لو تأملنا حال العالم الإسلامي وثرواته الطبيعية ومقدراته لوجدنا أننا نملك من أسباب القوة والمنعة والسيادة والتطور ما نملك بالإضافة لموقع جغرافي فريد من نوعه ومتميز ،وفي مقدمة الثروات الطبيعية التي نمتلكها المياه حيث تجري بالعالم الإسلامي العديد من الأنهار الهامة منها (النيل والنيجر والسند ودجلة والفرات ونهر السنغال) كما ويطل العالم الإسلامي علي أهم البحار والمحيطات والمضايق البحرية ،وتقدر حدوده البحرية بحوالي(102.347) كم الأمر الذي يضمن ثروة سمكية هائلة ،وتحتضن أراضيه مدخلي المحيط الهندي وهما مضيق ملقا في الشرق ومضيق باب المندب باليمن وكذلك مدخلي البحر المتوسط وهما قناة السويس ومضيق جبل طارق بالمغرب ،كما وتقع فيه أكبر بحيرات العالم مثل (بحيرة قزوين وفكتوريا وآرال وبحيرة تشاد والبحر الميت).
أما أكثر الموارد الطبيعية تواجداً بالمعالم الإسلامي فهي النفط ويتوفر بحوالي (35) دولة إسلامية تنتج (43)% من إجمالي الإنتاج العالمي، أما على صعيد الغاز الطبيعي فتنتج منه الدول الإسلامية ما نسبته (8)% من الإنتاج العالمي ولا بد من الإشارة إلي أن إجمالي إنتاج العالم الإسلامية من القصدير يمثل (47)% من الإنتاج العالمي ،هذا بالإضافة للقوي البشري الضخمة حيث فاق تعداد السكان مليار وثلث المليار نسمة معظمهم عناصر شابة وكذلك موارد اخري كالمعادن الثمينة والأراضي الخصبة التي لو تم استغلالها جيداً فقد توفر ثلث سلة الغذاء العالمي أو يزيد.
وعلي الرغم من كل ما سبق ذكره من موارد طبيعية وقوي بشرية وعوامل السيادة والقوة والنجاح الا أن العالم الإسلامي قد بدد الكثير من الطاقات والأموال في النزاعات الداخلية والحروب البينية التي غدت من أبرز معوقات التمنية المجتمعية ، لدرجة أنه أصبح معظم أبناء العالم الإسلامي يعانون من الأمية والبطالة وتعانق دوله المختلفة ومواطنيها الفقر المدقع ،ولو أردنا الحديث عن ظاهرة الأمية الأبجدية بلغة الأرقام لوجدنا أن نسبتها بين المسلمين البالغين (أكبر من 15 سنة) تصل إلي نحو (70)% في بعض الدول ولا تقل عن (40)% الا نادراً وفي عدد محدود من بين الدول الإسلامية السبع والخمسون.
أما عن ظاهرة البطالة فحدث ولا حرج وأكتفي بالقول أن حجم القوي العاملة بالعالم الإسلامي يعادل (30)% من إجمالي عدد السكان في حين تشير المعلومات الرسمية المتوفرة بين أيدي الباحثين أن نسبة البطالة في (35) دولة إسلامية تساوي تقريباً (20)%.
وفي تقديري المتواضع أن هذه الحالة السيئة والمتردية والصورة القاتمة التي نعاني منها تعود لسببين اثنين وهما:
1. إقصاء وإبعاد الإسلام العظيم عن السياسة وسدة الحكم.
2. والفساد بكل معانيه سواء الإداري أو المالي أو حتى الأخلاقي.
ولتجاوز هذين السببين وتمكين الإسلام متمثلاً بالحركات الإسلامية من الحكم وطرد الفاسدين والوصول بالأمة لبر الأمان وشواطئ النجاة وتخليصها من كل مشاكلها ،فإنني أري من المناسب أن أقترح علي كل الحركات الإسلامية والأحزاب التحررية الشريفة بالعالم الإسلامي تنظيم مؤتمر كبير يشهده العالم يعلنون بنهايته عن توحيد الجهود السياسية والفكرية والخروج بحركة أو جبهة إسلامية كبري وموحدة تمهيداً لإنهاء تبعثر الجهود والتشرذم والاتفاق علي وضع أسس وقواعد سليمة لإقامة كيان إسلامي قوي وموحد علي غرار الاتحادات المختلفة بالعالم الذي لا يهاب الا القوي ولا يحسب حساباً للمتفرقين.