أكد الكاتب والمحلل السياسي سليمان بشارات أن أهمية اتفاق الهدنة بين المقاومة والاحتلال، يكمن في البعد السياسي من خلال رضوخ (إسرائيل) للتعامل مع حركة "حماس" كطرف، رغم أنها منذ اليوم الأول للعدوان أعلنت عن الهدف للحرب هو اجتثاث حماس والمقاومة، وعدم القبول بتوليها أي جوانب إدارية مستقبلية لقطاع غزة.
وأضاف في حديث لـ"قدس برس": "اليوم الأربعاء: "هذه القاعدة كسرت وسيكون ما يتبعها من خطوات على الخيار ذاته، وهو من الناحية السياسية بالغ الأهمية للمقاومة بإقرار شرعيتها وتمثيلها، وثانيا إمكانية القبول بالأدوار السياسية المستقبلية لها في المعادلة الفلسطينية".
وأشار إلى أن "الاتفاق كسر لاءات نتنياهو وحكومته، عندما قال لا رفع للحصار ولا وقف لإطلاق النار إلا بعودة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى المقاومة، وبالتالي هنا يمكن أن يسهل أي خطوات وجهود دبلوماسية مقبلة لاستكمال باقي الملفات فيما يتعلق بالصفقات التالية أو خيارات انتهاء العدوان".
كما يرى بشارات أن الاتفاق "سيمنح الأطراف الوسيطة الآن تعزيز الدور الدبلوماسي، وسيتقدم هذا الدور على الميدان، بمعنى ستكون الأطراف السياسية معنية بتعزيز دورها وانجاح ما بدأت به وصولا إلى وقف الحرب".
ولفت إلى أن "اشتراطات المقاومة بالصفقة سواء باسماء الأسيرات والأطفال المنوي الافراج عنهم، أو شمولية وقف اطلاق النار، وادخال المواد الاغاثية لكافة قطاع غزة، يعبر عن نقطة قوة لدى المقاومة، والقبول الإسرائيلي بها يعني إدراكه عدم القدرة على بالمضي قدما دون الجلوس للتفاوض".
وتابع "السؤال الذي سيطرح الآن على الحكومة الإسرائيلية، أنه لماذا اختارت الحرب على طوال 47 يوما، وفي نهاية المطاف جلست ووافقت على المطالب التي قدمتها المقاومة باليوم الأول؟ في المقابل لم يتحقق أي من الأهداف العسكرية الإسرائيلية سوى المجازر وعمليات الهدم والدمار في القطاع وهذه أثرت وستؤثر على الصورة العالمية لإسرائيل".
وأكد أن "الأصوات داخل المجتمع الإسرائيلي، وحملات الضغط للشارع ستعلو أكثر، ويكون باتجاه استكمال الصفقات التي تفضي إلى انتهاء الحرب وتحرير شامل لجميع الأسرى".
ويرى بشارات أن الاحتلال "ستحاول استغلال هذه الصفقة في محاولة لتفعيل شبكاته الاستخباراتية في الميدان، علها تحاول أن تصل لمعلومات تفهم من خلالها شكل وطبيعة تفكير المقاومة الميداني وبالتحديد بملف الأسرى، لأنها قد تعتبر أن هذه الصفقة قد تفتح لها فرصة لتحرير أي أسرى آخرين وهو ما تسعى له عله يرفع من شعبيتها ويزيد من الثقة بجيشها".
وأضاف بأن الاحتلال قد يسعى لـ"تفعيل العملاء الميدانيين المفترضين في هذا الإطار أو من خلال الوفود الإعلامية أو الدولية التي قد تدخل للقطاع ضمن أيام التهدئة".
كما قد يحاول الاحتلال الإسرائيلي "تعطيل الصفقة في أي من مراحلها إذا كان لديه هدف أو صيد ثمين، وهذا كررته إسرائيل في تجارب سابقة، ورغم وجود الوسطاء وغيرهم إلا أنه في نهاية المطاف إسرائيل ستبحث بأي طريقة عن أهداف يمكن لها أن تقدمها كأوراق نجاح".