قائمة الموقع

ساحة مخضّبة بالدماء ومرضى بأنفاسهم "الأخيرة".. شهادات "مؤلمة" لناجين من جريمة مجمع الشفاء الطّبي

2024-04-03T14:48:00+03:00
photo_2024-04-03_11-29-52.jpg
الرسالة نت

تحوّلت ساحة مستشفى الشفاء الطبي في قطاع غزة، والذي كان يخدم أكثر من مليوني نسمة، إلى أكوام من الرمال،  يحيطها مبان "متفحمة" جراء الحرائق التي أضرمها جنود الاحتلال، فضلًا عن القذائف الصاروخية التي اخترقت طوابقها وقذائف الدبابات ورصاص المسيرات التي دمرت كل شيء فيها.

أما عن محيط المستشفى، فلا يمكن وصفه من هول ما حلّ به، فالعمارات والأبنية المكونة من طوابق متعددة أصبحت كومة من الركام بعد أن سويت بالأرض، والشوارع الرئيسية والمحيطة أصبحت رمال متعرجة لا تسير فيها لا سيارة ولا حتى عربة تجرها الحيوانات، ناهيك عن البُنى التحتية وخطوط المياه والكهرباء التي دُمّرت بالكامل، كي لا يستطيع الغزي التفكير في العيش فيها مرة أخرى.

 

سبعة طوابق سويت بالأرض

المواطن تيسير السقا الذي أُصيب في قدميه مطلع الحرب الصهيونية على قطاع غزة، يجلس على كومة من الركام ويحيط به شيئًا من أغراض العمارة السكنية، يقول لـ"شهاب.": قبل أسبوعين وفي تمام الساعة الثانية والنصف فجرًا، سمعنا صوت قذائف وإطلاق نار على المنازل والشوارع ، وإذا بجيش الاحتلال الصهيوني يقتحم مستشفى الشفاء ومحيطه". 

وأضاف السقا وفي صوته حسرة على ما ألم به: "دخلوا علينا ورصاصهم في كل مكان، ومن رحمة الله بنا لم يصب أحد مثلما حدث في منزل جارنا حيث استشهد أحدهم وأصيب آخرون، وأنزلونا إلى الطابق الأرضي للمنزل، حيث اعتقلونا نحن الرجال وأجبروا نساءنا على الخروج دون أن يحملن معهن أي شيء".

وتابع: "وضعونا في مشفى الشفاء وبعدما أجروا التحريات عنا، أفرجوا عنا كل واحد منا على حدى، وبقينا في مكان بعيد حتى علمنا بخروج الاحتلال من مشفى الشفا، قررنا العودة إلى بيوتنا، إلا أننا لم نجد شيئًا، لا شوارع ولا مباني ولا حتى مستشفى، كل شيء مدمر، فالعمارة المكونة من 7 طوابق سوّيت بالأرض وتحولت إلى كومة من الركام".


بقايا المنزل أخشاب

أما شريف سمور والذي كان نازحًا في أحد المنازل المحيطة بمستشفى الشفاء، فيقول: "في النزوح الـ 24 ظننت أني في مكان مستقر وآمن، وإذا بقذائف الدبابات ورصاص المسيرات فوق رؤوسنا ومن حولنا، والذي أدى بي للنزوح وعائلتي إلى مكان آخر على أمل العودة، وعندما عدت وجدت المكان مدمر وبالكاد استطعت أن أخرج ما نحتاجه من طعام وملابس".

وفي شهادة أخرى، السيدة أم إسلام، تروي لـ "شهاب" الجرائم المروعة والدمار الشامل الذي شاهدته في مستشفى الشفاء ومحيطه، وتقول: "دمار في كل مكان، لم يبق مستشفى، ولا شارع ولا منزل، حتى الشهداء لم نعرفهم، فقد تعمّد الاحتلال قتلهم وتجريف الشوارع ليُدفن بعضهم تحت الركام، ويفقد البعض الآخر نتيجة حرقهم ودهسهم من قبل دبابات الجنود".

تستذكر أم إسلام اللحظات الأخيرة، عندما خرجت من بيتها في محيط مجمع الشفاء، وقلبها يعتصر ألمًا، " خرجتُ من البيت برفقة بناتي، وسرنا بعيدًأ عن بيتنا الذي نُسف عن بكرة أبيه، ذهب البيت ودُفنت معه ذكرياتنا وأحلامنا وتعب السنين".
وتابعت والحرقة تملأ قلبها على ما ألمّ بمنزلها: "ما الذي يريده الاحتلال منا، ألم يكتفي من قتلنا وتجويع أطفالنا والآن تدمير بيوتنا، ألم تحرك المجازر العالم ليتم وقف الحرب؟ حسبنا الله ونعم الوكيل".

ومن جهتها، قالت والدة الطفل كرم قتادة، إن "حالة طفلها تزداد سوءًا يومًا بعد يوم، خاصةً بعد حصار الاحتلال لمجمع الشفاء الطبي، ومنع إدخال الأدوية والغذاء إلى المرضى".

وتابعت: "ناشدتُ الجميع من أجل إنقاذ حياة ابني، وما كان مني إلّا أن خرجتُ رافعةً رايةً بيضاء، ورغم أن الجنود أخبرونا بالطريق الذي يجب أن نسلكه للخروج من المجمع، إلّا أنهم أطلقوا النار علينا بكثافة، وحينها سقط ابني الذي كنتُ أحمله في حضني، لم أدر ماذا أفعل".

وتستذكر أم كرم، جريمة الاحتلال البشعة، عندما خرجت سيدة كبيرة بالعمر، مريضة ومبتورة القدم، وعندما سقطت أرضًا من شدة التعب، أطلق الجنود عليها الرصاص، وصرخوا علينا لمواصلة الطريق وعدم التوقف.

ذهبت أم كرم إلى مستشفى المعمداني، برفقة 24 مريضًا آخرين، وعندما وصلت هناك، أخبروا الأطباء أن حالة نجلها "خطيرة" ولا بد من ذهابها إلى مستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة، كمحاولة "أخيرة" لإنقاذ حياة طفلها.

ورغم جهود الأطباء، إلّا أن قلة الإمكانيات، وتكدّس المرضى والجرحى، وشح عدد الأسرّة، حالت بينهم وبين تقديم العناية الكافية للمرضى، خاصةً بعد تواصل حصار الاحتلال لمناطق شمال قطاع غزة، ومنع دخول أي معدات أو مستلزمات طبية.

اخبار ذات صلة