المنفذ البارع من الانسحاب من المكان، حيث لم تتمكن أجهزة أمن الاحتلال من العثور على مكانه إلا بعد طول عناء وبحث مستمر، حيث تحولت مدينة تل أبيب إلى مدينة أشباح طيلة أسبوع كامل.
مفجر حافلة القدس
يفجر الاستشهادي المجاهد عبد الحميد سرور نفسه بباص تابع لشركة "إيغد" الصهيونية ما تسبب باحتراق حافلة بشكل كلي وأصيب 21 صهيونياً في عملية التفجير.
مهندسا ليلة "تل أبيب"
يتسلل أبناء العم محمد وخالد مخامرة لقلب الكيان داخل مقهى ليشهروا بنادقهم الآلية حاصدين أربعة صهاينة ويصيبوا 3 آخرين بجراح حرجة.
وستبقى شعلة انتفاضة القدس متقدة على الرغم من كل المحاولات الصهيونية القمعية والمتمثلة في الاعتقالات أو الإعدامات الميدانية وهدم البيوت، وستبقى الضفة الغربية مخرجة الاستشهاديين وملاحقة الصهاينة على الرغم من كل تحركات أزلام التنسيق الأمني البغيض، وستبقى نساء فلسطين ينجبن أجيالاً لا يرضون إلا العيش بكرامة في ظل وطنهم المحرر فلسطين.
المصدر: الموقع الإلكتروني لكتائب القسام