قال الدكتور حسام أبو صفية مدير مستشفى كمال عدوان والمتخصص في طب الأطفال، إن الطواقم الطبية تتعامل مع حالات يومية لمرضى مصابون بمرض الكبد الوبائي من الأطفال والكبار، متوقعًا انتشار أكبر للوباء في ظل ارتفاع الحرارة وعدم توفر ثلاجات لحفظ الطعام وعدم توفر العوامل المانعة لانتشار المرض.
وأكد الدكتور أبو صفية، في حديثٍ خاص لـ "الرسالة نت"، أنهم سجلوا 6 وفيات من الأطفال في مستشفى كمال عدوان ، حيث تسبب المرض في فشل في عمل الكبد وبالتالي دخل الأطفال في غيبوية وفارقوا الحياة .
وأوضح، أن أهم أسباب الإصابة به تلوث المياه والطعام والاكتظاظ في مراكز العزل، منوها إلى أن المرض ينتقل من شخص إلى آخر عن طريق الطعام واللمس واللعاب والبراز.
وقال طبيب الأطفال إن المؤشرات العالمية تؤكد أن 1% من الحالات قد تكون قاتلة، ولكن من ناحية عملياتية وجدنا أنها وصلت لـ 5% في شمال القطاع.
وبين أن بداية المرض تكون على شكل انفلونزا ثم يبدأ الإصفرار في الوجه والعينين وفترة العزل تكون قبل أسبوع من ظهور الإصفرار.
وبحسب أبو صفية فإن كل مسببات المرض متوفرة في مراكز الإيواء الموجودة حاليًا شمال القطاع، في ظل توفر كل عوامل انتقاله فلا طعام نظيف ولا ماء نظيف ولا تهوية ولا عزل للمريض.
وعن سبل الوقاية، بين أبو صفية أن المتعارف عليه عالميًا هو غسل اليدين واستخدام الماء والطعام النظيف وعزل المصاب عن الآخرين وتهوية المكان والراحة التامة والطعام الصحي المحتوي على الكربوهيدرات إلا أن ولا عامل من العوامل السابقة متوفر في مراكز الإيواء حتى يتعافى المريض.
وفي السياق أكدت ورقة حقائق صدرت منتصف الشهر الجاري عن الهيئة المستقلة لحقوق الانسان أن الإبادة الجماعية "الإسرائيلية" في قطاع غزة أصابت 13902 نازحًا فلسطينيًا بوباء الكبد الوبائي (أ) .
وبينت الورقة، أن أسباب انتشار المرض تعود للاكتظاظ الشديد في أماكن النزوح وتدني مستوى النظافة فيها
وأشارت الورقة إلى، أن تدمير الاحتلال المشافي والعيادات الطبية، واستهدافها المئات من الطواقم الطبية التي كانت تدير أو تعمل في هذه المنشآت الصحية المدنية، وجرح المئات من أفرادها، وتقييد قدراتهم على العمل والانتقال والتحرك بحرية بين هذه المنشآت، إضافة لنقص المياه والمواد الغذائية بشكل حاد، ونقص مواد التنظيف والادوية. كل هذه الظروف ساهمت في تفاقم سوء الوضع الإنساني لسكان قطاع غزة.