قائمة الموقع

خاص| محمد بهار.. نهشته الكلاب ولم يرحم الجنود إعاقته

2024-07-11T17:57:00+03:00
الرسالة نت

غزة- رشا فرحات 

لم تكن والدة محمد بهار (24 عاما) تعلم وهي تجلس بجانبه بأنه سيكون شهيدها التالي بعد استشهاد والده باثني عشر عاما، كانت تخاف على أخوته من جنود الاحتلال، وإذا بهم يستهدفون ابنها المعاق (متلازمة داون) والذي لم يكن يعلم ما الذي يدور حوله منذ تسعة أشهر، بل ويعتمد عليها في كل تحركاته، ولا ينتقل من جانبها خوفا وبحثا عن الأمن في أحضانها.

لا زالت كلمات محمد وضحكاته تملأ أرجاء خيالاتها، وصرخاته تلك الليلة تقطع عليها كل الذكريات الجميلة، ففي بداية هذا الشهر حينما اجتاحت قوات الاحتلال حي الشجاعية للمرة الثالثة، ظلت العائلة في المنزل، محتجزة لأسبوع كامل، ربما لم يكن لديهم تصور لحجم الوحشية التي طالت المدنينن العزل.

ترجل الجنود في منتصف الليل واقتحموا المنزل بعد تحطيم الباب، وسبقتهم كلابهم إلى الداخل، كانت الأم تجلس محتضنة محمد بجانب أخوتهم وزوجاتهم مع عشرة أطفال آخرين.

يحكي شقيقه جبريل بهار القصة:" كانت تخاف أمي على أولادها من الاعتقال أو الاستهداف، وإذا بالكلاب تهجم على جسد محمد دون الجميع، وصرخاته تعلو، فسحبوه من بين الكلاب التي نهشته بدون رحمة، واقتادوه إلى غرفة أختي الصغرى وهو ينزف ويصرخ، وأمي تستجدي الجنود بأن يعيدوه إليها".

"ظل محمد يصرخ في غرفة مجاورة خلف الباب المغلق، فأحضر الجنود طبيبا كان برفقتهم ليدخل ويراه، وبعد دخول الطبيب بدقائق، توقفت أصوات أخي فجأة، خرج الجنود بعدها وطلبوا من أمي بعد اعتقال شقيقي سيف وأدم بأن تخرج برفقة النساء والأطفال، وأغلق الجندي الباب ودفعها إلى الخارج وهي تطلب منه أن يعيد لها محمد الذي لم تعد تسمع صوته، وكان يرد: لا يوجد محمد." يضيف جبريل: أعتقد أن هذا الطبيب قد أعدم أخي بطريقته.  

خرجت الأم مع بناتها وأحفادها بين إطلاق النار، وتحصنوا في بيت آخر في الشجاعية، وبعد ساعات وتحت وابل الرصاص والقنابل استطاعت الوصول إلى بيت ابنها جبريل  الذي يسكن خارج الشجاعية.

يضيف جبريل بهار في حديثه مع الرسالة: "تواصلت مع الصليب الأحمر، استنجدت بهم مرات كثيرة ليدخلوا وينجدوا أخي أو يعودوا لنا بأي خبر عنه، كانت أمي تحترق كل يوم ولا زال لديها أمل بأن تجده حيا".

ويكمل بهار:" اليوم وبعد سبعة أيام من ذلك الحدث استطعنا أن نتسلل إلى الشجاعية، وصلت إلى بيتنا في شارع النزاز برفقة أبناء عمي، ووجدنا ما تبقى من جثمان أخي محمد وآثار الدماء التي تملأ البيت، كان جسده متحللا".

انتشل الدفاع المدني جثامين ستين شهيدا من حي الشجاعية وكان معهم الشاب محمد، طيب القلب، ابن الشهيد، الذي عاش يتيما ومات شهيدا.

اخبار ذات صلة