قائد الطوفان قائد الطوفان

"كواد كابتر" سلاح "إسرائيل" لقتل وإعدام الفلسطينيين عن بُعد في غزة

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

الرسالة نت

قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، اليوم الأحد، إن الجيش الإسرائيلي كثّف من استخدام طائرات "كواد كابتر" كأداة قتل وإيقاع أذى في صفوف الفلسطينيين، بعد أن كانت مهمتها مقتصرة على العمل الاستخباري.

وكشف المرصد الحقوقي، في بيان صحافي، أن عمليات القتل والإعدام والقنص التي ينفذها الجيش الإسرائيلي في مراكز الإيواء والمستشفيات والشوارع والمناطق السكنية المأهولة تستهدف بشكل أساسي مدنيين عُزل لا يشكلون مصدرًا لأي تهديد أو خطر.

ويشتبه المرصد، باستخدام الجيش الإسرائيلي لطائرات المسيرة القاتلة الصغيرة المجهزة برشاشات وصواريخ من فئتي Matrice 600 وLANIUS، وهي طائرات مسيرة متعددة الاستخدامات وعالية القدرة على التحرك، ومصممة للتشغيل على المدى القصير.

"يمكن للنظام الخاص بهذا النوع من الطائرات المسيرة استكشاف المباني ورسم الخرائط تلقائيًا لاكتشاف الأهداف المحتملة، فيما يمكن أن تحمل حمولات قاتلة أو غير قاتلة، وهي قادرة على أداء مجموعة واسعة من المهمات للقوات الخاصة والعسكرية".وفق التقرير.

ووثق المرصد الحقوقي، مقتل عشرات الفلسطينيين جراء إطلاق هذا النوع من المسيرات النار، إما مباشرة تجاه الأفراد، أو بشكل عشوائي تجاه التجمعات، إذ يجري تركيب بندقية رشاشة أسفل الطائرة والتحكم فيها آليًّا.

وبين، أن الجيش الإسرائيلي يستخدم هذا النوع من الطائرات أيضًا لترويع الفلسطينيين والتأثير سلبًا على صحتهم النفسية، نظرًا لوجودها المستمر في الأجواء، وإصدار بعضها أصواتًا تشبه محركات الآليات العسكرية.

استخدام الطائرات المسيّرة يجب أن يتم وفقًا لقواعد القانون الدولي الإنساني المعمول بها في سياق النزاعات المسلحة، تمامًا مثل أي سلاح آخر يسمح باستخدامه.

وفي وقت سابق، كشف المرصد عن قتل الجيش الإسرائيلي المواطن الفلسطيني "جهاد محمد الدردساوي" (49 عامًا)، من حي "التركمان" في منطقة "الشجاعية" شرق غزة، بإطلاق نار من طائرة "كواد كابتر"  المسيّرة الإسرائيلية في الرابع من فبراير الجاري، وفي حينه، أظهر الفحص الأولي لجثة "الدردساوي" تعرضه لعدة فتحات في جسده، على الأقل أربعة في الظهر وواحدة في الفخذ بفعل استهدافه بإطلاق نار مباشر.

 وقال "أكرم الدردساوي" إن شقيقه "جهاد" كان في طريقه من منزله إلى مجمع الشفاء الطبي في غزة لتوصيل الطعام لشقيقهما المصاب باستخدام دراجة هوائية، قبل أن يتم استهدافه بإطلاق نار إسرائيلي وقتله، لافتًا إلى أنه تم دفنه لاحقًا في ساحة إحدى مدارس الإيواء شرق مدينة غزة، كما تلقى المرصد الأورومتوسطي إفادات بمقتل ثمانية فلسطينيين على الأقل في عمليات قنص وإطلاق نار إسرائيلية في عدة مناطق من مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.

كما تلقى الأورومتوسطي إفادات بشأن انتشال ستة أشخاص ونقلهم إلى مجمع "ناصر" الحكومي في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، بعد قتلهم باستهداف قناصة من الجيش الإسرائيلي أثناء محاولتهم الحصول على المياه الصالحة للشرب في محيط المستشفى، وتلقى إفادات بشأن مقتل فلسطينيين اثنين وإصابة ثالث بجروح خطيرة جراء إطلاق نار من طائرة كواد كابتر المسيرة على مدرسة تؤوي نازحين في محيط مدارس "العودة" شرقي خان يونس.

كما وثق المرصد الأورومتوسطي مقتل الطفلة "رؤى عاطف قديح" (14 عامًا) أمام بوابة مستشفى "ناصر" الطبي في خان يونس برصاص قناصة الجيش الإسرائيلي خلال محاولتها الحصول على المياه من مكان قريب من المشفى، ووثق مقتل المواطن "محمد دياب عبد القادر برهوم" جراء إطلاق النار عليه من طائرة "كواد كابتر" خلال توجهه إلى بلدة النصر شمال مدينة رفح من أجل إطعام أغنامه.

ووثق المرصد الأورومتوسطي في ملف أولي قدمه إلى مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية ومقررين خاصين للأمم المتحدة عشرات جرائم القتل والإعدام المباشر غير القانونية التي نفذها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة ضد المدنيين، داعيًا إلى التحقيق الفوري بها لمحاسبة مرتكبيها وإنصاف الضحايا، مطالبا الجهات المذكورة وغيرها من الأطراف الدولية على إعلان موقف من مجمل عمليات القتل الواسعة التي تنفذها القوات الإسرائيلية، والتي راح ضحيتها عشرات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين، بما في ذلك عمليات القتل والإعدام والتصفية الجسدية في قطاع غزة.

كما طالب بالإعلان عن تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة خاصة بالهجوم العسكري الأخير على قطاع غزة، وتمكين لجنة التحقيق الدولية المستقلة المعنية بالأرض الفلسطينية المحتلة التي تم تشكيلها من عام 2021 من القيام بعملها، بما في ذلك ضمان وصولها إلى قطاع غزة وفتح التحقيقات اللازمة في جميع الجرائم والانتهاكات المرتكبة ضد الفلسطينيين في القطاع، بما في ذلك عمليات قتل المدنيين الفلسطينيين عمدًا وتصفيتهم جسديًّا، داعيا المقرر الخاص المعنيّ بحالات الإعدام خارج القضاء أو بإجراءات موجزة أو تعسفًا لإجراء زيارة قُطرية إلى قطاع غزة في أقرب فرصة ممكنة، من أجل التحقيق في جرائم القتل غير المشروعة التي تندرج ضمن ولايته الموضوعية.

وأكد المرصد الأورومتوسطي، أن عمليات الإعدام خارج نطاق القانون والقضاء سواء بالتصفية المباشرة أو القنص وإطلاق النار التي ينفذها الجيش الإسرائيلي بحق المدنيين الفلسطينيين تنتهك حقهم في الحياة على نحو تعسفي وفقًا للقانون الدولي لحقوق الإنسان، كما وتعتبر من الانتهاكات الجسيمة وفقًا لاتفاقيات جنيف، وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وفقًا لنظام رما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، كجرائم قائمة بحد ذاتها، وتشكل ركنًا من أركان جريمة الإبادة الجماعية التي تنفذها إسرائيل ضد سكان قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي.

البث المباشر