قائمة الموقع

المقاومان همام وحارث.. شقيقا الدم والشهادة

2024-07-07T13:05:00+03:00
الضفة المحتلة- خاص الرسالة نت

(يمه ارضي عني أنت وأبوي، بحبك يمه كتير كتير، أنا متصاوب، ديروا بالكم على حالكم، أشهد بالله أنكم ما قصرتوا، كفيتو ووفيتوا، أنا متصاوب وبلفظ بأنفاسي الأخيرة، أمنيتي كانت ما أموت إلا لما أخذ منهم، أقل اشي أخذنا ثلاثين واحد منهم، ادعولي يابا، أدعيلي يمه، ارضوا عني، أشهد أن لا اله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله، اصبروا وصابروا، وقل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا).

هذه كانت رسالة صوتية أخيرة من همام بعد اشتباك خاضه هو وشقيقه حارث، وآخرين من أبطال جنين، التي كانت شقيقة غزة منذ بداية الحرب.

رسائل الشهداء لا تأتي بصوت مرتجف، كان صوت همام ثابتا قويا وهو يهاتف أمه و يقول: الله ينتقم من كل متخاذل وكل جاسوس" بينما أصوات الرصاص حوله تعلو وهو يكمل حديثه بثبات أكبر، يحاول أن يهدئ من روع أمه التي يخاف على قلبها أن يحترق من بعده، ويحلفها بأن تكون على ذلك القدر من الثبات، ويضيف وكأنه يواسيها في فقدها الكبير :" الحمد لله رب العالمين، حنموت شهدا يوم الجمعة، أنا صليت الفجر، وقرأت الكهف".

لم يتلق همام ردا من أمه، كانت دموعها ردا كافيا، وأصوات أنفاسها المتقطعة تغني عن العبارة، وكأنها لا تجد الكلمة المناسبة لرهبة المشهد الأخير.

ثم غاب صوت همام كما غاب صوت حارث قبله بدقائق، وكان يردد في آخر أنفاسه:" الله يرحمك يا حارث، وهو يغالب وجع إصابته البالغة، يئن ويوصي أمه وأباه بأن يثبتوا، ويلتزموا بالدعاء له ولشقيقه، ويوصي شقيقه الأصغر على والديه، يئن لحظة ويقوى لحظة على الأنين، ثم يستغفر كثيرا ويعود إلى أمه ويطلب منها الثبات، ثم ينطق الشهادة الأخيرة وهو يقول: بحبكم"

بعدها انسحب جيش الاحتلال الإسرائيلى، كان ذلك اليوم الجمعة، في مدينة جنين بعد 4 ساعات من سلسلة اقتحامات واشتباكات، أسفرت عن استشهاد 7 فلسطينيين بينهم الشقيقان حارث وهمام،  فيما أصيب آخرون بجروح خطرة، وذلك وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية.

كانت قوات خاصة من جيش الاحتلال اقتحمت المدينة وحاصرت منزل المواطن أسعد حشاش، في حي «حرش السعادة» غرب المدينة، واشتبكت مع الشباب المحاصرين في المنزل، بل وقصفت المنزل المحاصر بعدة قذائف «أنيرجا» وأطلقت صوبه الرصاص الحي، وطالبت بمكبرات الصوت أحد الشبان بتسليم نفسه، كما نشرت قناصتها على أسطح المنازل، حيث أظهرت صور ومقاطع فيديو، دخان يتصاعد من المنزل المحاصر بعد اشتعال النيران فيه جراء القصف.

استشهد حارث مع خمسة آخرين، وظل همام يقاوم حتى النفس الأخير .

ولاحقا كانت والدة الشهيدين مزهوة ببطولتهما:" رفعوا راسي، كان حارث يردد: لن أسلم نفسي، سأموت شهيدا، وأنا أدافع عن شرفي وعن الأقصى، لن أسمح لهم بأن يقتلوني في السجن، سأظل مع همام، لن أتركه وحده، نخرج معا أو نستشهد معا".

وتضيف:" لقد أطلقوا على أبنائي كل أسلحتهم، ثم حرقوا البيت، همام ظل حيا وهاتفني، كان مصابا بصدره وقدمه، اللهم ارفع درجاتهم في عليين كما رفعوا رأسي، لقد خسرت أبنائي، وقلبي فيه غصة، لا أريد أن أرى أبنائي محروقين، وقد انهرت كأي أم حرقة على أبنائي، لكنني سعيدة وفخورة بهم."

اختطفت قوات الاحتلال جثمان همام لاحقا، بينما انتشل الهلال الأحمر جثمان حارث من تحت أنقاض المنزل، تفرقت الأجساد، لكن أرواحهم ترافقت صاعدة إلى جنات النعيم.

اخبار ذات صلة