طوفان نحو التحرير طوفان نحو التحرير

في شمال غزّة .. (غاز الطهي) المفقود يشعل عذابات الحياة اليومية للسكان

في شمال غزّة .. (غاز الطهي) المفقود يشعل عذابات الحياة اليومية للسكان
في شمال غزّة .. (غاز الطهي) المفقود يشعل عذابات الحياة اليومية للسكان

خاص/ الرسالة نت

وسط غيمة من الدخان الأسود تجلس الحاجة أم بلال65 عاما لساعات أمام كانون النار لتطهو الطعام وتغلي الماء لتضعه به في أوعية حافظة للحرارة لاستخدامه وقت الحاجة.

لا خيار هنا أمام ام بلال سوى أن يزكم أنفها يوميا من استنشاق الدخان الملوث، وأن تمسح دموعها التي تساهم كثافة الأبخرة والغبار المتطاير من الرماد في انهمارها كي تسيير أمور منزلها في ظل انقطاع غاز الطهي عن مدينة غزة وشمالها.

ولجأ السكان في قطاع غزة إلى الاعتماد على الحطب للطهي وتسخين الماء للاستحمام، في ظل انقطاع غاز الطهي ومنع الاحتلال ادخاله منذ ما يزيد عن سبعة أشهر.

**مشقة مركبة

في غزة وشمالها لم تترك المعاناة بابا إلا ودخلته على السكان، فأصبحوا يحلمون بيوم استئناف دخول غاز الطهي للتخلص من مشقة الرحلة لليومية للبحث عن الحطب والأخشاب والتي باتت عزيزة لشدة الطلب، ومن ثم عذابات إشعال النار داخل المنازل وعلى أبوابها.

تقول إسراء محمد إن إشعال الحطب واستخدامه يحتاج منها لساعات يوميا، مشيرة إلى أنها باتت تشعر بصداع مزمن بسبب الدخان ولمعاناتها من مرض الجيوب الأنفية.

وتوضح الأم البالغة (26 عامًا) إنها تعاني من عدم وجود متسع لإشعال الحطب لذا تضطر لإشعاله داخل المنزل وبالتالي أصبح أطفالها الثلاثة معرضون للأمراض الصدرية ويعانون من كحة مزمنة رغم صغر سنهم.

وتؤكد إسراء أن الحياة باتت صعبة للغاية منذ بدء العدوان على قطاع غزة، فالأشياء التي هي من المسلمات ومتوفرة لدى جميع النساء في العالم باتت أمهات غزة محرومات منها.

ولا تقف المعاناة على إشعال الحطب فحسب، بل إن عملية جمع الأخشاب تمثل كابوسًا للمواطنين الذين يضطرون للسير مسافات طويلة بحثا عنه، يقول الشاب صلاح عز الدين إن المسافات تطول يوما بعد يوم لشح الأخشاب في المناطق القريبة والمأهولة بالسكان.

ويشير إلى، أن البحث عن الأخشاب أصبح مهمة يومية متعبة في ظل فقدان وسائل النقل وحملها والسير بها لمسافات طويلة .

ومنذ يومين أعلن جهاز الدفاع المدني في غزة، إنقاذ أطفال ونساء داخل شقة في شمال القطاع تعرضت لحريق نتيجة إشعال الحطب المستخدم بدل غاز الطهي .

وذكر بيان صادر عن جهاز الدفاع المدني أن طواقم الإطفاء والإنقاذ بالدفاع المدني أخمدت حريقا اندلع في أحد البنايات السكنية، موضحة أن سبب الحريق هو إشعال الحطب داخل المنزل واستخدامه في الطهي بدلاً من الغاز المخصص لذلك.

**عواقب وخيمة

بدوره أكد رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة سلامة معروف أن منع إدخال غاز الطهي والوقود إلى القطاع ينذر بتفاقم الأزمة الإنسانية.

وقال معروف في تصريح صحفي: "يواصل الاحتلال (الإسرائيلي) للشهر السابع منع إدخال غاز الطهي والوقود بمختلف أنواعه إلى قطاع غزة، وخاصة لمدينة غزة وشمال القطاع، ما ينذر بتفاقم الأزمة الإنسانية والصحية في ظل العدوان المستمر على شعبنا".

وأوضح أن المواطنين يعتمدون منذ أشهر على الوسائل البدائية البديلة بإشعال النار من الحطب والفحم ومخلفات ركام المباني، ما تسبب بإصابة المئات بأمراض الجهاز التنفسي بفعل استخدام مواد بلاستيكية وكيماوية في إيقاد النيران، والتي تنبعث منها الغازات السامة.

ووفق معروف فإن وزارة الصحة سجلت مئات الحالات الجديدة التي أصيبت بأمراض الجهاز التنفسي المختلفة، نتيجة إشعال النيران لساعات طويلة لإعداد الطعام أو لتسخين المياه وحتى للإنارة في بعض الأحيان، ما ينذر بازدياد خطورة هذه الأزمة وإصابة المواطنين بسرطان الرئة والجهاز التنفسي، جراء الغازات السامة المنبعثة من هذه الوسائل.

ودعا للتدخل العاجل لوضع حد لهذه الأزمة، والسعي لإدخال المتطلبات الأساسية للمواطنين وفي مقدمتها غاز الطهي والوقود بمختلف أنواعه، مطالبا المجتمع الدولي والجهات المعنية كافة بالضغط على الاحتلال والتحرك سريعا لحل هذه الأزمة والسماح بإدخال غاز الطهي ومختلف أنواع الوقود.

 

 

البث المباشر