قال رئيس "مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة - أوتاشا" (تابع للأمم المتحدة)، أندريا دي دومينيكو، إن "الأرواح في غزة "معلقة بخيط رفيع" بسبب نفاد الوقود والإمدادات الطبية.
وأكد دي دومينيكو في بيان صحفي، اليوم الثلاثاء، أن مكتبه تلقى تقارير تفيد بأن "المرضى بدأوا يموتون بالفعل مع اشتداد القتال في المستشفيات شمال غزة وحولها، وخاصة حول مستشفى الشفاء".
وأشار إلى أن "البنية التحتية الحيوية في المستشفى تعرضت للضرر بما في ذلك خزانات المياه ومحطات الأوكسجين ومرافق القلب والأوعية الدموية وجناح الولادة، كما أُبْلِغ عن مقتل ثلاثة ممرضين".
وذكر أن بعض الأشخاص تمكنوا من الفرار من المستشفى "في ظروف خطيرة للغاية، ولكن آخرين ما زالوا عالقين داخل المستشفى خائفين من مغادرته أو غير قادرين على ذلك لأسباب طبية".
وأشار إلى إعلان جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني عن توقف مستشفى القدس في مدينة غزة عن العمل؛ بسبب الأضرار التي لحقت بخط المولد الرئيسي، والذي لم يكن من الممكن إصلاحه خلال أعمال العنف الدائرة.
وأضاف: "في الأحوال جميعها، أبلغنا الهلال الأحمر الفلسطيني أن لديه ما يكفي من الوقود لمدة 24 ساعة فقط، وأي إمكانية للبحث أو العثور على الوقود شبه مستحيلة وخطيرة للغاية؛ نظرا لوجود قناصة يطلقون النار على المستشفى وحوله".
اعتقال نازحين
وقال دي دومينيكو إن موظفي مكتب "أوتاشا" يقدّرون أن ما مجموعه 230 ألف شخص تقريبا فروا من شمال غزة إلى جنوبها باستخدام "الممر" الذي أُعْلِن عنه بشكل أحادي من قبل جيش الاحتلال.
وأشار إلى أن الأشخاص الذين أجرى موظفو "أوتاشا" مقابلات معهم وصفوا الوضع على طول الطريق بأنه خطير للغاية.
وقال إن "المكتب يتلقى تقارير تشير إلى اعتقال عدد من الأشخاص الذين حاولوا الانتقال إلى الجنوب، ولا سيما من الرجال".
وحول توصيل المساعدات إلى شمال غزة، قال دي دومينيكو إن العاملين في مجال الإغاثة تمكنوا من توصيل بعض المساعدات محاولين التنسيق مع الجانب الإسرائيلي.
وأضاف أن المنظمات الإنسانية قررت بعد ذلك اتباع نظام "الإخطار البسيط" وخاطر زملاء من "منظمة الصحة العالمية" وغيرها بالعبور وتوصيل المساعدات إلى مستشفى "الشفاء"، مضيفا أنه حتى هذه الأعمال لم تعد ممكنة منذ عدة أيام، حيث أصبح الوضع خطيرا للغاية مع وصول القوات الإسرائيلية إلى وسط المدينة.
ويواصل الاحتلال لليوم الـ39 على التوالي عدوانه العسكري على قطاع غزة، بمساندة الولايات المتحدة ومرتزقة، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، وتمنع دخول الماء والغذاء والوقود، ما أدى إلى ارتفاع حصيلة الشهداء إلى أكثر من 11,240 شهيدا، بينهم أكثر من 8000 طفل وامرأة وأكثر من 29 ألف جريح فلسطيني.