غزة- الرسالة (خاص)
مجددا اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مجمع الشفاء الطبي غربي مدينة غزة، للمرة الثانية منذ بداية الحرب الإسرائيلية على القطاع في السابع من أكتوبر الماضي، ما يشير إلى ثمة فشل عسكري يحيط بتحركات قوات الاحتلال، وكذلك هروب سياسي إسرائيلي من الرضوخ لمطالب المقاومة للوصول لوقف إطلاق النار.
وككل مرة يتحجج الاحتلال الإسرائيلي بحجج ثبت كذبها، وعدم صدقيتها، بشهادة المؤسسات الدولية والحقوقية، إلا أن جيش الاحتلال الذي يبدو مرتبكا في مواجهة المقاومة الفلسطينية بعد مرور أكثر من خمسة أشهر على بدء الحرب دون تحقيق أهداف الحرب بالوصول إلى المحتجزين أو القضاء على المقاومة.
بينما كانت جل إنجازات جيش الاحتلال تتلخص في اقتحام المدارس والمستشفيات ودور الأيتام والمسنين، وقتل الأطفال والنساء والشيوخ، في حين استمرت المقاومة في ضرب قواته واستهدافها في كافة محاور التقدم حتى أجبرت على الانسحاب من غالبية المناطق التي توغلت فيها منذ بداية الحرب.
وارتكب الاحتلال مجزرة جديدة في مجمع الشفاء الطبي بقتله خمسين فلسطينياً واعتقال ٢٠٠ آخرين خلال عملية الاقتحام والسيطرة على المجمع، فيما لا يزال العالم صامتا على هذه الجرائم غير المسبوقة.
ووصفت حركة حماس اقتحام الاحتلال لمجمع الشفاء بالجريمة الجديدة وذلك باستهداف مباني المستشفى بشكل مباشر دون اكتراث بمن فيه من مرضى وأطقم طبية ونازحين، قائلةً إن جرائم الاحتلال وحرب الإبادة المتواصلة ضد شعبنا وكل مكونات الحياة في غزة، لن تصنع لنتنياهو وجيشه النازي أي صورة انتصار، وهي تعبير عن حالة التخبط والارتباك وفقدان الأمل بتحقيق أي إنجاز عسكري غير استهداف المدنيين العزل.
وأكدت أن فشل المجتمع الدولي والأمم المتحدة في اتخاذ إجراءات ضد جيش الاحتلال كان بمثابة الضوء الأخضر للاستمرار في حرب الإبادة والتطهير العرقي التي يقترفها ضد شعبنا، والتي أحد أركانها تدمير المنشآت الطبية في القطاع.
وطالبت مجدداً اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية وغيرها من المؤسسات الأممية المعنية بضرورة الوقوف عند مسؤولياتهم لحماية ما تبقى من منشآت طبية في القطاع، وتوثيق جرائم الصهاينة النازيين ضد القطاع الطبي، المحمي بموجب اتفاقيات جنيف والقانون الدولي الإنساني.
من جهته قال طلال عوكل الكاتب والمحلل السياسي إن ما قام به الاحتلال في مجمع الشفاء يمثل حالة من العلية تقوي موقف حركة حماس في المفاوضات وتضعف الموقف الإسرائيلي الضعيف أصلا بعد قبول الإدارة الأمريكيو لموقف حماس الأخير.
وأضاف عوكل أن ما قام به الاحتلال يعبر عن حالة ارتباك وفشل عسكري وسياسي إسرائيلي، في ظل عدم تحقيق الحرب أهدافها في إعادة المحتجزين والقضاء على المقاومة والسيطرة الأمنية على غزة.
وأيده في ذلك الكاتب والمحلل السياسي أحمد الكومي الذي قال إن لا تزال تبحث عن إنجازات وهمية في ظل عدم قدرتها على تحقيق أهداف الحرب الأساسية التي روج لها نتنياهو ومجلس الحرب منذ السابع من أكتوبر.
وأوضح أن التخبط الإسرائيلي الواضح بتكرار التوغل في مناطق محددة من القطاع يتلقى خلالها ضربات نوعية من المقاومة الفلسطينية يشير إلى فشل للأجهزة الأمنية الإسرائيلية وكذلك الجيش في تفكيك قدرات المقاومة على التصدي للعدوان بل المناورة والمبادرة في الفعل المقاوم على امتداد مناطق قطاع غزة.
ويبدو واضحا أن الاحتلال الإسرائيلي يحاول الضغط على طاولة المفاوضات من خلال عدة تصرفات ميدانية تشمل الوضع الإنساني والصحي في قطاع غزة، إلا أن ثمة من يقول إن ما فشل الاحتلال في الحصول عليه في حرب الإبادة لن يتحصل عليه في غرف التفاوض.