هروب الأونروا.. سقطة تاريخية ونوايا متواطئة

الرسالة نت - غزة

في خطوة صادمة ومفاجئة وغير متوقعة البتة؛ أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) عن انسحابها من محافظتي غزة وشمال غزة، وتوجهها نحو الجنوب، متخلية بذلك عن أكثر من مليون إنسان كانوا ينتظرون منها تقديم الخدمة في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة.

الانسحاب شمل إغلاق جميع المدارس والمستشفيات والمراكز الصحية والمخيمات التابعة لها في وجه الفلسطينيين في محافظتي غزة وشمال غزة اللتين يتجاوز عدد سكانهما مليون ومائة ألف نسمة.

وقد أثار قرار الأونروا حالة من الغضب والاستياء بين الفلسطينيين، الذين رأوا فيه تخليًا عنهم في وقت يواجهون فيه أزمات اقتصادية وإنسانية حادة.

القيم والأخلاق اخترقت:

ويقول الكاتب الفلسطيني ربيع أبو حطب في حديث خاص لـ"الرأي": "باعتقادي أن الأونروا كانت تهدف من وراء هذا الهروب إلى ممارسة المزيد من الضغط على الشعب الفلسطيني، ويزيد من الأعباء على المقاومة الفلسطينية والجبهة الداخلية، وهي خطوة أولية لتقليص الخدمات المقدمة وصولاً لإنهائها تحت ذريعة التمويل".

ويضيف أبو حطب: "لكن الحقيقة هي إخفاء أهم شهود النكبة التي تمت بحق الشعب الفلسطيني منذ 1948، وإن المضحك أن الوكالة بعد انكشاف وفشل خطوتها ذهبت لتسويق حُجة مُخجلة وهي أن إيميلها مخترق، وأنا أقول أن قيمها وأخلاقها والقائمين عليها هي التي اخترقت".

أما المواطنة نسرين إبراهيم فقط تقول": "إن قرار الأونروا سقطة لن ينساها التاريخ، فالوكالة تخلت عن واجبها الإنساني تجاه اللاجئين الفلسطينيين، الذين يحتاجون إليها أكثر من أي وقت مضى".

وطالبت إبراهيم المجتمع الدولي بالضغط على "الأونروا" لإعادة النظر في قرارها، وإبقاء خدماتها في قطاع غزة، مشيرة إلى ضرورة محاسبتها على جريمتها الفظيعة.

الأونروا.. نوايا متواطئة:

وتتلقى الأونروا مئات الملايين من الدولارات على حساب الفلسطينيين ومن أجل تقديم خدماتها للاجئين الفلسطينيين وتشغيلهم، غير أنها انسحبت في وقت هم في أمس الحاجة لها، بالتزامن مع العدوان "الإسرائيلي" المتواصل على قطاع غزة، في خطوة أظهرت نواياها المتواطئة مع العدوان ضد أهالي قطاع غزة.

تداعيات خطيرة:

وسيؤدي انسحاب الأونروا إلى تداعيات خطيرة على اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة، حيث سيفاقم ذلك الأزمة الإنسانية، حيث ستفقد الوكالة دورها الرئيسي في تقديم الخدمات الأساسية للاجئين، كما سيؤدي انسحابها إلى زيادة الفقر وحاجة اللاجئين في قطاع غزة، بالتزامن مع فقدان اللاجئين مصدر رزقهم بسبب العدوان المتواصل حيث أن غالبيتهم من الفقراء أصلاً.

كما وسيؤدي انسحاب الأونروا إلى تفاقم التوتر الأمني بمحافظتي غزة والشمال، حيث أدى هروبها إلى شعور اللاجئين الفلسطينيين أن المجتمع الدولي تخلى عنهم.

ويمثل انسحاب الأونروا من محافظتي غزة وشمال غزة خطوة خطيرة تعكس فشل المجتمع الدولي في حل القضية الفلسطينية، كما ويؤكد انسحابها وتخليها عن مهمتها أن اللاجئين الفلسطينيين هم الضحية الدائمة.

البث المباشر