بسبب النزوح وسوء التغذية

الإجهاض والولادة المبكرة.. مخاطر تعصف بنساء شمال غزة

الرسالة نت - خاص الرسالة نت

تحيط المخاطر بالنساء الحوامل في شمالي قطاع غزة، فبسبب الجوع ونقص الأغذية، والنزوح المتكرر والخوف تعاني الأمهات من خطر الإجهاض والولادة المبكرة، كما لم يسلم الأجنة من تداعيات الحرب التي أكلت الأخضر واليابس.

وأدى استمرار منع الاحتلال دخول المواد الغذائية واللحوم والخضروات ومشتقات الألبان إلى شمال قطاع غزة لظهور أعراض الهزال والضعف لدى النساء الحوامل، مما ينذر بتدهور حالتهن الصحية ويعرض حياتهن للخطر الدائم.

***مخاطر بالجملة

وأمام استمرار العدوان تجد الحوامل أنفسهنّ في ظروف قاسية تهدد حياتهن وحياة أجنتهن حيث يصعب الوصول إلى المستشفيات لمتابعة الحمل، عدا عن عدم توفر اختبارات الدم أو التصوير الدوري للجنين للاطمئنان على وضعه الصحي.

تقول الأم هناء السيد الحامل في شهرها السابع أنها عانت من خطر الإجهاض لأكثر من مرة خلال حملها وأصيبت بنزيف استمر معها لأكثر من شهر بسبب النزوح مشيا على الأقدام.

وتشير الأم التي تقطن في معسكر جباليا إلى أنها لم تتمكن من فحص حملها إلى بعد الشهر الثالث بسبب الاجتياح الأول لمعسكر جباليا، فيما تعاني الآن من خطر الإجهاض مجددا بسبب النزوح الثاني وسوء التغذية والأعمال اليومية الشاقة.

وتشتكي هناء من غياب الفيتامينات والأدوية، موضحة أن فقدان الخضروات والفواكه والألبان زاد من حجم المشاكل لديها.

بدوره رصد أخصائي طب النساء والولادة الدكتور محمد الحلو العديد من المشاكل الصحية التي ظهرت على النساء الحوامل في شمال القطاع بسبب سوء التغذية، متسائلا هل يكفي المرآة الحامل تناول المعلبات والدقيق والزعتر فقط كغذاء متكامل يمكنها من إكمال حملها بسلام؟.

وقال الحلو إن الحوامل يعانين من الإجهاض والولادة المبكرة وانفصال المشيمة بسبب قلة الغذاء، مشيرا إلى أن التحاليل وأجهزة التصوير تظهر ضعف نمو الأجنة بسبب فقر الدم لدى الأمهات.

ونوه طبيب النساء والولادة إلى ارتفاع نسبة الإجهاض خلال الحرب، وعمليات الولادة المبكرة بسبب نقص الغذاء، لافتا إلى أن هناك نقصا في الفيتامينات والمكملات الغذائية في الصيدليات، وإن توفرت فإن أسعارها باهظة جدا وليست في متناول جميع الأمهات.

وزادت المجاعة وفق الحلو من نسب الولادة القيصرية لعدم قدرة النساء على خوض عملية الولادة بسبب ضعف الدم ونقص الأملاح والكالسيوم.

وذكر أن الكثير من المواليد يحتاجون لحضانات بعد الولادة بسبب نقص الوزن وضعف التغذية لدى الأم والتي تنعكس على الجنين، فيما تستمر المعاناة ما بعد الولادة بسبب نقص فيتامين د والكالسيوم وهو ما يؤدي لصعوبة في إرضاع الطفل بسبب شح الحليب.

***فقر غذائي

في السياق قالت منظمة "آكشن إيد الدولية"، إن هناك ارتفاعا في حالات الإجهاض بين النساء الحوامل في قطاع غزة.

وأوضحت المنظمة في بيان لها أن هذا الارتفاع الذي أكده الأطباء العاملون في أحد أقسام الولادة الوحيدة العاملة في غزة، يعود لنقص الغذاء، والضغط النفسي الناتج عن الخطر المستمر والنزوح الذي يؤثر سلبا على النساء الحوامل.

وبحسب المنظمة، الخاصة بالنساء والفتيات اللاتي يعانين الفقر، فإن أكثر من 95% من النساء في شمال غزة يعانون من فقر الدم، مشيرة إلى أن هناك العديد من العمليات القيصرية التي يتم إجراؤها، بهدف إخراج الأجنة التي ماتت في بطون أمهاتهم بسبب سوء التغذية.

ووفق منظمة الصحة العالمية فإن 95% من النساء الحوامل والمرضعات في غزة يواجهن فقراً غذائياً حاداً بسبب نقص الغذاء الكافي.

وبينت أن إمكانية الوصول إلى المنشآت الصحية صعبة إلى حد يجعل النساء الحوامل اللاتي يصلن إليها يطلبن إجراء عمليات قيصرية قبل أوانها خشية من عدم تمكنهن من وضع مواليدهن بأمان في وقت لاحق.

ويوجد حالياً أكثر من 50,000 امرأة حامل في غزة، مع توقع ولادة حوالي 180 امرأة يومياً.

البث المباشر