ضمن سلسلة الاستهدافات الممنهجة من قبل الاحتلال (الإسرائيلي) ضد الشخصيات الأكاديمية والمؤثرة في الشارع الغزي، كان الاستهداف الأخير اغتيال للباحث الإعلامي حيدر المصدر وهو نازح داخل خيمة في مستشفى شهداء الأقصى وسط قطاع غزة صباح اليوم.
منذ بداية معركة طوفان الأقصى، لعب الشهيد المصدر دورا بارزا في توعية الصحافيين والمواطنين أيضا بعدم الانسياق لرواية الاحتلال، وكان يشحذ الهمم ويؤكد أن النصر قادم.
كتب على صفحته منذ بداية الحرب على غزة وتحديدا في العاشر من ديسمبر 2023، أن هناك قوانين ترافق نصر الله للمستضعفين بدونها لا نصر وهي: محنة وجوع وعطش، قلة في العدد والعتاد، لا نصير ولا حليف، إيمان مطلق واحتساب، توكل مع تمام اليقين.
وجاء اغتيال المصدر بواسطة طائرة مسيرة (إسرائيلية)، استهدفته عن قصد وهو في خيمته داخل ساحة مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح وسط قطاع غزة.
وتأكيدا على الاستهداف المتعمد، جاء في صفحة "شاحار كليمان" العبرية: في خيمة بدير البلح، اغتيل فلسطيني يدعى حيدر المصدر أبو عبد الله، وهو إعلامي، ويبدو من المعلومات الأولية أن أبو عبد الله كان بمثابة مستشار استراتيجي ينشر التعليمات للصحفيين في غزة، ومن بين أمور أخرى كان يوصي بتجاهل المعلومات في وسائل الإعلام الإسرائيلية، وما إلى ذلك.
صحافيون ينعون زميلهم عبر منصات التواصل الاجتماعي
بمجرد أن وصل خبر اغتيال الشهيد المصدر، كتب الصحافي والكاتب السياسي أحمد الكومي على صفحته الفيسبوك:" يودع الإعلام الفلسطيني اليوم واحدًا من أهم النخب الإعلامية والإضافات النوعية والمتخصصة في مجال الدعاية السياسية والنفسية، الباحث المميز والأخ والصديق المجتهد "حيدر المصدر" المشهود له بعمق كتاباته ورجاحة رأيه واختصاصاته في دعاية العدو وأساليبها. إلى رحمة الله الحبيب أبو المجد. نلت بشرف مرتبة المجد".
أما نسرين الرزاينة وهي صحافية كتبت:" قيل عن حيدر المصدر: "إنه يعرف كيف يتلاعب بأذهان الإسرائيليين وهو في بيته كما يتلاعب بالماء داخل الكوب! يعرف قراءة وتحليل شخصيات وسلوك قادة الاحتلال كما يعرف نفسه."
في حين كتب الصحافي صالح مشارقة:" التنقيب الدعائي الإسرائيلي" هي النظرية التي كشفها الباحث حيدر ابراهيم صخر المصدر في الدعاية الاسرائيلية التي واكبت مسيرات العودة في غزة.
وتابع:" بشكل مبكر وفذ اكتشف حيدر كمين المعلومات الذي نصبه الاحتلال للناس في المظاهرات، وكيف لعبوا بهفوات المتظاهرين وعفويتهم، وأعادوا إنتاج دعاية ضدهم من مضامين نشروها، مضيفا: بشكل خاطف حلل حيدر مئات البوستات الأمنية الاسرائيلية وكشف عن Data mining تنفذها أجهزة دعائية متخصصة لكسر الرواية الفلسطينية.
ويذكر مشارقة أن لحيدر عسل السبق في بحث إعلامي تخصص في تنظيم صحافة المواطن الفلسطينية حتى لا تقع فريسة للإعلام الحربي، ولحيدر السبق في الدعوة الى سلاح "الوعي الفردي للفلسطينيين على شبكات التواصل"، كي لا يقتحم (الإسرائيليون) معلوماتهم ويعيدون توجيهها في دعاية فاشية تشيطن المقاومة وتجردها من الإنسانية.
وختم نعيه: يا حيدر الباقي فينا فكرة وجدلاً وبحثاً، سلاما (..) يا حيدر الطافح بالذكاء والجمال والحرية، وداعاً".
في حين تساءل رامي عبده الباحث الحقوقي ومدير مركز الأورومتوسطي لحقوق الإنسان قائلا:" ماذا يعني اغتيال الباحث والمختص في الدعاية الإسرائيلية حيدر المصدر"، ليجيب: يعني أن الاحتلال يحرص على تمرير روايته الدعائية والحفاظ على كل عناصر ومفاعيل حضورها، واستهداف كل من يعطل ذلك، لا تكن بوقاً للاحتلال ولا تتبنى روايته ولا تنساق مع دعايته حتى لو التقت في بعض مفاصلها مع وجهة نظرك.
وبعد ارتقاء الباحث والمختص في الشؤون الإعلامية حيدر إبراهيم المصدر يرتفع عدد الشهداء الصحفيين إلى (163 صحفياً وصحفيةً) منذ بدء حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة.