قائد الطوفان قائد الطوفان

الوحيد العامل في غزة والشمال 

(كمال عدوان) يصارع للحفاظ على المرضى

الرسالة نت

غزة-لميس الهمص

يلخص المشهد في قسم الاستقبال بمستشفى كمال عدوان مأساة المدينة المنسية، طوابير من المرضى اكتظ بهم المكان بلا اسرة ولا أطباء يكفون حاجة أمراضهم الملحة. 

المستشفى الوحيد الباقي لعلاج سكان مدينة غزة وشمالها يعمل فوق احتماله بثلاثة أضعاف دون أي معدات أو أدوية تخفف من حدة الأزمة 
في إحدى جنبات القسم انتظر الستيني أبو اسامة لأكثر من ساعة حتى تمكن من الوصول لطبيب القلب بعد شعوره بعلامات جلطة، نصف ساعة أخرى احتاجها الرجل للبحث عن سرير فارغ ليخضع لتخطيط القلب.

بجوار السرير الذي نجح أبو اسامة في الحصول عليه عاينت "الرسالة" حضور شاب محمولا بعد أن فارق الحياة في طريق المشفى فاضطر ذوه لوضعه على الأرض ليعاينه الأطباء بعد أن فقدوا الأمل في العثور على سرير فارغ.

وبعيدا عن اهتمام العالم حيث جرب الغزيون كل اشكال الموت فباتوا يعرفون أن المستشفى الوحيد الباقي حيز الخدمة غير قادر على مداواة أوجاعهم فأصبحوا لا يلجؤون إليه إلا في حال فقدان الأمل من حلول بديلة.
وأمام العيادات الخارجية يتكدس المئات في انتظار أن يعرضوا على الطبيب الوحيد الموجود في كل تخصص والذي يتنقل ما بين العمليات ومتابعة المرضى.

ويحاول "كمال عدوان" التوفيق ما بين المرضى ومصابي القصف والاعتداءات )الإسرائيلية( لكن تبدو المهمة شبه مستحيلة، لذا لايزال المئات من المصابين يحتفظون ببقايا شظايا صواريخ الاحتلال داخل أجسادهم في انتظار الفرج، حيث الأولوية هنا للحالات الأصعب.

الدكتور حسام أبو صفية مدير مستشفى كمال عدوان قال: " منذ خروج مستشفى الشفاء والإندونيسي وهي الأكبر في قطاع غزة عن الخدمة أصبح كمال عدوان هو الوحيد الذي يقدم جميعالتخصصات الصحية لمدينة غزة وشمال القطاع".

وأوضح أن أعداد المرضى تزايدت بشكل ملحوظ فبعد أنت كانت قدرة المستشفى الاستيعابية 300 مريض خلال اليوم في كل التخصصات أصبحت 1200 مريض وهو ما يعني أن هناك زيادة لأكثر من ثلاثة أضعاف.

وأكد أبو صفية أن الوضع لديهم صعب جدا لأن الأعداد الكبيرة من المرضى تحتاج إلى مستهلكات طبية وعدد كبير من الأطباء لكن الكوادر

هُجرت قصريا إلى جنوب القطاع، مبينا أنهم يعتمدون على الكوادر القليلة التي تبقت في الشمال وعدد من المتطوعين وهو ما يمثل ضغطا كبيرا على الكوادر الطبية.

وذكر أن المشفى يعاني عجزا في جميع التخصصات، وفقدان للخبراء في مجال الجراحات التخصصية لاعتماد المشفى على المتطوعين، مبينا أن المشفى لا يملك سوى طبيب جراح واحد في كل تخصص، بينما يحتاج المشفى لـ7 أطباء على الأقل في كل تخصص من أصحاب الخبرة العالية.

وبين أن الأطباء يعملون على مدار الساعة ويخدمون في العمليات والاستقبال والطوارئ ويقيمون الحالات، مشيرا إلى أن عمل الأطباء في غرفة العمليات يمتد من الصباح حتى المساء وبالتالي هم تحت ضغط نفسي وجسدي كبير.

وعن العجز في المستلزمات الطبية قال مدير كمال عدوان إن المشفى كما شمال القطاع يعاني من حصار مطبق، لافتا إلى أن امدادهم بالمساعدات الطبية اللازمة لتقديم الخدمة شحيح جدا .

وبين أن تقديم خدمة جيدة وآمنة يحتاج إلى عدد كبير من المستهلكات الطبية والمضادات الحيوية والأدوية المخدرة لكن هناك عجز شديد في هذا المجال.

ودعا أبو صفية إلى توفير عاجل للوقود والعلاجات والمستلزمات الطبية، مشيرا إلى أن المشفى يحتاج إلى ألف لتر من الوقود يوميا، والامداد من منظمة الصحة العالمية محدود وهو ما يجعل الأطباء يعملون تحت ضغط وتوتر من نفاذ تلك الكميات في أي لحظة.

البث المباشر