طوفان الأقصى يبتلع (إسرائيل) إعلاميًا

صورة من الأرشيف
صورة من الأرشيف

الرسالة نت- خاص

منذ السابع من أكتوبر رصدت (إسرائيل) ميزانية بملايين الدولارات من أجل حربها الدعائية لمواجهة طوفان الأقصى، لكنها خسرت صورتها بسبب جرائمها الموثقة أمام العالم كله.

ومع أن (إسرائيل) أيضا قطعت الاتصالات والانترنت واستهدفت الصحفيين ومقارهم الإعلامية لحجب الصوت والصورة ومحاولة لإخفائها جرائمها ضد المدنيين، لا أنها خسرت معركتها أمام الرأي العام الدولي وفشرت في حربها الإعلامية وذلك باعتراف قادتها.

في حديث سابق اعترف علانية، بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء (الإسرائيلي) وقائد الإبادة الجماعية، أنهم فشلوا أمام طوفان الأقصى ومليار مسلم على منصات التواصل الاجتماعي، مؤكدا أنه رغم امتلاكهم المال لكن لاتزال تنقصهم الطاقات والكفاءات في مواجهة الرواية الفلسطينية الحقيقية التي احتلت أكبر المنصات الإعلامية العالمية.

ورغم تقييد المحتوى الفلسطيني على مواقع التواصل الاجتماعي ومنصات ميتا تحديدا نجحت الرواية الفلسطينية في الوصول إلى العالم بالصوت والصورة ومن أرض المعركة في قطاع غزة ما منحها المصداقية لدحض السردية (الإسرائيلية) وما تروجه لتبرير جرائمها.

وكسب الفلسطينيون دعم مئات الآلاف ممن لم يسبق لهم التعرف على جرائم الاحتلال أو ممن خدعوا سابقا بالدعاية (الإسرائيلية) المضللة.

في استطلاع لصحيفة معاريف العبرية، كشف مؤخرا عن 74% من المجتمع الإسرائيلي يرون أن (إسرائيل) فشلت بالمعركة الإعلامية.

كيف كشفت غزة زيف الرواية (الإسرائيلية)؟

في وقت سابق قال نفتالي بينيت رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق " وضعنا الدولي ليس جيدا سأجري جولة إعلامية سياسية من أجل تعزيز موقفنا وإعطاء قادة الجيش الحرية الكاملة للقضاء على حماس.

ورغم تجني عشرات الصحفيين (الإسرائيليين) والعسكريين للحديث إلى وسائل الإعلام الغربية والترويج لروايتها الملفقة وشرعنة مجازرها فإنها واجهت صدمة كبرى من مشاركة يهود في حملات ومظاهرات منددة بالجرائم في غزة وفضح اكاذيبها أمام العالم بخاصة بعد مثولها أمام محكمة العدل الدولية ووضعها في قفص الإتهام للمرة الأولى.

والصور التي تظهر في وسائل الإعلام الدولية هي القتل والدمار في غزة، وليست صور المذبحة في المستوطنات (الإسرائيلية) بغلاف غزة، مع أن (إسرائيل)رصدت ميزانية بملايين الدولارت لحربها الدعائية بعدة لغات منها الإسبانية الفارسية الروسية، اضطرت لإيقافها بسبب نقص الميزانية وزيادة تكاليف الحرب.

حاربت (إسرائيل) غزة من البداية بقطع الانترنت وخطوط الاتصال لتعزلها عن العالم، لكن الغزيين كعادتهم لا يتركون وسيلة الا ويحاولون من خلالها الوصول إلى العالم وبأبسط الإمكانيات المتاحة، استخدموا شريحة (الإيسم) الإلكترونية ووثقوا المجازر وبثت عبر الانترنت، حاول الطيران الحربي التشويش لكن بقي الصحفيون والنشطاء يعرون الاحتلال ويكشفون جرائمه التي يرتكبها من الشمال إلى الجنوب.

تحول المواطنون العاديون إلى صوت يصدح عبر منصات التواصل الاجتماعي يوثقون ما يجري في بيوتهم وأزقة حاراتهم وينشرون كلما تمكنوا من التقاط شبكة الانترنت، فدمائهم والأصوات التي تخرج من حناجرهم وحتى نظرات عيونهم كانت اقوى من الماكينة الإعلامية (الإسرائيلية) التي ضخت مليارات الدولارات لتبرئ نفسها أمام العالم لكن كشفت عورتها.

كيف انتصرت غزة معركتها الإعلامية أمام العالم؟

يقول الإعلامي والكاتب السياسي وسام عفيفة (للرسالة نت) إن (إسرائيل) تواجه تحديات إعلامية عديدة رغم استثمارها الكبير في التسويق لروايتهاـ مشيرا إلى وجود عدة عوامل تفسر هذا الفشل:

-              واقع الجرائم والاحتلال: الحقيقة الملموسة على الأرض، والتي تتضمن صور وأدلة على انتهاكات حقوق الإنسان والجرائم ضد المدنيين، يصعب إخفاؤها أو تزييفها مهما كانت الجهود الإعلامية، هذا الواقع يتسرب إلى العالم عبر وسائل التواصل الاجتماعي والشهادات المباشرة.

-              الوعي العالمي: تزايد الوعي العالمي بحقوق الإنسان والعدالة جعل الرأي العام أكثر انتقاداً للجرائم والانتهاكات، وأصبح من الصعب على (إسرائيل) تقديم رواية مقنعة تتجاهل أو تبرر هذه الانتهاكات.

-              التقنيات الحديثة: استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات الهواتف الذكية من قبل الفلسطينيين والجماعات المؤيدة لهم مكنهم من نشر الحقيقة بطرق مبتكرة وسريعة، مما أفشل محاولات (إسرائيل) في حجب الواقع.

-              المؤسسات الإعلامية الدولية: العديد من المؤسسات الإعلامية الكبرى والمستقلة تنقل الأحداث بموضوعية، مما يصعب على (إسرائيل) التلاعب بالرواية العالمية.

وفيما يتعلق بانعكاسات الفشل الإعلامي (الإسرائيلي) دولياً ذكر عفيفة أن له تأثيرات كبيرة عند ملاحقتها دولياً من ناحية زيادة الضغوط الدبلوماسية ودعم متزايد للفلسطينيين وتعزيز الدعوات للمحاسبة مع تصاعد الرأي العام ضد الانتهاكات.

أما عن نجاح الرواية الغزية أمام العالم، فيرجعه إلى المصداقية والشفافية عبر توثيق دقيق للوقائع، مما يزيد من مصداقيتها أمام الجمهور العالمي، بالإضافة إلى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، الفلسطينيون استطاعوا استخدامها بفاعلية لنقل الصورة الحقيقية للأحداث، مما حقق انتشاراً واسعاً وتأثيراً كبيراً.

وذكر أن الدعم الشعبي والعالمي ساهم أيضا بنجاح الرواية عبر نشرها على منصات مختلفة من قبل النشطاء والحقوقيين، بالإضافة إلى البساطة والتأثير العاطفي باستخدام قصص إنسانية مؤثرة تصل إلى قلوب الناس، مما يعزز من تأثيرها بالمقارنة مع الحملات الإعلامية الممولة.

بينما الفشل الإعلامي (الإسرائيلي) يرى عفيفة أنه يرجع إلى عدة عوامل تتعلق بالحقائق الميدانية والوعي العالمي والتقنيات الحديثة، مشيرا إلى أن هذا الفشل ينعكس بشكل كبير على (إسرائيل) دولياً، مما يزيد من الضغوط والدعوات لمحاسبتها على جرائمها.

وتجدر الإشارة إلى أنه لليوم 253 على التوالي يواصل جيش الاحتلال (الإسرائيلي)، عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أمريكية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.

وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة، إلى ارتقاء 37 ألفا و232 شهيدا، وإصابة 85 ألفا و37 آخرين، إلى جانب نزوح نحو 1.7 مليون شخص من سكان القطاع، بحسب بيانات منظمة الأمم المتحدة.

 

 

 

متعلقات

أخبار رئيسية

المزيد من تقارير

البث المباشر