قائمة الموقع

مقال: طوفان الأقصى سحق فرقة غزة وأفقد الكيان توازنه

2023-10-08T10:58:00+03:00
عزات جمال
عزات جمال

بعد أربعة وعشرين ساعة على إعلان قائد هيئة أركان المقاومة في فلسطين محمد الضيف حفظه الله انطلاق معركة طوفان الأقصى، المقاومة تمتلك زمام المبادرة وتحتفظ بصورة النصر، بينما يهذي قادة العدو بتصريحات لا معنى لها في ظل فشل جيشهم في المواجهة المباشرة التي تدور في عمق أراضينا المحتلة.

لقد سحق القسام فرقة غزة؛ الفرقة المناطقية التي كانت تشرف على طول الحدود مع قطاع غزة من الشمال للجنوب، بعمق يزيد على خمسة عشر كيلو متر، لقد استطاع مقاتلوا القسام السيطرة على كل مواقع الفرقة العسكرية والمستوطونات التي في نطاقها الجغرافي، وصولا لخوض اشتباكات في مقر قيادة الفرقة في قاعدة "رعيم" العسكرية شرق المحافظة الوسطى على بعد خمسة عشر كيلو متر من القطاع، وهذا تحقق في الهجوم الأول وفق بيان القسام، وما أكدته لاحقا بيانات العدو وجيشه.

في الهجوم المنسق الثاني أكد بيان القسام على نجاح القوات المهاجمة في تطوير الهجوم ووصولها لعدد من المدن مثل اوفكويم في عمق أراضينا المحتلة بما يتجاوز العشرين كيلو متر وهو يعني انهيار للمزيد من القوات والسيطرة على المزيد من الأراضي والسكان، وهو امتداد للنجاح الأول واستثمار له.

لقد ترك جيش العدو فرقة غزة وحيدة لساعات طويلة لا يعلم عن تطورات الأحداث فيها، فصدم بعد ساعات بانهيار مواقعها وسيطرة القسام عليها بعد تطهيرها؛ والفضل لله أولا ثم للتكتيات التي اتبعها القسام في المفاجأة والصدمة وسرعة الهجوم وكثافة الصواريخ إضافة لتكتيكات أخرى قد يُكشف عنها لاحقا كما جرت العادة، لقد فشلت نظريات العدو المتمثلة بسرعة الاستجابة للتهديدات، والنقل السريع للقوات، وامتصاص الهجوم، واستعادة المباردة، وذهبت عبث كل المناورات والتدريبات التي تفاخر جيش العدو بإجرائها منفرداً أو مع حلفاؤه.

وقد ظهر ذلك في تصريحات نتنياهو ووزير دفاعه فاقدي الاتزان، الذين جعلوا الهدف الأول للحرب هو استعادة السيطرة على مواقع ومستوطنات الغلاف، في ظل تواصل عمليات المقاومة جوا وبرا وبحرا ما يفيد باستمرار المبادرة والتحكم في مجريات المعركة من قبل المقاومة.

لذلك وفق المعطيات والبيانات المنشورة نحن أمام تفوق استراتيجي للمقاومة وهزيمة استراتجية وفشل ذريع للكيان، هذه الهزيمة تكبل مبادرة الكيان وتفقده الكثير من القدرة القتالية التي يمتلكها، ومن الواضح بأن تأثير ذلك سيظهر في تقصير أمد المعركة وانتصار المقاومة غير المسبوق وفق عدة أسباب.

١_ فرقة غزة المنهارة هي ركيزة القتال في أي عمل للعدو باتجاه غزة وخاصة البري؛ لذلك في ظل واقعها المزري لا يمكن للعدو شن هجوم بري كبير ومؤثر على غزة.

٢_ صور أسر الجنود والسيطرة على المواقع القتالية والمستوطنات عملت على "كي وعي" جيش العدو؛ لذلك من المستبعد أن يقدم قادة الجيش على زجه في معركة برية وهم بهذه الحالة النفسية الصعبة.

٣_ استمرار الهجوم الجوي على غزة يستنزف مخازن الذخيرة لدى العدو، وهو تهديد خطير في ظل شح الذخيرة عالميا بسبب الحرب الأوكرانية، وإمكانية عدم تعويض ذلك سريعا تكشف الكيان وتعرض أمنه لمزيد من الخطر، في ظل تصاعد التوتر في العالم والاقليم.

٤_ استهداف المقاومة الإسلامية في لبنان "حزب الله" لمواقع العدو صباح اليوم يزيد من الضغط على العدو ويضيق خياراته، لخشيته من تطور المشهد في الشمال وذهاب حزب الله لرد واسع سيشل شمال الكيان، وقد يترتب عليه دخول بري لقوات الرضوان للسيطرة على فرقة الجليل.

٥_ إطالة أمد المعركة يرفع فرصة دخول ساحات وجبهات جديدة للقتال خاصة في الضفة والداخل، في ظل الروح المعنوية العالية التي يتمتع بها الشعب الفلسطيني والعرب والمسلمين بعد رؤيتهم مشاهد البطولة في غزة.

٦_ فشل مساعي التطبيع مع الدول العربية والإسلامية، وإمكانية خسارة ما تم تحقيقه في هذا المضمار.

كل ما سبق وغيره من المعطيات تضغط على كيان العدو وتجعل مهمة الانتصار مستحيلة؛ لذلك هو يعمد لتكثيف غاراته على الأبراج والبيوت والمنشآت المدنية وبيوت قادة المقاومة الفلسطينية السياسين والعسكريين وإيقاع أكبر قدر من الخسائر البشرية والمادية، في محاولة لرفع كلفة ما حدث ومحاولة رد الاعتبار لجيشه بعدما فشل فشلاً ذريعا وهزم شر هزيمة في مواقعه المحصنة.

تبعات المعركة الدائرة حاليا ستكون كبيرة ومؤثرة، وستسهم في صناعة واقع جديد يعزز من حضور المقاومة ودورها على حساب تراجع وتهشيم المشروع الصهيوني؛ لذلك أعتقد أن المطلوب الآن، هو ثق تمامة بوعد الله ومن ثم برجال القسام والمقاومة الذين يخوضون هذه المعركة بكل حنكة واقتدار، ويظهرون براعة في إذلال ربيبة الغرب المدللة، بعدما قتلوا وأسروا جنرالاتها وجنودها في ميدان القتال.

لذلك أرى أن واجب على كل الأحرار في الضفة والداخل أن ينتفضوا نصرةً لغزة ولرجال الضيف، وهو واجب أيضاً على أمتنا وأحرار العالم أن يظهروا دعمهم لمقاومة الشعب الفلسطيني ورجاله الشجعان الذين يخوضون هذه المعركة المباركة في فلسطين التاريخية نيابة عن كل الأمة.

اخبار ذات صلة