استنكرت 49 من مؤسسات علماء الأمة في مختلف بلاد العالم الإسلامي، اليوم السبت، ممارسات المستوطنين (الإسرائيليين) في تدنيس وتمزيق المصحف الشريف واقتحام المساجد بالكلاب في نابلس فلسطين .
وقال بيان لعلماء الأمة إن وجود الكيان على أرض فلسطين بحد ذاته موجب لقتال المعتدين الماكثين في أرضنا بقوة الغصب والعدوان.
وأضاف البيان أن كل من اعتدى من المستوطنين على بَلْدات الفلسطينيين وعلى بيوتهم وأشخاصهم، وكل من اعتدى على حرمة مسجد أو أحرق مصحفًا أو مزقه فهو حلالُ الدَّم لا عصمة له ولا حرمة، ويجب على المجاهدين من أبناء فلسطين أن يستهدفوهم بكل ما أوتوا من إمكانات؛ زجرًا لهم وردعًا لأمثالهم، وهذا حقّ شرعيّ وقانونيٌّ لا خلاف فيه.
وأشار البيان إلى أن ما يقوم به أبناء فلسطين من التصدي للعدوان الصهيونيّ وللاستيطان اليهودي في أرض فلسطين هو جهادُ دَفْعٍ يجب وجوبًا عينيًّا، ولا يمكن أن يوصف بأنَّه إرهاب إلا في سياق التدليس والتلبيس؛ ومن ثَمًّ وجب على المسلمين في أصقاع الأرض كافة أن يعينوهم بما استطاعوا من مال أو سلاح أو مواقف سياسية فاصلة أو بكل ما هو ممكن أكثر من ذلك ، ووجب على الحكام كافة أن يعلنوا إنهاءهم لاتفاقيات التطبيع إن كان في قلوبهم توقير لكتاب الله تعالى ودماء المسلمين وحرماتهم إلى أن يزول هذا الكيان الغاصب الذي لا تنفع معه إلا لغة الجهاد والسلاح.
وأضاف: تتابع الأحداث الشاهدة على معاهدات السلام واتفاقيات التطبيع العربية الإسرائيلية بأنّها من أبطل الباطل، وأنّها ليست سوى هزائم سياسية متوالية ومتتابعة، لا يعتبر فيها اللاحق بالسابق، مما يؤكد تعمد الإضرار بالأمة وبقضيتها الكبرى، وفي هذا ما فيه ممَّا يقول فيه الشرع كلمته، بل القانون والدستور والعرف السياسي والميثاق الوطنيّ والعهد الأخلاقيّ؛ فهل ينتهي هؤلاء عن هذا العبث ويوقفوا هذه المسيرة الآثمة؟ أم يريدون أن يسلموا شعوبهم وبلادهم إلى الحلم الصهيونيّ؟! وإن على أبناء الأمة أن يلفظوا هؤلاء المطبعين حتى يعلموا أن هذه الأمة تنفي خبثها ولا تقبل الخنوع والخذلان.
ودعا العلماء إلى استحضار المرابطين في القدس والضفة والقطاع في دعاء المسلمين، وبذل المال دعماً ونصرة لهم، ويدعون المسلمين جميعًا للتخلي عن كثير مما يتلهون به من شهوات الدنيا، والتفكير في شأن المسلمين العام، والاهتمام بأمر الإسلام والمسلمين؛ فإنّ ذلك من صميم الإيمان، ويتوجهون بالدعاء للمسلمين أن يأخذ الله بأيديهم ويبعث فيهم الهمّة العالية.
كما دعا العلماء إلى أن تكون خطبة عرفة وخطبة العيد والجمعة في سائر بلاد المسلمين مشتملة في أجزاء رئيسية منها على بيان خطورة هذه الجريمة وتعرية الحقد الصهيوني على الإسلام والمسلمين جميعاً، وبيان واجب الأمة تجاه كتاب ربها ومقدساتها كافة وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك.
وقد شارك فضيلة الشيخ د.عصام البشير رئيس مؤسسة أمناء الأقصى - للدعاة وخريجي الشريعة ونائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في جلسة تلاوة البيان التي بثت بمختلف القنوات الإعلامية.
كما كانت مؤسسة أمناء الأقصى من الجهات الموقعة على البيان .
وجاء بالبيان مطالب لتخصيص فقرات من خطبة الجمعة ودعاء عرفة لهذا الحدث الجسيم، كما جاء به تثبيت المفاهيم المتعلقة بالصراع؛ ومطالبة الأمة للإسهام في حماية المقدسات.