قال محمد انشاصي المحاسب في شركة عبد السلام ياسين لتحلية المياه شمال قطاع غزة إن السكان يعانون من حرب تجويع وتعطيش بعد توقف كل محطات التحلية في غزة والشمال بسبب ارتفاع أسعار الوقود وقلته في السوق السوداء.
وذكر أن محطته أعادت العمل منذ يومين بعد تمكنها من توفر كميات من الوقود من السوق السوداء تكفي للعمل لأربعة أيام فقط، موضحا أن سعر لتر السولار وصل في شمال قطاع غزة إلى 85 شيكلا أي قرابة 15 ضعف سعره الطبيعي.
وأكد انشاصي أنهم طالبوا منذ بداية العدوان المؤسسات الدولية بتزويد محطات التحلية بالسولار في شمال القطاع وخاصة والمحطات الكبرى التي تساهم في تغذية مناطق واسعة إلا أن ذلك لم يحدث، مبينا أن كل اعتماد المحطات من بداية العدوان على السولار من السوق السوداء.
وبين العامل في المحطة الوحيدة التي لازالت تعمل جزئيا في شمال القطاع أنهم يعملون لأربع ساعات يوميا بعد أن كانت المحطة تعمل على مدار الساعة.
ولفت انشاصي إلى أن محطتهم كانت تنتج 2 مليون لتر من المياه الصالحة للشرب يوميا، فيما لا تتجاوز الكميات الآن الـ600 ألف لتر وهي كميات غير كافية لشمال القطاع .
وبين أن مشروع الطاقة الشمسية التي كانت تعتمد عليه المحطة جرى حرقه من قبل الاحتلال، محذرا من أن توقف المحطة يعني موت شمال القطاع عطشا.
ووفق انشاصي فإن إنتاج الكوب كان يكلف المحطة ما قبل العدوان 4 شواكل ونصف ويباع للموزع ب6 شواكل، ليصل للمواطن ب10 ، أما حاليا فإن الكوب بات يكلف المحطة 85 شيكلا ويباع للموزع ب90 شيكلا ويصل المواطن بـ 200.
وشدد العامل في محطة ياسين إنهم ورغم إعلان توقف المحطات منذ ستة أيام إلا أن أيا من الجهات لم تتواصل معهم ولم تحرك ساكنا في القضية.
وكانت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) قد حذرت من انتشار مرض الكوليرا نتيجة اضطرار النازحين لتناول مياه غير صالحة للشرب.
وقالت بلدية غزة إن قوات الاحتلال الإسرائيلي تعمد في كل توغل لها على تدمير آبار وشبكات المياه.
وأوضحت في بيان لها أن الاحتلال ألحق أضراراً متفاوتة بــ 4 آبار مياه خلال توغله الأخير في مناطق شرق وجنوب غرب مدينة غزة ضمن العدوان المستمر منذ شهر أكتوبر الماضي.
وأكدت بلدية غزة أن هذا التدمير يزيد من أزمة المياه وحالة العطش التي تعيشها المدينة لاسيما خلال الأسبوعين الأخيرين إضافة لتوقف خط مياه ميكروت الوارد من الجانب الإسرائيلي والذي يغذي المدينة بسبب تدمير الاحتلال لأجزاء من الخط الناقل شرق الشجاعية خلال توغله في المنطقة.
وتسبب العدوان الإسرائيلي بتدمير واسع وكبير في البنية التحتية منها نحو 42 بئرا تدميرا كاملاً و16 بئراً بشكل جزئي وتدمير نحو 70 ألف متر طولي من شبكات المياه، حسب بيان بلدية غزة.
وتعيش مدينة غزة وشمالها أزمة مياه حقيقية حيث أن كمية المياه المتوفرة تقدر بربع الكمية قبل العدوان في أفضل الأحوال وهي تغطي 40% من مساحة المدينة فقط.