قائمة الموقع

تقرير | التَّضامن الدوليّ مع غزَّة يعرِّي الاحتلال ويدين جرائمه

2024-06-13T13:05:00+03:00
صورة تعبيرية
غزة – خاص الرسالة نت

منذ ثمانية شهور وأنظار المتضامنين من العرب والولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا تتجه صوب قطاع غزة، رفضًا للإبادة الجماعية التي يتعرض لها السكان من قبل الاحتلال (الإسرائيلي)، وذلك في صورة -غير مسبوقة- حيث عبارة "فلسطين حرة" بكل اللغات تعلو منصات التخرج وتجوب الشوارع على ألسنة المتضامنين.

وما يرد عبر وسائل الإعلام المحدودة التي تغطي حرب غزة، إلا أن حالة من الغضب تسود العالم ضد جرائم (إسرائيل) برزت وتيرتها بعدة أشكال من الاعتصامات والمقاطعة تنديدا بالجرائم المتواصلة، سواء من قبل المواطنين العاديين أو المشاهير أو طلبة أعرق الجامعات الأوروبية والأمريكية.

وشكل حجم التضامن مع غزة صدمة كبيرة على الصعيد (الإسرائيلي) الرسمي، فكل ما حاول الترويج له بوصف قطاع غزة إرهابيًا إلا وانقلب ضده، لدرجة أن الكيان بات منبوذًا على الصعيد الدولي، وأكسب فلسطين الاعتراف الرسمي بالدولة من قبل دول وممالك العالم.

تضامن الشعوب مع غزة ورفضهم للمنتجات الداعمة للاحتلال

ولم يقتصر التضامن العربي والدولي مع قطاع غزة بالمسيرات السلمية الداعية لوقف الحرب، بل كان التضامن إغاثيًا عبر مساعدات قدمت بشكل فردي من قبل أفراد أو جماعات كانوا يرسلون الأموال للنازحين ومن دمرت بيوتهم ولم يجدوا مكانا يأويهم أو قوتا يسد جوع أطفالهم.

تقول السيدة البحرينية لولوة حسين لـ "الرسالة نت" إنها منذ اللحظة الأولى عملت وصديقاتها وأفراد عائلتها على البحث عن عوائل نزحوا من الشمال إلى الجنوب وقدموا لهم الدعم اللازم، عدا عن التكايا الخيرية في الشمال.

وتشير إلى أن هذه المساعدات تأتي في إطار الجهاد في المال لدعم أهالي القطاع الصامد في وجه الإبادة الجماعية، موضحة أن ما يرسلونه من أموال يعتبر مشاركة في الدفاع عن الغزيين الذين يستحقون الحياة.

وفي ذات السياق، يحكي سليمان عبد العزيز وهو من الكويت أنه يقود مبادرة خاصة برفقة أصدقائه لدعم الغزيين الذين نجوا من الحرب وتواجدوا في مصر، حيث يقدم لهم الإغاثة العاجلة من دفع ايجار البيوت أو توفير الملابس والطعام وكذلك العلاج.

ويوضح أن عملهم الخيري يأتي في إطار دعمهم للغزيين، وتأكيدًا أن الكويت وفلسطين شعب واحد وقضيتهم واحدة هي دحر المحتل عن كل فلسطين.

ويذكر عبد العزيز أن الجرائم الموثقة التي تصلهم عبر وسائل الاعلام عرت الاحتلال الإسرائيلي الذي بقي يحاول تجميل صورته في دول الخليج والعالم بأنهم داعمون للسلام، لكن ما فعلوه في غزة أكدوا أنهم ارهابين ومجرمي حرب.

ما أهمية التضامن الشعبي مع غزة؟

يقول إبراهيم المدهون الكاتب والمحلل السياسي:" هناك معركة وعي كبيرة ومحتدمة، يحاول الاحتلال الإسرائيلي التأثير عليها عبر حجم الصورة وتشويه الحقائق، وهناك أيضا معركة إعلامية ضارية، الاحتلال الإسرائيلي حاول أن يخفي الكثير من الجرائم، وتشويه الكثير من الحقائق، وتعطيل انبعاثات وأسباب عملية السابع من أكتوبر".

وأضاف المدهون لـ "الرسالة نت" : إجرام الاحتلال المهول، ووحشيته التي فاقت النازية، أثرت بشكل عميق في الرأي العام الدولي، وفشلت الرواية الإسرائيلية ، اليوم بات ينظر إلى إسرائيل على أنها دولة مارقة ودولة ضد القانون".

وأكد أن الاحتلال هزم في معركة الوعي، فوعي الشعوب اليوم، ليس العربية والإسلامية فقط بل شعوب العالم جميعهم مع القضية الفلسطينية، التي باتت رقم واحد في اهتماماتهم والانتماء إليها".

ويشير إلى أن كل محاولات الاحتلال من تغييب الوعي ومن تغيير الحقائق فشلت، وكل محاولات الولايات المتحدة من إهمال القضية الفلسطينية زادت الأخيرة اهتماما مضاعفا من هذه الشعوب، بدليل ما شوهد كيف الحراك في أوروبا والجامعات الأمريكية، وأن كل محاولات الاحتلال من قتل الصحفيين واستهدافهم جاء بمردود عكسي، لأن حجم البطولة والتضحية في قطاع غزة كبير، وكذلك الإجرام الإسرائيلي كبير جدا.

وتطرق المدهون إلى أن هناك أشكال تضامن مختلفة أبرزها المقاطعة، والتي بسببها تعاني (إسرائيل) عزلة شديدة، وبات (الإسرائيلي) منبوذ شعبيا ورسميا من معظم دول العالم، عدا عن رفع العديد من القضايا ضد الاحتلال وجرائمه، إن كان عبر المحاكم المحلية، أو عبر المحاكم الدولية، وهذا كله هو شكل من أشكال التضامن تحرك.

وأوضح أن غزة أمام مرحلة ذهبية للتضامن معها ولابد من استثمارها للعمل على تعزيزها سياسيًا والعمل ودبلوماسيًا للاستفادة منها.

اخبار ذات صلة