تقدير أولي حول مذبحة خان يونس

أمير مخول

عملية ابادة شعب، ومسعى ابادة سياسية لاي افق للحل ولاحتمالات الصفقة وطبعا بذخيرة امريكية فائقة القوة التدميرية، ام نقطة فارقة تتيح بعضا من التراجع الاسرائيلي في الحرب على غزة.

هل سينجح نتنياهو في ادارة لعبة خربطة الاوراق؟ لا يبدو الامر كذلك. صحيح ان ابرام الصفقة منوط به حكوميا، الا انه يفقد السيطرة على ادارة مجريات الامور، ويقف امام خيار اما انفجار اقليمي متدحرج او اللجوء الى صفقة يحاول استبعادها، والتي لا يستطيع تجاوز الحسم فيها.

اسرائيليا لا يوجد اي اكتراث لمصير الغزيين النازحين في الخيام الذين تحولوا بلحظة الى اشلاء، بل ان محور الجدل هو اذا ما كان الاستهداف قد نجح ام لا. في المقابل يسود القلق الحقيقي عائلات الاسرى والمحتجزين في غزة، والذين يتخوفون من ان الاستهداف الاسرائيلي قد اودى بحياة ذويهم من الاسرى والمحتجزين مع التنويه بعدم صدور اي صوت في هذا السياق ضد استهداف المدنيين.

قد يعرض نتنياهو المجزرة على انها صورة الانتصار، في حال ان الاحتلال استهدف فعلا محمد ضيف وكل المحيط السكاني في المنطقة المبادة، وقد يدفع هذا الى التسريع بالصفقة متسلحاً بهذه "صورة انتصار" ولتفادي نتائج وتداعيات مجزرة خان يونس، وقد يدفع نحو التصعيد في استهداف قيادات حماس في غزة والخارج كما اعلن مؤخرا وزير الأمن غالنت.

هذه المجزرة الرهيبة تكشف زيف مسرحية الخلاف الامريكي الاسرائيلي بصدد الذخيرة الامريكية واستخدامها ضد المدنيين الفلسطينيين في "المناطق الآمنة"

استراتيجيا هناك نقاش اسرائيلي خلافي بصدد استهداف القيادات العسكرية في غزة وفي لبنان، ومدى الجدوى والخطأ الاسرائيلي الجوهري القائمة على الاستعلائية وبأن الفصائل والمنظمات المقاتلة هي مجموعات من الافراد وليست منظومات متكاملة. كما يءكد معظم من يخوضوا هذا النقاش بأن اسرائيل تدفع ثمنا عسكريا على ذلك وتتورط اكثر على المستوى الاستراتيجي، وهناك شبه اجماع بأن سياسات التفيات اشكالية من حيث المردود.

هل ستدفع المجزرة المجتمع الدولي الى التدخل الفعلي لوقف الحرب وانقاذ حياة الفلسطينيين؟ لا يبدو الامر كذلك.

البث المباشر