استنكر مجلس الكنائس العالمي في القدس، ما قام به مجموعة من المستوطنين خلال أيام "عيد العرش" التوراتي، من بصق على الكنائس والرهبان والراهبات، والسواح المسيحيين.
وقال منسق مكتب مجلس الكنائس العالمي بالقدس يوسف ضاهر أن "قيام المستوطنين اليهود بالبصق على المسيحيين هو أمر غير أخلاقي، وكل الأديان بريئة من هذه الأفعال، التي تصاحب التحقير والإهانة".
وأضاف ضاهر لـ"القسطل" أن "الكنيسة قد وثقت عن طريق تسجيلات الكاميرات قيام الكثير من المستوطنين، بالبصق على السواح المسيحيين المتدينين، وهم يحملون الصليب من كنيسة بالبلدة القديمة في القدس".
وأردف: "نشعر بالاضطهاد لنا كمسيحيين وللمسيحية كدين في البلد؛ يوجد اضطهاد يهودي (إسرائيلي) واضح يتم تشجيعه سواء من خلال إهمال الشرطة أو بالكلام الذي يصدر عن أعضاء من الكنيست".
واستدرك أن "تجرؤ المستوطنين وامتلاكهم الوقاحة للتعدي على الديانة المسيحية، سببه حكومة الاحتلال، وإهمال الشرطة والسلطات للموضوع" موضحًا: "لو قامت الشرطة بدورها لن يتم الاعتداء على ممتلكات كنيسة ولا الاعتداء على المسيحيين بالبصق".
وأشار إلى أن الكنائس "قدمت إلى الشرطة (الإسرائيلية) في الأشهر الماضية، العديد من الشكاوي المدعومة بأشرطة فيديو ولكن دون جدوى".
ويقدر ضاهر أعداد المسيحيين الفلسطينيين بالقدس بنحو 8 آلاف مسيحي، إضافة إلى أن مئات آلاف المسيحيين يزورون المدينة وخاصة الأماكن الدينية المسيحية فيها.
وفي تطور يثير الجدل، صرّح المستوطن إيليشع يارد، وهو أحد المشتبه بهم في جريمة قتل الشهيد قصي معطان من قرية برقة في شرق رام الله، في 4 أغسطس/ آب الماضي، بأن عادة البصق على المسيحيين ومقدساتهم هي "عادة يهودية قديمة ومباركة".
ونشر يارد هذا التصريح عبر حسابه على منصة "إكس"، حيث قال إن "عادة البصق بجوار الكهنة أو الكنائس هي تقليد يهودي قديم يمتد منذ سنوات طويلة"، زاعماً وجود "بركة خاصة في الشريعة اليهودية" عند ممارستها.
وفي منشوره التحريضي، أضاف عضو الكنيست يارد، قائلاً: "ربما نكون قد نسينا، تحت تأثير الثقافة الغربية، ما هي المسيحية بالنسبة لليهود. ولكن يجب علينا أن نتذكر أن ملايين اليهود الذين عاشوا في المنفى خلال الحملات الصليبية والتعذيب في محاكم التفتيش، والمؤامرات الدموية، والمذابح الجماعية، لن ينسوا أبداً تلك الأحداث".
ورأى ضاهر، أن ما يجري هو “كراهية للمسيحية”، وقال: “الكنائس أصدرت بالأشهر الماضية نحو 12 بيانا دعت في آخر 2 منها لتوفير الحماية الدولية ولكن لا أحد يتحرك”.