قائد الطوفان قائد الطوفان

تقرير | تفشي المجاعة في شمال غزة يفضح خدعة الرصيف العائم

صورة من الأرشيف
صورة من الأرشيف

الرسالة نت- خاص

أحاديث كثيرة روّج لها الإعلام الغربي عن تدشين الرصيف البحري العائم قبالة سواحل غزة، بتمويل من الإدارة الأمريكية، كما نشرت بيانات رسمية من البيت الأبيض عن أهمية الرصيف البحري في إيصال المساعدات للمواطنين في غزة، في ظل تجاهل كامل للمعابر البرية التي يغلقها الاحتلال الإسرائيلي بالكامل.

بالمقابل، ترى الفصائل الفلسطينية أنّ الرصيف العائم كذبة إنسانية باعت من خلاله الإدارة الأمريكية الوهم للرأي العام العالمي، كما أن الإدارة الأمريكية "استخدمته كغطاء لتجميل موقفها المنحاز والشريك للاحتلال في عدوانه على القطاع، وإظهار أنّ لها جهوداً ميدانية للتخفيف من وقع الكارثة الإنسانية التي يعاني منها أكثر من مليوني إنسان داخل غزة.

حذّرت الفصائل، في بيانات منفصلة من المغزى من الرصيف العائم وعدم فاعليته، مؤكدةً أن أي مساعدات يجب أن تمر عبر المعابر التي تغلقها إسرائيل.

** خدعة تتكشف

على المستوى الشعبي، يؤكد المواطن شادي عبد الغني من مخيم الشاطيء غرب مدينة غزة، أن حالة المجاعة التي تضرب شمال غزة، تفضح الإدارة الأمريكية التي تغنّت في الرصيف البحري منذ شهور.

وقال عبد الغني في حديث لـ "الرسالة نت": "إدارة بايدن التي تمد إسرائيل بأنواع السلاح كافة لقتل أطفالنا وتدمير بيوتنا، تحاول الترويج أن مصلحتها حماية المدنيين وتقديم المساعدات لها، ولكن لم يعد ذلك ينطلي على أحد".

وأضاف: "لا يمر أسبوع دون أن نسمع عن تفكيك الرصيف وإصلاحه بحجة الطقس السيء، رغم أننا في فصل الصيف والجو معتدل ولا نعيش أعاصير حتى يسوء حال الرصيف".

وتساءل عن موقف الإدارة الأمريكية من حالة المجاعة التي يعيشها سكان شمال غزة مجددا، ولماذا هذا الصمت الكامل عمّا يحدث؟

في حين، يقف المواطن معاذ المصري، عاجزًا أمام رضيعيه التوأم محمد وسيلا، دون مقدرته على توفير الحليب لهما.

ويقول المصري، إن شح الحليب بالأسواق وارتفاع سعره يجعلنا نعيش أوضاعا مأساوية في محاولة توفيره والبحث عن المال لأجل ذلك.

وذكر أن حالة المجاعة تزداد يوما بعد الآخر في شمال غزة، في وقت لا يجد المواطنون ما يأكلونه، ويفتقد الأطفال طعامهم بشكل يؤثر على وضعهم الصحي، ويدخلهم في سوء التغذية.

** كذبة إنسانية!

إسماعيل الثوابتة، مدير المكتب الإعلامي الحكومي، أكد عدم جدوى الرصيف الأمريكي العائم.

وقال الثوابتة في حديث لـ "الرسالة نت": "لم نلمس أي مساهمة جدية للرصيف منذ تدشينه قبل أشهر، للتخفيف من كارثية الواقع الإنساني داخل قطاع غزة، فلم يمر عبره منذ إنشائه سوى عدد محدود جدا من الشاحنات لا يتجاوز 120 شاحنة".

وأضاف: "هذا الرصيف العائم كذبة إنسانية باعت من خلاله الإدارة الأمريكية الوهم للرأي العام العالمي، واستخدمته كغطاء لتجميل موقفها المنحاز والشريك للاحتلال في عدوانه على شعبنا، وإظهار أن لها جهودا ميدانية للتخفيف من وقع الكارثة الإنسانية التي يعاني منها أكثر من مليوني إنسان داخل غزة".

وتابع: "لو كانت الإدارة الأمريكية جادة في توجهاتها للتخفيف من وقع الكارثة الإنسانية، وصادقة في نواياها لمساعدة شعبنا، لضغطت على الاحتلال لفتح المعابر البرية وضمان دخول آلاف شاحنات المساعدات المكدسة بالجانب المصري".

وحمّل الثوابتة، الولايات المتحدة إلى جانب الاحتلال تداعيات الكارثة الإنسانية التي يعيشها شعبنا جراء العدوان وعدم إدخال المساعدات وظهور مؤشرات المجاعة في مختلف مناطق القطاع، سيما في شمال غزة.

وفي تقارير سابقة، أشار المكتب الحكومي إلى، أن الولايات المتحدة  تواصل إمداد الاحتلال بالسلاح منذ بدء حرب الإبادة بأكثر من 200,000 صاروخ وقنبلة يزن بعضها 2000 رطل من المتفجرات، ويستخدمها الاحتلال في إبادة أحياء سكنية كاملة، راح ضحيتها حتى الآن أكثر من 35,000 شهيد وأكثر من 79,000 جريح إضافة إلى 10,000 مفقود.

وتابع: "نشكك في نوايا الإدارة الأمريكية التي تعمل على إدارة حرب الإبادة الجماعية واستمرارها، وتُشكِّل جدار حماية وإسناد للاحتلال "الإسرائيلي"، وتواصل دعمه بشكل مطلق للاستمرار في حربه ضد المدنيين.

وأوضح أن، الرصيف المائي العائم لا يُغطي حاجة شعبنا الفلسطيني من الغذاء، ففي ظل سياسة تجويع 2,4 مليون إنسان في قطاع غزة، بينهم 2 مليون نازح يعيشون على المساعدات اليومية، ويحتاجون إلى أكثر من 7 ملايين وجبة طعام يومياً؛ فإن ما سيقدمه لن يكسر المجاعة ولن يغطي هذه الحاجة الهائلة لأهلنا وشعبنا في قطاع غزة، بل سيعطي الاحتلال فرصة لتمديد هذه الحرب التي أكلت الأخضر واليابس.

وطالب المكتب الحكومي، بفتح المعابر البرية بشكل فوري وعاجل وإدخال المساعدات المختلفة والوقود منها، كما ونعرب عن بالغ استغرابنا من استحضار حلول ترقيعية وجزئية والالتفاف عن الحلول الحقيقية للأزمة الإنسانية العميقة في قطاع غزة والتي مازالت تضرب المدنيين بكل قسوة.

وأثيرت العديد من الشكوك حول الأهداف الخفية للرصيف الأمريكي، وكان أخرها ما ذكرته وسائل إعلام عبرية أن شاحنة دخلت من منطقة الرصيف الأمريكي العائم ظهرت وكأنها قافلة مساعدات ترافقها سيارة مدنية تسللتا من غرب منطقة النصيرات إلى منطقة السوق المركزي وهناك بدأت المجزرة الإسرائيلية.

وتظهر صور دخول السيارات المدنية بحماية من دبابات إسرائيلية المناطق الغربية لمخيم النصيرات، في الوقت الذي شنت فيه الطائرات الحربية الإسرائيلية سلسلة غارات غير مسبوقة استهدفت المخيم ومناطق متفرقة وسط القطاع، وخلفت حتى اللحظة استشهاد أكثر من 270 فلسطينيًا وعشرات المصابين.

وفي هذا الصدد يشير المحلل بسام المناصرة إلى أن من أهداف إنشاء الميناء العائم (الذي أقامه الجيش الأميركي) والذي تم توظيفه في عملية النصيرات، وقد تم إعلان إعادة صيانته قبل يومين، إلى أنه تم توظيفه لتدشين هذه العملية، ما يعني شراكة أمريكية كاملة في التخطيط والتنفيذ؛ ولعله يفتح مساراً جديداً للمقاومة الفلسطينية في التعامل الواضح والمعلن مع هذا الميناء بعد أن كان الأمر ظاهره إغاثياً دون إثبات عكس ذلك (أمام المجتمعات)، وهي فرصة ثمينة لكشف ادعاءات إدارة بايدن وتعريتها.

البث المباشر