وثّق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، تفاصيل "مفزعة" حول جرائم "المقابر الجماعية" التي حفرتها قوات الاحتلال "الإسرائيلي" في مناطق مختلفة بقطاع غزة، لإخفاء المذابح التي ارتكبتها بحق المواطنين الأبرياء.
وقال المرصد الأورومتوسطي، إن فريقه وثّق ظهور المقابر الجماعية والعشوائية منذ تدشين أول مقبرة جماعية في مجمع الشفاء في 15 أكتوبر 2023، حتى زاد عددها الإجمالي عن 140 مقبرة، بعضها يضم المئات من الجثامين.
وأشار إلى أن مئات الجثامين تم انتشالها من مقابر جماعية في مستشفى ناصر ومجمع الشفاء الطبي بما يشكل صفحة سوداء في سجل الانتهاكات التي اقترفتها القوات "الإسرائيلية".
وقال الأورومتوسطي، إن "جثث الضحايا التي انتشلت تبين أنها متحللة وجزء منها كانت عبارة عن أشلاء وأجساد ممزقة وأخرى بدون رؤوس بعد طحنها ودهسها بالجرافات الإسرائيلية".
وتابع: "وثّقنا استخراج جثامين لبعض المرضى بدليل وجود القسطرات البولية والجبائر التي كانت لا تزال متصلة بجثامينهم وقت استخراجها، فضلًا عن وجود ملفات طبية خاصة بالجرحى والمرضى دفنت معهم واستخرجوا من حفرتين في مجمع الشفاء".
وأكد الأورومتوسطي أن غالبية الجثامين المنتشلة تعرضت كذلك للتحلل نتيجة طول المدة، وبعضها كان واضحًا أنه تعرض للنهش من القطط والكلاب، بعدما أعاقت القوات الإسرائيلية طوال الأشهر الماضية انتشالها.
ونوّه إلى أن آلاف المنازل المدمرة في البنايات متعددة الطبقات تحولت هي الأخرى لمقابر جماعية لسكانها لاستمرار تعذر انتشالهم إما لعدم توفر إمكانيات فنية لإزالة الركام، وإما لوجود هذه البنايات في مناطق تشهد عمليات للجيش الإسرائيلي.
ويقدّر الأورومتوسطي إلى وجود أكثر من 13 ألف فلسطيني في عداد المفقودين تحت الأنقاض، أو قتلى في مقابر جماعية عشوائية، أو أخفوا قسرًا في سجون ومراكز اعتقال إسرائيلية، وبعضهم تعرض للقتل داخلها.
وطالب بضرورة تشكيل لجنة تحقيق دولية في المقابر الجماعية في قطاع غزة بفعل جريمة الإبادة الجماعية الإسرائيلية المستمرة وإرسال فرق فنية متخصصة لمعاينة والتعرف على الضحايا.
وشدد الأورومتوسطي على أن تكرار انتشال مئات جثامين القتلى من مقابر جماعية في مشافي قطاع غزة أمر مُفزع، ويستوجب تحركًا دوليًّا عاجلاً للتحقيق في ظروف إقامة هذه المقابر وظروف مقتل الضحايا الذين دفنوا فيها.