مجازر بشعة يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في حرب الإبادة التي يشنها على الفلسطينيين في قطاع غزة على مدار الشهور الماضية، بالوقت الذي يحاول فرض واقع جديد من خلال التوغل البري وشن عمليات عسكرية محدودة تستمر لأسابيع.
وخلال عملياته العسكرية المتجددة، يركز الاحتلال على استهداف المدنيين وتدمير البنية التحتية والمنشآت المدنية، وملاحقة النازحين الفارين إلى الأماكن الآمنة التي حددت لهم، فضلا عن تعمد استهدافهم أثناء لجوئهم إلى المستشفيات والمدارس.
وأعاد جيش الاحتلال اجتياح شرقي محافظة خان يونس قبل يومين، وذلك بعد ثلاثة أشهر من انسحاب الفرقة 98 من المدينة، والتي عملت على تدمير المدينة بشكل كبير جدًا.
إذ يرى محللون سياسيون، أن عودة جيش الاحتلال لشن عمليات عسكرية وتوغل بري لمناطق سيطر عليها في وقت سابق، ما هي إلا ورقة للضغط على المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها كتائب القسام من أجل تقديم تنازلات على طاولة المفاوضات.
وأجمع المحللون على أن استخدام القوة العسكرية المفرطة وارتكاب المجازر البشعة بحق المدنيين ينسجم مع الهدف الأساسي للحرب على غزة وتحويل القطاع لمنطقة غير قابلة للحياة.
وخلال لقائه مع رؤساء المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة اليوم الأربعاء، تطرق رئيس وزراء الاحتلال إلى أن المفاوضات حول صفقة تبادل أسرى مع حركة "حماس" تسير لكن بشكل أفضل عن السابق.. ومفتاح صفقة جيدة هو المزيد من الضغط العسكري عليهم". حسب قوله
** الضغط على المقاومة
ساري عرابي المحلل والكاتب الساسي اعتبر أن عودة جيش الاحتلال لشن عمليات عسكرية محدودة في مناطق سيطر عليها قبل ثلاثة شهور كخانيونس والشجاعية والزيتون، ما هي إلا محاولات للضغط على المقاومة الفلسطينية.
ويقول عرابي في حديث لـ"الرسالة"، :" إن الاحتلال كان صريحًا في هذا الأمر أنه سيسعى للضغط على حركة حماس من خلال القصف والتدمير واستهداف المدنيين".
ويضيف "هل تنجح هذه السياسة أم لا تنجح فهذه حرب، وللحرب أدوات وأفعال متعددة.. لكن الاحتلال استخدم هذه السياسة أكثر من مرة مع المقاومة ولم يحصل على نتائج".
ويشير إلى أن المفاوض الفلسطيني الممثل بالمقاومة يأخد بمحمل الجد جرائم الاحتلال بحق المدنيين في القطاع، لذلك هو يبحث عن اتفاق ينصف الفلسطينيين ولا يعطي الاحتلال إنجازا عسكريا يمكنه العودة لشن أي عدوان جديد على أبناء شعبنا في وقت مقبل".
واتفق المحلل السياسي سليمان بشارات مع سابقه قائلًا: "الاحتلال يحاول الترويج أن سياسة الضغط في الميدان ستنعكس على مطالب المقاومة السياسية وستجبرها على التراجع عن شروطها".
ويقول بشارات في حديث لـ"الرسالة"، " الاحتلال جرب هذه السياسة على مدار 10 شهور ولم تنجح في انتزاع أي تنازل عن شروط المقاومة.. ما لم تحصل عليه إسرائيل في الميدان ستفشل في الحصول عليه على طاولة المفاوضات رغم حرب الإبادة التي تشنها على غزة".
وتبع الاحتلال سياسة التجويع الممنهجة من خلال منع إدخال المساعدات إلى شمال قطاع غزة، بهدف تسريع نزوحهم إلى الجنوب، مما تسبب في مجاعة حقيقية لمن بقي هناك أدت إلى ارتقاء العشرات، وتعرض الآلاف منهم لسوء التغذية، وتفشي الأمراض.
** سلوك إجرامي
وبالعودة للمحلل السياسي عرابي، الذي يرى بأن جرائم الاحتلال ما هو إلا سلوك معتاد من اليوم الأول للحرب على غزة، وأن جرائم الاحتلال واستهدافه للمدنيين لم تختلف عن السابق.
ويلفت إلى أن الاحتلال يحاول من هذه الجرائم وتدمير غزة، إلى معاقبة المجتمع الغزي، وجعله يندم على دعمه للمقاومة وإدخال حالة اليأس للمجتمع، وهو يعبر عن غريزة الاحتلال الانتقامية والعدوانية تجاه الفلسطينيين.
* فشل إسرائيلي
كما يشير المحلل بشارات إلا أن تجدد العمليات العسكرية للاحتلال في مناطق سيطر عليها سابقًا، تشير إلى الفشل العسكري للاحتلال بالوصول لأهداف وتحقيقها مع كل عملية عسكرية، خاصة أنه يتكبد خسائر بشكل كبير مع كل عملية عسكرية ينفذها بنفس المنطقة.
ويقول بشارات في حديث لـ"الرسالة"، :" لذلك يلجأ الاحتلال لقصف المدنيين وشن الأحزمة النارية وتدمير المناطق السكنية، بهدف خلق حالة من التوازن في الميدان بعد تكبده خسائر فادحة جراء ضربات المقاومة الموجعة".
كما يرى أن العمليات العسكرية المتكررة، قد تكون رسالة من الجيش الإسرائيلي للمستوي السياسي الداخلي بأن العمليات العسكرية بدأت تراوح مكانها ولم تستطع تحقيق أهدافها العسكرية، حتى باستخدام القوة العسكرية الفرطة، لكن في نهاية المطاف لم نحصل على أهداف وضعها المستوي السياسي الإسرائيلي.
محللان للرسالة: ضغط الاحتلال العسكري بغزة اسلوب فاشل
الرسالة نت - خاص الرسالة نت