مختص يكشف..

نتائج غير مسبوقة لحركة المقاطعة على الاقتصاد (الإسرائيلي)

الرسالة نت- رشا فرحات

إصرار غير مسبوق على المقاطعة الاقتصادية للاحتلال وكل الشركات التي تعمل على دعمه، حملات إلكترونية قام بها أفراد، جعلت الآخرين يخجلون من ابتياع أي من المنتجات المقاطعة، بل وجعلت الباعة في كثير من المتاجر يعرضونها على استحياء،  بعد أن شهدت الأسابيع القليلة السابقة دعوات كثيرة من شباب لديهم الإصرار على المواصلة، ما حققت نتائج كبيرة يمكن أن يلاحظها العابر سريعا وكلما تصاعدت وتيرة الإبادة على قطاع غزة، تصاعدت معها وتيرة المقاطعة.

في هذا التقرير تقرأ الرسالة نت أهم نتائج الحركة بعد تسعة أشهر من حرب الإبادة التي يمارسها الاحتلال على غزة، و بعد أن طالت الدعوات عدداً من أشهر العلامات التجارية العالمية التي تحظى بشعبية واسعة في الأسواق العربية مثل ماكدونالدز، وستاربكس، وبيبسي، وكوكاكولا، خاصة بعد إعلان العديد منها موقفه الداعم لإسرائيل.

وتعرضت سلسلة "ماكدونالدز" بشكل خاص لحملة عنيفة بعد إعلان فرعها في (إسرائيل) عن توزيع آلاف الوجبات المجانية للجيش الإسرائيلي، وهو الخبر الذي كان له الأثر الكبير على المتابعين العرب، فبدأت حملة مقاطعة منظمة ومكثفة بعد أن تفاخر المطعم المشهور بتقديم الطعام لجنود الاحتلال في وقت يُحرم فيه سكان غزة من الطعام.

وهكذا جاءت النتائج سريعة، ففي مارس 2024، اضطرت شركة ماكدونالدز الأمريكية العملاقة للوجبات السريعة إلى إسقاط دعوى الترهيب التي رفعتها ضدّ مجموعة المقاطعة في ماليزيا (BDS Malaysia)، متهمة المجموعة بـ "التشهير"، فيما أعلن المدير المالي للشركة أنها فشلت في تحقيق مبيعاتها المستهدفة لأول مرة منذ سنوات، مضيفاً أن: "المبيعات الدولية ستنخفض تباعاً في الربع الحالي، مما أدى إلى انخفاض أسهم الشركة 2% في التعاملات المبكرة".

كما قالت شركة "نستله" المعروفة إنها أغلقت مؤقتاً أحد مصانع إنتاجها في (إسرائيل) “كإجراء احترازي”، لتصبح أول شركة عملاقة للمنتجات الاستهلاكية تعلن عن رد على الصراع هناك.

وقد أعلنت شركة الألبسة الرياضية الألمانية (PUMA) في ديسمبر 2023 أنها لن تجدد عقدها مع الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم الذي ينتهي بنهاية عام 2024، ويمثل القرار رضوخاً لضغوط حركة المقاطعة (BDS).

وقد اعتبر محمود نواجعة عضو حركة المقاطعة الفلسطينية BDS  أن المقاطعة هي شكل من أشكال الدبلوماسية الاقتصادية في التعبير وتؤثر على قرارات الشركات بشكل ملحوظ، وكان لها الأثر الأكبر في حرب الإبادة على غزة.

ويضيف نواجعة  عن أثر المقاطعة الاقتصادية على الاحتلال: ( أنه و وفقاً لتقرير للأمم المتحدة، شكلت حركة مقاطعة إسرائيل BDS عاملًا رئيسيًا في انخفاض الاستثمار الأجنبي المباشر في الاقتصاد الإسرائيلي بنسبة 46% )

كما يضيف ووفقا للتقارير الصادرة عن حركة المقاطعة: انسحبت الشركات الأوروبية الكبرى فيوليا Veolia وأورانج Orange وسي آر اتش CRH من السوق الإسرائيلي بعد حملات قويّة ضدّها لتورطها في الانتهاكات الإسرائيلية.

بل وأقدمت "فيوليا" على بيع استثماراتها الإسرائيلية وأنّهت دورها في مشاريعها الخاصة بالبناء في المستعمرات الإسرائيلية بعد ضغط نشطاء حملات المقاطعة حول العالم على المجالس المحلية لإلغاء عقودها مع الشركة، والتي فاقت قيمتها 20 مليار دولار.

ووفقا للموقع الرسمي لحركة المقاطعة الفلسطينية فقد أقدم مستثمرون دوليون، بمن فيهم الكنيسة المشيخية في الولايات المتحدة والكنيسة المنهجية، وصندوق التقاعد الهولندي  PGGM وحكومات النرويج ولوكسمبورغ ونيوزلندا، على سحب استثماراتهم من شركات متورطة في الانتهاكات الإسرائيلية للقانون الدولي.

 كما أقدمت بنوك خاصة أوروبية كبرى، من ضمنها بنك نوريدا ودانسكي، وأثرياء، بمن فيهم  جورج سوروس وبيل غيتس، على سحب استثماراتهم من الشركات التي تستهدفها المقاطعة.

كما وقد أعلن ثاني أكبر صندوق استثماري في النرويج، Storebrand، سحب استثماراته البالغة 141 مليون دولار بالكامل من شركة IBM بسبب تزويدها إسرائيل بقاعدة بيانات بيومترية "تستخدم لتنفيذ الأبارتهايد" و"التمييز والفصل ضد الفلسطينيين على حد قول نواجعة".

وتعتبر IBM مساهماً رئيسياً في جهاز المراقبة والأمن الإسرائيلي، وتمدّ العدو الإسرائيلي بتقنيات للتنكيل بالفلسطينيين وملاحقتهم ودعم الإبادة الجماعية في قطاع غزة المحتل والمحاصر.

والتزاماً بقرار محكمة العدل الدولية، وبعد ضغوط من تحالف شعبي تشارك فيه مجموعة المقاطعة في اليابان (BDS Japan)، أنهت شركتا (Nippon Aircraft Supply) و(Itochu Aviation) اليابانيتان عقدهما مع شركة (Elbit Systems) الإسرائيلية لتصنيع الأسلحة.

ويرى نواجعة أن نتائج المقاطعة تسير بشكل منتظم ومتطور تدريجيا لأن الضغوط الاقتصادية أثرت فليا وبشكل سلبي على نشاط الشركات الأجنبية، ومن ثَمَّ على حكومات الدول، ودون شك، ازدادت فاعلية حملات المقاطعة مع انتشار خدمات الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، كما يلفت إلى أنه ولتحقيق نتيجة أكبر في حملات المقاطعة يجب التركيز على عدد محدد من الشركات المتورطة والداعمة للاحتلال والعمل على دعم مقاطعتها وفضح مشاركاتها في دعم الاقتصاد الإسرائيلي.

البث المباشر