قائد الطوفان قائد الطوفان

"اللوموند" تُكذب أشهر "رواية إسرائيلية" عن "قطع للرؤوس" في هجوم الـ7 من أكتوبر

thumb_399461_700_420_0_0_exact.jpg
thumb_399461_700_420_0_0_exact.jpg

الرسالة نت

كشف مقال نشرته صحيفة اللوموند الفرنسية، اليوم الخميس، أن رواية السلطات الإسرائيلية، والتي روّجت بشكل واسع، العثور على 40 طفلًا مقطوع الرأس خلال هجوم "حماس" في الـ 7 أكتوبر/ تشرين الثاني الماضي، لا أساس لها من الصحة، كما أن "إسرائيل" لم تفعل شيئًا لمحاربة المعلومات المضللة وفي كثير من الأحيان حاولت استغلالها بدلا من إنكارها.

وقالت الصحيفة الفرنسية، إن حملة تضليل إعلامية واسعة، قامت بها جهات "إسرائيلية" رسمية وعسكرية وأهلية، وشاركت فيها حكومات ومسؤولون غربيون ووسائل إعلام عالمية، وتضمنتها مراسلات دبلوماسية، نقلت حقائق مغلوطة عمّا حدث في السابع من أكتوبر/ تشوين الأول خلال عملية "طوفان الأقصى"، من دون أي تدقيق.

وأشارت الصحيفة، إلى أنه في 10 أكتوبر/ تشرين الأول سمح الجيش الإسرائيلي لصحفيين معتمدين من الإعلام الخارجي بدخول مستوطنة "كفار عزة" التي تقع على بعد أقل من كيلومتر من حدود القطاع، وتحدث أحد القادة الموجودين أنه قد قتل 40 طفلًا وبعضهم قطعت رؤوسهم. وتناقلت الصحافة العالمية هذه الرواية، وكذلك روّجتها السلطات الإسرائيلية على مدى شهور، بل وبُثت من قبل وزارة الخارجية على شكل مقطع فيديو للأطفال في خلفيته قوس قزح وحيوانات.

وأوضحت الصحيفة، أن في ظل هذا الطوفان من الشهادات عن جرائم القتل والنهب والتشويه، خلال السابع من أكتوبر، اتخذت شائعة أبعاداً غير عادية، تتمثل بزعم أنه تم العثور على أربعين طفلاً مقطوعة الرأس في كيبوتس كفار عزة، أحد أكثر المناطق الإسرائيلية تضرراً. وقد شهدت هذه القصة، ومتغيراتها، انتشارا غير مسبوق، حتى أنه تم ذكرها في البيت الأبيض.

وبعد 6 أشهر، توصلت الصحيفة الفرنسية، إلى أن في 10 أكتوبر/تشرين الأول، نقلت الروايات الرسمية الإسرائيلية إدعاءات "دنيئة" لا أساس لها من الصحة، مؤكدةً أن استمرار انتشار تلك الروايات، أثار الاتهامات بالتضليل الإسرائيلي.

وحسبما أكد المكتب الصحفي للحكومة الإسرائيلية لصحيفة "لوموند "، "في ظل رعب هذه المذبحة، لم يتم قطع رؤوس أربعين طفلاً على الإطلاق. ولم يحدث ذلك في كفار عزة ولا في أي كيبوتز آخر".

وتتساءل الصحيفة، كيف جاءت هذه المعلومات الكاذبة؟ فهل يمكننا مقارنتها بقضية الحاضنات الكويتية، وهي قصة ملفقة عن أطفال اختطفوا وذبحوا، والتي استخدمت جزئيا لتبرير حرب الخليج الأولى؟. بحسب "الوموند" الفرنسية.

وتقول الصحيفة، على الرغم من أن هذه الشائعات ولدت من مزيج من المشاعر والارتباك والمبالغة المروعة، لكن "إسرائيل" لم تفعل شيئاً لمحاربتها، وحاولت في كثير من الأحيان استغلالها بدلاً من إنكارها، الأمر الذي أدى إلى تأجيج الاتهامات بالتلاعب بوسائل الإعلام.

شهادة من مراسل صحفي 

وشارك صامويل فوري، مراسل "صحيفة لوموند" في القدس والكاتب المشارك لهذا المقال، في الزيارة الصحفية إلى كفار عزة في 10 تشرين الأول/أكتوبر.

بالقولك "نحن لسنا مندمجين في وحدة عسكرية، إنها زيارة للصحافة، تحت حراسة جيدة (…) وكما هو الحال في كثير من الأحيان في مناطق النزاع، ترتاح الرقابة المشددة بعد فترة. يمكننا التحدث مع أي جندي يريد ذلك. يمكننا دخول المنازل التي قام الجيش بتفتيشها، لأن الآخرين قد يكونون محاصرين".

وفي جوابه على سؤال: هل رأيت أطفالاً مقطوعي الرأس؟ يقول الصحفي: أخبرته أنني رأيت المعلومات على شبكات التواصل الاجتماعي، بينما كنت في طريق عودتي، لكن لا يبدو أن هناك ما يؤكد ذلك. ولم يتحدث معي أي جندي عن ذلك، رغم أنني تحدثت مع ستة منهم. بينما أجلس على مكتبي، أرى الضجيج الإعلامي. لا أعتقد أن هذه القصة ممكنة.

قصة الأطفال مقطوعة الرأس هي معلومات كاذبة

ويضيف الصحفي، كان الجنود متواجدين في الكيبوتس منذ اليوم السابق على الأقل، كان من الممكن توثيق مثل هذا الحدث الفظيع، ولم يصرح به بعض الجنود لبعض الصحفيين.

ويسرد، مراسل صحيفة لوموند في القدس والكاتب للمقالة، "لقد اتصلت بمنظمتين للإسعافات الأولية تم نشرهما أثناء الهجوم. ولم يذكر أحد قطع الرأس، دون أن يقول إنه غير موجود، لا أستطيع تأكيد أي عمليات قطع للرؤوس. لذلك أنا لا أفعل ذلك. لكن الصورة القوية لها الأسبقية على الواقع. فهو يخدم بشكل خاص في جعل حماس تجسيداً للشر المطلق، لا أريد التقليل من انتهاكات هذه الحركة الإسلامية الفلسطينية. أريد توثيقها بأكبر قدر ممكن من الدقة.

ويشير الصحفي فوري، إلى أن المشكلة هي أن صورة الأطفال مقطوعي الرأس تخدم قدرًا معينًا من الدعاية الإسرائيلية، "بعد يوم من زيارتي لكفار عزة. لاحظت، بعد مرور بعض الوقت، أن منشور لي يتحدث عن الشائعة لم يعد متاحًا في فرنسا وفي بعض البلدان الأوروبية. وقد ثبت منذ ذلك الحين أن قصة الأطفال مقطوعة الرأس هي معلومات كاذبة". وفق شهادته.

كما وتشير الصحيفة، إلى أن بعض المراسلين لصحيفة لوموند أعربوا عن شعورهم بعدم الارتياح إزاء تصوير موقع المذبحة بشكل درامي.

ونظراً لخطر الأفخاخ المتفجرة، لا يستطيع الصحفيون دخول سوى عدد قليل من المنازل. الجثث الإسرائيلية الوحيدة التي يرونها موجودة في أكياس الجثث، وجميعها بحجم البالغين.

وفقًا للصحفيين الحاضرين، تقول "اللوموند" الفرنسية"، لم تذكر هيئة الأركان العامة الأطفال القتلى، لكن للصحفيين الحرية في استجواب الجنود والمستجيبين الأوائل الموجودين، الذين كانت قصصهم أكثر غموضًا وإثارة للقلق.

مقتل الرضع

وألقى تحقيق "فرنسي" سابق، الضوء على ما حدث في مستوطنة كفار عزة، ومزاعم مقتل 40 رضيعًا إسرائيليًا، فأشار إلى أن حصيلة القتلى لم تسجل وجود اسم أي طفل صغير فيها، على عكس ما أورده العقيد غولان فلاش قائد وحدة الإنقاذ في الجيش الإسرائيلي الذي رافق وفدًا برلمانيًا فرنسيًا في المستوطنة وأخبرهم أنه نقل بنفسه جثامين رضع مقطّعين.

كذلك أورد التحقيق شهادات أخرى نقلها ضباط إسرائيليون عبر الإعلام الإسرائيلي، زعمت رؤية "فظائع صادمة" كحديث المقدم المتقاعد يارون بوسكيلا نقلا عن حاخام زار كفر عزة، وكيف أنه تقيّء بعد سماعه الحاخام يروي هذه الفظاعات. ويشغل بوسكيلا وظيفة في منتدى الدفاع والأمن الإسرائيلي.

وقد كرر مزاعمه في أكثر من مقابلة صحفية من بينها مقابلة مع الصحافي يشاي كوهين قال فيها هذه المرة إنه رأى بأم العين "رضّعا مشنوقين بحبال".

وتطرق التحقيق كذلك إلى الأضاليل التي روجتها منظمة "زاكا"، التي تعني بالعبرية اختصارا لكلمات "تحديد ضحايا الكوارث" ومعظم أعضائها من اليهود الأرثوذوكس.

فقد أدلى يوسي لانداو، المسؤول الإعلامي في المنظمة "الخيرية" التي تعترف بها الحكومة الإسرائيلية بأحاديث إعلامية عديدة عن "فظائع" ارتكبت نقلتها وسائل إعلام عالمية، من بينها فرنسية.

لـ "جمع التبرعات".. هآرتس: منظمة "زاكا" نشرت روايات كاذبة عن 7 أكتوبر

وفي تقارير سابقة، قالت صحيفة "هآرتس" العبرية، إن عددًا من السياسيين والضباط في جيش الاحتلال الإسرائيلي، وكذلك المتطوعين في منظمة زاكا الدينية (تحديد ضحايا الكوارث)، أسهموا في انتشار قصص غير صحيحة حول أحداث 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ومنها قضية قطع رؤوس الأطفال.

وأفاد تحقيق جديد للصحيفة العبرية، أن منظمة "زكا" الدينية التي منحت مهمة جمع رفات قتلى عملية الـ 7 أكتوبر/ تشرين الأول، نشرت روايات كاذبة عن فظائع لم تحدث بهدف جمع تبرعات بمبررات زائفة.

وتابعت "هآرتس"، أن "زكا" وأعضاؤها المتطرفون أطلقوا دعايات مزيفة عن رفات القتلى للتخلص من ديون أثقلت المنظمة لسنوات.

وسرد التحقيق المطول، قصصًا عن استغلال أعضاء المنظمة تواجدهم في مواقع الهجمات للتصوير والحصول على التبرعات.

ونقل التحقيق عن "شهود عيان" أن أعضاء من "زكا" كانوا يجرون مكالمات فيديو ويصورون جثثًا موضوعة في أكياس بلاستيكية، وأنه تم ترتيب المكان بشكل خاص لإثارة مشاعر المتبرعين.

وأشار التحقيق إلى، إنه تم توجيه بعض أنشطة المنظمة -التي كانت، عشية الحرب، متورطة في ديون ملايين الشواكل- نحو جمع التبرعات والعلاقات العامة والمقابلات الإعلامية والجولات للجهات المانحة.

وفي تقرير سابق، قالت الصحيفة إنه بعد مرور 6 أشهر، على عملية طوفان الأقصى، فإن "الشرطة" ما تزال تواجه مصاعب في العثور على أدلة على وقوع "اعتداءات جنسية" خلال الهجوم، كذلك صعوبة في تحديد مكان الضحايا المزعومين، ولا تستطيع ربط الأدلة الموجودة بمن قالت إنهم ضحايا موصفون.

البث المباشر