القاهرة – الرسالة نت
اتهم عدد من قيادات "الجماعة الإسلامية" المحتجزين بالسجون المصرية، جهاز مباحث أمن الدولة باستخدام السجناء السياسيين الإسلاميين كـ "فزاعة" من أجل ثني المجلس الأعلى للقوات المسلحة عن الإفراج عنهم، بزعم أنهم يشكلون تهديدا كبيرا على الأمن القومي المصري في حال إطلاق سراحهم.
وقال بدري مخلوف حسين، أمير "الجماعة الإسلامية" بمحافظة قنا، والشيخ فوزى الشريف أحد قيادات الجماعة في رسالة بعثا بها إلى "صحيفة المصريون" من داخل سجن العقرب نقلها محاميهما فرحات عبد الرازق، إن جهاز مباحث أمن الدولة يحاول إقناع المجلس الأعلى للقوات المسلحة بخطورة الإفراج عن السجناء الإسلاميين ومن بينهم "الجماعة الإسلامية" و"الجهاد".
لكن لهما تفسير آخر للإبقاء عليهم بالسجون وعدم إطلاقهم، إذ قالا إن ضباط أمن الدولة مرعوبون بشدة من إمكانية خروج السجناء الإسلاميين خوفا من قيامهم برفع قضايا ضدهم وكشف ما كانوا يقومون به فيما وصفاها بـ "سلخانات التعذيب وغرف جهنم"، خاصة وأن قضايا التعذيب لا تسقط بالتقادم.
وطالب القياديان بـ "الجماعة الإسلامية" داخل السجون، المجلس الأعلى للقوات المسلحة بالإفراج عنهما وجميع السجناء السياسيين وقضايا الرأي.
وأعرب شيوخ "الجماعة الإسلامية" عن مخاوفهم من حرمانهم من الفرح بثورة 25 يناير، وألا يحصدوا جزءا من ثمار هذه الثورة المباركة، على الرغم من أنهم كانوا أول من وضعوا بذورها ضد "ظلم وفساد نظام مبارك منذ ربع قرن".
ومن بين وقائع التعذيب التي تعرضوا لها على مدار سنوات سجنهم، يروي مخلوف كيف أن أحد ضباط أمن الدولة ويدعى "خالد . د " كان يجبر السجناء على الطواف حول صورة كبيرة للرئيس السابق حسني مبارك تم تعليقها في فناء السجن، بذات الطريقة التي يطوف بها زوار بيت الله الحرام الكعبة وهم يرددون عبارة "لبيك حسنى مبارك"!!.
ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد, بل كان الضباط – وكما يقول مخلوف- "يقومون بتعليق صورة كبيرة لمبارك في مدخل عنبر السجن ثم يقومون بضربنا أثناء دخول هذه الطرق للسجود فورا لصورة مبارك عند اقترابنا منها"!!
وكشف مخلوف عن جرائم بشعة أخرى كان يقوم بها ضباط أمن الدولة تفوق ما يقوم به الضباط الأمريكيون في سجن جوانتانامو سيء الصيت، ووصل الأمر إلى حد تدنيس المصحف الشريف.
فيروي أن ضابطا يدعى "عبد الناصر . ط " كان يمارس أقسى أنواع التعذيب النفسي والجسدي لدرجة أنه كان يجعلنا نلقي المصاحف على الأرض، ثم يأمر جنوده بضرب السجناء بوحشية تجعلهم يهرولون وهم في غيبوبة وفقدان وعي من التعذيب ويدوسون بأقدامهم على المصاحف الملقاة على الأرض.
وقالوا إنهم كانوا الوحيدين الذين لا يزالون يدفعون ثمن فاتورة رفض سياسات نظام مبارك طوال هذه السنوات حيث تعرضوا لأقسى أنواع التعذيب وانتهاك آدميتهم فيما أسموه بـ "غرف جهنم" الخاصة بالتعذيب داخل السجون في مسلسل تعذيب استمر ما يقرب من 10 سنوات فيما يشبه مذبحة للسجناء انتهت بقتل المئات أثناء "حفلات التعذيب"، على حد قولهم.