بعد شهرين من الجريمة الأليمة، أكد تحقيق لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية المسؤولية الإسرائيلية الكاملة في اغتيال الطفلة الفلسطينية هند رجب وعدد من أفراد عائلتها في منطقة تل الهوى جنوب غرب قطاع غزة.
وبحسب صحيفة "واشنطن بوست"، استند تحقيق إلى تحليل معمق أجراه ستيفن بيك، أحد المستشارين السابقين في مكتب التحقيقات الفيدرالي "أف بي آي" للتسجيل الصوتي للفتاة ليان مع فريق الهلال الأحمر.
وخلص فحص التسجيل إلى أنّ سرعة الطلقات التي سُمعت في التسجيل، كانت أسرع من البندقية الآلية من طراز "AK" التي يستخدمها عادة مقاتلو حركة المقاومة الإسلامية "حماس".
وأضافت الصحيفة، أنّ معدل الطلقات يتماشى أكثر مع الأسلحة التي تمتلكها القوات الإسرائيلية.
صور الأقمار الصناعية والسجلات المنشورة
وأكد التحقيق الصحفي الأميركي الذي شارك فيه ستة من خبراء الذخيرة الحربية، أنّ سيارة الإسعاف المتفحّمة على بعد حوالي 50 مترًا من سيارة الشهيدة هند، يتوافق تدميرها مع استخدام قذيفة أطلقتها الدبابات الإسرائيلية.
وأضافت الصحيفة أنّ تحليل صور الأقمار الصناعية والسجلات المنشورة والصور ومقاطع الفيديو لما بعد اغتيال الطفلة هند، أثبت قطعًا وجود دبابات إسرائيلية في المنطقة بعد ظهر ذاك اليوم، وأنّ الطلقات التي سمعتها هند وهي تطلب المساعدة، فضلًا عن الأضرار الجسيمة التي لحقت بسيارة الإسعاف، تتوافق مع طبيعة الأسلحة الإسرائيلية.
وفي فبراير الماضي، أكد مرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أن الأدلة المتوفرة والبيانات كافة التي جمعها تشير إلى أن جيش الاحتلال (الإسرائيلي) هو المسؤول عن قصف سيارة الإسعاف التي حاولت إنقاذ الطفلة "هند رجب" ذات الـ 6 أعوام.
وقال المرصد الحقوقي، إنه عُثر على شظايا قذيفة أمريكية الصنع من طراز M830A1 HEAT في سيارة إسعاف الهلال الأحمر التي تعرضت للقصف.
وأوضح، أن جيش الاحتلال قصف سيارة الإسعاف بقذيفة مصنوعة في الولايات المتحدة رغم أن الهلال الأحمر حصل على موافقة (إسرائيلية) للوصول إلى المنطقة وإنقاذ هند.
عودة لتفاصيل الجريمة
واعتبر المرصد الأورومتوسطي، أن ما حدث بحق الطفلة هند وعائلتها، وطاقم الإسعاف الذي حاول إنقاذها "جريمة حرب" واضحة وتأتي بعد أن منحت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن (إسرائيل) 45 يومًا لضمان الامتثال للقانون الدولي من أجل تلقي المساعدة العسكرية.
يذكر أن، بعد 12 يومًا من فقدان التواصل مع الطفلة هند رجب "6 سنوات" في ظل مناشدة ذوي الطفلة كافة المؤسسات الحقوقية في العالم لإنقاذ الطفلة التي بقيت داخل مركبة مع عائلة خالها الشهيد تحت زخات رصاص الدبابات وصواريخ الاحتلال، عُثر أمس السبت على جثمان الطفلة هند برفقة خمسة من أفراد عائلتها وكلّهم قد ارتقوا شهداء.
وفي عملية البحث المستمرة، عثرت الطواقم الطبية على مركبة الإسعاف التي أرسلتها لإنقاذ الطفلة هند مقصوفة بصواريخ الاحتلال، وبداخلها الشهيدين المسعفين يوسف زينو، وأحمد المدهون.
أكدت مصادر صحفية أن عائلة الطفلة هند تمكنت من العثور عليها اليوم مع خمسة من أفراد عائلتها " خالها بشار حمادة وزوجته وأطفاله الثلاثة" بعدما حاصرت الدبابات الصهيونية المركبة التي كانت تقلهم في منطقة تل الهوا جنوب غربي مدينة غزة.
وفي تفاصيل الجريمة المروعة، حاصرت الدبابات الصهيونية مركبة العائلة قبل 12 يومًا أثناء توجههم من محيط المالية في تل الهوى نحو شارع الوحدة، وأطلقت النار عليهم بكثافة ليرتقي كل من في المركبة عدا الطفلة هند، وابن خالها الطفلة ليان "14 عامًا".
وفي مكالمة "مُسجلة" أجرتها ليان مع طواقم الإسعاف في الهلال الأحمر الفلسطيني طالبةً النجدة، سُمع دوي الرصاص الذي أطلقته الدبابة نحو المركبة، وانقطع الاتصال بعد صراخ الطفلة ليان.
وفي محاولة الهلال الأحمر الاتصال مرةً أخرى على الطفلة ليان، أجابت الطفلة هند أن ليان قد أُصيبت إصابة بالغة، لينقطع الاتصال مرةً أخرى، وهكذا بقيَ مصير الطفلة هند مجهولًا لمدة 12 يومًا.
وبدورها أرسلت طواقم الهلال الأحمر المُسعفين يوسف زينو، وأحمد المدهون، لإنقاذ الطفلة هند، إلّا أن الجمعية فقدت الاتصال بالمسعفين منذ لحظة وصولهما إلى غزة، لتعثر عليهما صباح اليوم شهداء إثر قصف طائرات الاحتلال مركبة إسعاف الهلال الأحمر في منطقة تل الهوا بمدينة غزة.