قائد الطوفان قائد الطوفان

لأول مرة عيد الأضحى دون شعائر ولا بهجة  في غزة

الرسالة نت

الرسالة نت – رزان الحاج 

في مثل هذه الأيام من كل عام تعج الأسواق في قطاع غزة بالناس، بعضهم يشتري ملابس جديدة وآخرون يشترون الحلوى والسكاكر، أما البيوت فتفوح منها رائحة الكعك والمعمول الذي تعده الأمهات لإكرام ضيوفهم، وأصوات التكبيرات تصدح من كل مكان.

أما عن الرجال فينشغلون بأضاحيهم، بعضهم يبحث عن أضحية تناسبه وبعضهم يصحب أضحيته إلى بيته قبل العيد بأيام، ومنهم من يرافق أطفاله إلى المزرعة لرؤية "خروف العيد".

أيام من الهناء والسعادة كانت تسبق عيد الأضحى إلى أن جاءت هذه الحرب الشرسة وقلبت حالهم رأسًا على عقب، الأمر الذي تعدى مفهوم الملابس الجديدة وكعك العيد فوصل إلى حرمان من الشعائر الدينية كالحج والأضاحي.

هذا الوقت أكثر من سابقه يحتاج الغزيون للحوم الأضاحي، فالاحتلال أمعن في تجويع سكان القطاع عن طريق الإغلاق المحكم للمعابر وفرض كثير من القيود على البضائع القليلة التي تدخل بين فترة وأخرى؛ مما جعل الغزيين يشتهون أبسط أنواع الطعام ولا يجدونه.

 

مزارع ممتلئة بالنازحين

كان من المفترض أن تكون المزارع ممتلئة بالمواشي إلا أن كثرة عدد النازحين في جنوب  قطاع غزة أجبر أعدادا منهم على العيش في كل مكان، فاضطر بعضهم للنزوح في مزارع المواشي.

المكتب الإعلامي الحكومي في غزة قال في بيان له: "إن الاحتلال يمنع إدخال لحوم الأضاحي لقطاع غزة ؛ كجزء من تشديد حرب التجويع التي يمارسها ضد الشعب الفلسطيني".

ويضيف أن الاحتلال حرم الغزيين من أداء هذه الشعيرة الدينية التي من شأنها أن تسد رمق الجوع والحاجة لاسيما مع فتح باب الأضاحي لمن هم خارج غزة عبر مؤسسات وجمعيات كما يحدث في كل عام.

في مقابلة أجرتها (الرسالة-نت) مع محمد العصار أحد بائعي لحوم الأضاحي في المنطقة الوسطى قال: إن مزرعته فارغة من الخراف والعجول منذ شهور وكان على أمل أن يتغير الحال مع حلول عيد الأضحى، إلا أن الاحتلال مُصر على عدم ادخالها.

وأوضح أن الخراف المتوفرة حاليًا في الأسواق عددها قليل جدًا ومعظمها لأشخاص قاموا بتربيتها في منازلهم، فيرجع سبب ارتفاع سعرها إلى ندرة وجودها. 

 

حرمان من الحج

من جانب آخر، بكى الحجاج المدرجة أسماؤهم للحج هذا العام لأنهم منعوا من قبل قوات الاحتلال من أداء فريضة الحج، فلبسوا لباس الاحرام في أحد مدارس إيواء النازحين شمال القطاع مطالبين بخروجهم لأداء الفريضة.

قالت ميسر أبو غولة التي تبلغ من العمر 69 عاما إنها منذ أن أدرج اسمها العام الماضي من ضمن الحجاج لعام 2024 وهي تجهز نفسها، باعت ما لديها من ذهب لتتمكن من دفع رسوم الحج فجاءت الحرب وقلبت كل شيء حتى أصبحت تسأل نفسها "هل سيبقى لنا عمر ويكتب لنا الحج مرة أخرى". 

طمست (إسرائيل) الشعائر الدينية بكل السبل فحرمت أهل غزة من الصلاة بالمساجد بعد أن استهدفت معظمها، وحرمتهم من شعائر شهر رمضان وعيد الفطر واليوم تمنعهم من شعائر عيد الأضحى.

البث المباشر