كيف يبدو روتين النساء النازحات في الخيمة؟

الرسالة نت - خاص الرسالة نت

لكل سيدة في حياتها روتين خاص، له علاقة بجمالها وعلاقاتها مع الآخرين، ويختلف روتين الصباح عن المساء، وروتين المناسبات الرسمية عن تلك العائلية.

وهنا يخطر في بالنا سؤال، كيف يبدو روتين السيدة الغزية على مدار أشهر تسعة، هي عمر الإبادة الجماعية المستمرة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين في قطاع غزة؟.

 تستهجن نظرات المواطنة أم عمر -وهي النازحة من حي الرمال بمدينة غزة إلى منطقة القرارة ما بين مدينتي دير البلح وخانيونس- هذا السؤال البديهي وتجيب باستغراب: "أي جمال وأي برستيج!" تتابع: "يبدأ صباحي تمام الساعة السادسة حين تقرع سيارة الماء الصالحة للشرب جرس الوصول، ليحمل كل من في المخيم جالوناته ويسابق الآخرين للوصول إلى مكان السيارة الذي يبعد ما يقارب الكيلو متر عن المخيم."

تضيف أم عمر -التي لم يرزقها الله بالذرية رغم مرور أربعين عامًا على زواجها- "اللي أصعب من طابور المي، هو الرجعة بجالونين المي مليانين للخيمة".

تشاركها الرأي المواطنة أم يامن النازحة من مدينة رفح قبل ما يقارب الشهور الثلاث، تقول: "لا روتين في الحرب، كلها طوارئ، لا وقت للماء الحلو، ولا موعد محدد لانتهاء طابور التكية، ولا نعرف متى سنستطيع الانتهاء من أكوام الغسيل الذي أرهق أيدينا بالدعك والفرك في بيئة الخيام الخالية تمامًا من النظافة.

تصفن المواطنة أم عمر للحظات ثم تستدرك.. "لقد حول (شحبار) الطهي على النار بشرتي إلى سمراء محترقة، لا مكان هنا لأقنعة البشرة وماسكات الشعر وحمام الزيت"، تتابع بسخرية "رمل البحر والشوب بديل لكل هالأمور".

هكذا حولت شهور الإبادة القاسية أيادي نساء غزة الناعمة إلى ما يشبه خشونة جذع زيتونة حاول الاحتلال اقتلاعها، فأنبتت زيتًا ومسكًا وعناقيد صبر وصمود.

البث المباشر