خرج القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف في كلمة مع الساعات الأولى لبدء معركة "طوفان الأقصى" ليضع النقاط على الحروف ويؤكد على مركزية القضية المتمثلة في المسجد الأقصى المبارك.
"الضيف" الذي قلّما يخرج بتصريحات، ودائما ما تكون ذات هدف واضح ومحدد، ركّز على ضرورة تحرك كل الشباب الثائر في القدس والضفة والداخل المحتل والخارج والدول العربية، ليكونوا مساندين في المعركة التي بدأتها كتائب القسام في قطاع غزة.
دعوة الضيف تحمل أبعادا كبيرة، في وقت تدرك قيادة الاحتلال أن أي تحرك من الساحات الأخرى يعني بشكل لا يدع مجالا للشك انهيار كامل لدولة الكيان.
سيناريو مرعب
المختص في الشأن السياسي، عامر سعد، أكد أن دعوة القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف للتحرك، هو السيناريو الذي تخشاه (إسرائيل).
وقال سعد في حديث لـ "الرسالة نت" إن الاحتلال وخلال معركة "سيف القدس" عام 2021، أدرك أن الداخل المحتل بجانب الضفة القدس، تعتبر خاصرة ضعيفة لدولة الكيان.
وأشار إلى أن أي تحرك وخصوصا من الداخل المحتل يعني أن الوضع الداخلي في (إسرائيل) خرج عن السيطرة، وهو ما تتحاشاه قيادة الاحتلال.
وبيّن سعد أن دعوة الضيف تؤكد على ضرورة الضغط من أكثر من جانب على (إسرائيل)، لتكون معركة "طوفان الأقصى" درسا قاسيا لحكومة الاحتلال التي شرعت في انتهاك حرمة المسجد الأقصى وضرب الحرائر.
وأكد أن تحرك الساحات الأخرى سيكون لها دور في رسم سيناريو المعركة الجارية، مشددا على ضرورة البدء بتلبية دعوة قائد هيئة أركان المقاومة الفلسطينية.
ففي الساعات الأولى من نداء الضيف، استشهد خمسة مواطنين بينهم طفل وأصيب العشرات برصاص قوات الاحتلال، خلال مواجهات وأعمال مقاومة شهدتها مناطق متفرقة من الضفة الغربية، ضمن معركة طوفان الأقصى.
وارتقى الطفل أحمد عبد الناصر رابي (13 عاما)، متأثراً بإصابته برصاص جيش الاحتلال خلال مواجهات على الحاجز الشمالي لمدينة قلقيلية، علماً أنه نجل القيادي في حركة حماس والأسير المحرر عبد الناصر رابي.
واستشهد الشاب الشهيد كرم العايدي، جراء إصابته برصاص الاحتلال خلال مواجهات وصفت بالعنيفة قرب المدخل الشمالي لمدينة أريحا.
كما ارتقى الشاب عمرو عابد من بلدة بيتونيا، خلال المواجهات العنيفة المندلعة على المدخل الشمالي لمدينة البيرة.
كذلك ارتقى الشاب محمد عوض جربوعة (34 عاما)، متأثرا بإصابته برصاص الاحتلال قرب بلدة اللبن الغربي قضاء رام الله، ظهر اليوم.
ورصد مركز المعلومات الفلسطيني -معطى- تنفيذ 73 عملاً مقاوماً في الضفة الغربية في الساعات الأولى من المعركة، بينها 19 عملية إطلاق نار، ومحاولتا طعن، محاولة دهس، وتفجير عبوة ناسفة، وإلقاء 14 زجاجة حارقة، وتحطيم أو إحراق 3 مواقع عسكرية، واندلاع مواجهات وإلقاء حجارة في 25 نقطة.
المختصة في الشأن السياسي، سمر حمد، أكدت أن العمل البطولي الذي خرج من قطاع غزة بحاجة لجبهات مساندة كالضفة المحتلة والداخل والقدس.
وقالت حمد في حديث لـ "الرسالة نت" إن دعوة قائد أركان المقاومة محمد الضيف لالتحام الساحات الأخرى مع معركة طوفان القدس، تؤكد على أهمية جميع الساحات في إحداث حالة ارباك ضد دولة الاحتلال.
وأوضح أن تحرك إحدى الجبهات سيكون الفيصل في إنهاء العدوان المستمر على قطاع غزة، "حيث سيعجّل ذلك في طلب إسرائيل وقف المعركة التي مُنِيت بها بهزيمة ساحقة".
ودعت حمد لضرورة تكاتف الجهود بما يضمن الاشتعال المستمر لجميع الجبهات، "وخصوصا أن المعركة انطلقت دفاعا عن المسجد الأقصى".
وكان نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشيخ صالح العاروري قد دعا المقاومين في الضفة الغربية إلى خوض معركة "طوفان الأقصى" والاشتباك مع قوات الاحتلال والمستوطنين.
وقال العاروري إن معركة طوفان الأقصى هي معركة تدبير العدو الصهيوني، والرد على جرائم الاحتلال، مشيراً إلى أن مجاهدي قطاع غزة بدأوا عملية واسعة، بهدف الدفاع عن المسجد الأقصى وتحرير الأسرى.
دعوة الضيف لتحرك الساحات.. السيناريو الذي تخشاه (إسرائيل)
الرسالة نت- خاص