تخدع العالم بعقوبات وهمية

من تحت الطاولة.. أمريكا تدعم إرهاب المستوطنين

الرسالة نت

الضفة المحتلة- خاص الرسالة نت 

كشفت وكالة أسوشيتيد برس وموقع شومريم الإسرائيلي، أمس الثلاثاء، أن المجموعات الاستيطانية التي تعطل وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة قد تلقت أموال تبرعات من الولايات المتحدة و(إسرائيل)، وإحدى هذه المجموعات، التي اتهمت بنهب وتدمير المساعدات، قد جمعت أكثر من 200 ألف دولار من المتبرعين، حسبما أظهرت السجلات العامة ومواقع جمع التبرعات عبر الإنترنت.

هذه التبرعات شجعتها  كل من أمريكا و(إسرائيل) من خلال إعفائها من الضرائب، والذي يتعارض مع التزامات الولايات المتحدة و(إسرائيل) المعلنة بالسماح بإدخال كميات غير محدودة من الطعام والماء والدواء إلى غزة. ويعد الاستمرار في التبرعات حتى بعد فرض الولايات المتحدة عقوبات ضد إحدى هذه المجموعات دعمٍ غير مباشر لها.

أشهر هذه المجموعات هي ما تسمى بــ "مسيرة الأمهات"، التي جمعت ما يعادل أكثر من 138000 دولار أمريكي عبر مواقع إسرائيلية وأمريكية متخصصة بجمع التبرعات، بطرق غير مباشرة .

وجمعت مجموعة ثالثة تُدعى "تساف 9" أكثر من 85,000 دولار من قرابة 1,500 متبرع في الولايات المتحدة و(إسرائيل) عبر مواقع أمريكية.

وكانت الولايات المتحدة قد أصدرت أمر عقوبات اُتهمت فيه منظمة "تساف 9" بإغلاق الطرق بالقوة، وإتلاف شاحنات المساعدات، وإلقاء الإمدادات على الطريق. وفي مايو الماضي نهب أعضاء المنظمة الشاحنات، وأحرقوا جزءا منها أثناء توجهها إلى قطاع غزة . 

ومن الواضح والجلي أن هناك تضاربا في الموقف الأمريكي تجاه إرهاب المستوطنين، رغم أنه يضر بصورة الولايات المتحدة في العالم ومصداقيتها كوسيط في عملية التسوية والمفاوضات الدائرة اليوم لوقف الحرب على غزة .

نور عودة كاتبة ومحللة سياسية فلسطينية تقول إن وجود المستوطنين بحد ذاته هو اعتداء على الحق وعلى القانون الدولي وخطوة العقوبات الأمريكية كبيرة بالنسبة لـ(سرائيل) التي اعتادت على الدعم المطلق من الولايات المتحدة.

ولكن وجود المستوطنين في الحكومات الإسرائيلية ممن يشجعون عمل المستوطنين وإجرامهم هي خطوة مضحكة، وخلال ثلاثين عاما تعودنا على الدلال الأمريكي لـ(سرائيل) وتساوي بين المحتل والشعب الواقع تحت الاحتلال وتطلب من هذا الشعب أن يقدم ولاء وطاعة للمحتل. حسب عودة 
الإرهاب الاستطياني هو مجرد أداة لتنفيذ ما تريده الحكومة وبالتالي هو ليس إخلال بالقانون، بل هو تنفيذ لسياسة الحكومة الإسرائيلية و750 ألف مستوطن مجرد وجودهم هو عنف بحد ذاته. وفق تأكيد عودة.

المحلل السياسي أمير مخول يؤكد أن الموقف الأمريكي أقل من اللازم ومتأخر جدا وهو ضد مستوطنين محدودين جدا ولكنه يحفز دول أخرى على فرض عقوبات وإخضاع (إسرائيل) للمساءلة.

وهناك تناقض حاد كما يقول مخول، مضيفا:  والولايات المتحدة تدرك أن المستوطنين جزء من الحكومة مثل سموترتش وهم الذين يسيطرون على كل الصلاحيات تجاه الضفة الغربية عسكرية ومدنية، ولديهم صلاحيات شبه مطلقة في الضم والتوسعة وهم يتواصلون دون اكتراث لأي موقف أمريكي أو غير أمريكي.

ويلفت مخول بأن تأثير هذه العقوبات محدود جدا، ولكنها تفتح المجالات لدول أخرى خاصة الأوربية لأخذ موقف مشابه، والتبرعات التي يعلن عنها هي تبرعات أمريكية غير مباشرة وغير رسمية بل هي تبرعات من جماعات دينية متغولة في المجتمع الأمريكي مثل تبرعات جفرياس الذي يدعم مؤسسة كوهيلت اليهودية .

التحول الأكثر خطورة من وجهة نظر مخول هو تحويل الممولين لــ 250 مليون دولار لدعم الحملة الانتخابية لترامب بشرط دعمه لمشروع الضم وهذا ما يحدث الآن، فأقصى اليمين الإسرائيلي والأمريكي معنين بالضفة أكثر من غزة، فهي من حيث المفهوم الديني والعقائدي الأهم لمنع قيام الدولة الفلسطينية .

لذلك فإن التمويل الأمريكي هو مسيرة متكاملة منذ بداية المشروع الاستيطاني وغالبية المبادرين هم يهود أمريكا الداعمين للمشروع الصهيوني، وهي ليست جديدة بل هي جزء من الوضع القائم منذ أكثر من خمسين عاما، على حد تعبير مخول.

البث المباشر