بعد مرور نصف عام، وجه سياسيون ووزراء وأعضاء "كنيست"، انتقادات إلى رئيس الحكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، حول سير الحرب على غزة ووصفوا الوضع أنه معاكس تمامًا لعبارة "الانتصار المطلق" التي يكررها نتنياهو بشكل يومي تقريبًا.
ويقول مسؤولون عسكريون "إسرائيليون" وأميركيون إن هذا الهدف أصبح بعيد المنال على نحو متزايد، بغض النظر عما إذا كانت الحرب مستمرة أم لا، وأضافوا أنه رغم تعرض هذه الحركة لضربات شديدة بسبب الحرب الإسرائيلية على غزة، فيبدو أن ذلك لن يثني حماس على الاستمرار كحركة اجتماعية وعسكرية.
من جانبه، أعدّ عضو الكنيست من الليكود، عَميت هليفي، ما وصفتها صحيفة "يديعوت أحرونوت"، بأنها "وثيقة" تضمنت "عشرة إنجازات" حققتها حركة حماس منذ بداية الحرب في 7 تشرين الأول/أكتوبر، مقابل "إنجاز واحد" للدولة العبرية.
وقال هليفي إن رئيس حزب "تيكفا حداشا"، غدعون ساعر، الذي انسحب من الحكومة، يوم الإثنين الماضي، كان "محقا في انتقاداته لأداء كابينيت الحرب".
وذكر هليفي أن بين إنجازات حماس في الحرب "هجوم طوفان الأقصى" المفاجئ والواسع، في 7 أكتوبر، ووصفه بأنه "مفاجأة ونجاح عسكري" ضد الجيش؛ كذلك عودة "الدولة الفلسطينية" كمطلب إلى الحلبة الدولية؛ ودعم مثقفين في الدول الغربية لحماس وتبريرهم لهجومها؛ والمس بتكتل المجتمع الإسرائيلي من خلال استخدام الرهائن من أجل تغيير الأولويات من غضب وانتقام بحماس إلى مطالبة بانسحاب "بأي ثمن".
وأضاف هليفي في "الوثيقة" أن بين إنجازات حماس أن جبهات أخرى ضد الدولة العبرية باتت نشطة، وإخلاء عشرات آلاف "الإسرائيليين" من بلداتهم في "غلاف غزة" والقريبة من الحدود اللبنانية؛ عزل الدولة العبرية سياسيا في العالم؛ "موجة عداء للسامية في أنحاء العالم"؛ حصار بحري فعلي على الدولة العبرية والمس باقتصادها والحركة السياحية.
في المقابل، ذكر هليفي "إنجازًا إستراتيجيًا" واحدا فقد لـ "الدولة العبرية" في الحرب، وهو "الالتزام والإخلاص وروح التطوع لدى مئات آلاف الجنود وأفراد عائلاتهم".
وأفادت الصحيفة بأن هليفي ليس الوحيد في الليكود الذي ينتقد أداء المستوى السياسي. ونقلت عن عضو كنيست آخر في الليكود قوله إن "جميع المؤشرات تظهر أننا لا نفعل ما ينبغي فعله فعلا في غزة. ونتنياهو يتوحل ويريد المماطلة".
وفي سياق متصل، قالت صحيفة "وول ستريت جورنال"، إن استمرار الحرب في قطاع غزة وضع مكانة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو السياسية على المحك، وجعل هدفه بالقضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بعيد المنال.
وتلاشت آمال التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى مع حماس بعد أن سحب نتنياهو فريق التفاوض من المحادثات بقطر في وقت سابق، ومن المتوقع أن تنتقل المحادثات إلى القاهرة الأسبوع المقبل. بحسب الصحيفة.
ويواجه نتنياهو انقسامات داخل حكومته، ويشعر الرأي العام "الإسرائيلي" بالقلق إزاء الحرب التي تطول أمدها دون تحقيق أي من الهدفين الأوليين: تدمير حماس وإطلاق سراح المحتجزين.
وقد أصبحت عائلات المحتجزين الإسرائيليين أكثر حدة في انتقاداتها لرئيس الوزراء، ودعت هذا الأسبوع الرئيس الأميركي جو بايدن إلى دفع نتنياهو شخصيا لقبول الاتفاق.
وأضافت الصحيفة الأميركية أن شعبية نتنياهو تراجعت، وبدأت حركة الاحتجاج تملأت شوارع إسرائيل بالمتظاهرين المناهضين للحكومة، للضغط من أجل إطلاق المحتجزين والدعوة إلى إجراء انتخابات جديدة.
من جهته، قال صحفي إسرائيلي، إن الحرب على قطاع غزة، تعد الأكثر فشلا في تاريخ "إسرائيل"، وإن رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، هو المجرم الأكبر في تاريخ "الشعب اليهودي ودولته".
وأضاف أوري مسغاف في مقال له في صحيفة "هآرتس" العبرية، إنه بعد مرور نصف سنة من الحرب على غزة، تبدو "إسرائيل" مضروبة، خائفة، معزولة، مجذومة وبعد قليل مفلسة، وغارقة في الشجار مع أمريكا ومع أفضل أصدقائها. ليس لها أمل وحلم وأفق.
وشدد مسغاف على، أن "حرب نتنياهو هي الحرب الأكثر فشلا في تاريخ إسرائيل، فمنذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي يعيش معظم الإسرائيليين في فيلم أو في صدمة المعركة ولم يستوعبوا بعد الواقع، وهذا محزن وفظيع، فمن ناحية عسكرية وقف أمام إسرائيل العدو الأضعف في تاريخ حروبها (..)، وليس لديه فرق عسكرية وطائرات ودبابات وناقلات جند وغواصات".
وعن أحداث يوم الـ 7 أكتوبر/ تشرين الأول، قال مسغاف، إن "إسرائيل هُزمت في ضربة الافتتاح في تشرين الأول/ أكتوبر، لقد وجدونا في حالة عدم الاستعداد، نحن تكبدنا 1200 قتيل من المدنيين والجنود، و240 مخطوفا وآلاف المصابين، عدد كبير من المواقع العسكرية تم اقتحامها وبعضها تم احتلالها، عشرات البلدات أصبحت ساحة مواجهات".
وتابع: "منذ بدأت إسرائيل الحرب في الثامن من تشرين الأول/ أكتوبر لم تنتصر، فنحو 252 من الجنود والضباط سقطوا، والآلاف أصيبوا، وكثيرون سيعانون من الإعاقة طوال حياتهم، وعدد المصابين بالصدمة النفسية والذين سيمشون بيننا في المستقبل لا يمكن إحصاء عددهم".