حزب الله ينشر مشاهد لقاعدة (رامات دافيد).. التوقيت والدلالات؟

الرسالة نت - وكالات

نشر "حزب الله" اللبناني، اليوم الأربعاء، مشاهد جديدة من حلقات مسيّرة "الهدهد 3"، وقال إنها لقاعدة "رامات دافيد" الجوية التابعة للاحتلال، التي تبعد نحو 50 كيلومترا عن الحدود اللبنانية الفلسطينية، وإن طائرة "الهدهد" المسيرة عادت بها أمس الثلاثاء.

وبحسب ما كتب الحزب في المشاهد التي بثّها للقاعدة فإنّها "الوحيدة في شمال فلسطين المحتلة، وتضم مجموعة من الاختصاصات الجوية". 

وأشار إلى أن القاعدة "تضم مقاتلات حربية ومروحيات قتالية ومروحيات النقل والإنقاذ ومروحيات الاستطلاع البحري ومنظومات حرب إلكترونية هجومية". 

ورصدت كاميرا "الهدهد" أيضًا وفق ما ذكر الحزب "مقر قيادة القاعدة الجوية ومنصات القبة الحديدية بجوارها وقبة الاتصالات ومرآب وأقسام الصيانة ومسكن الضباط وغيرها من المراكز التابعة للقاعدة الجوية". 

كما نشر الحزب في الفيديو صورة مموّهة الوجه لقائد القاعدة، لافتًا إلى أنه العقيد أ. الذي تسلم مهامه في تموز/ يوليو من عام 2022 وشغل مواقع قيادية سابقًا من بينها قائد السرب 101.

وفي هذا الإطار، قال الأكاديمي والخبير الإستراتيجي اللبناني، علي دربج، إن "المشاهد تظهر القدرة الفائقة التي تتمتّع بها المقاومة الإسلامية في لبنان، والتي باتت تسير وتتَّبِع تكتيك التدرّج بالكشف عن المعلومات، وأثبتت اليوم أنها قادرة بشكل فائق على المناورة في هذا السياق".

وأشار دربج في تصريح صحافي إلى أن "توقيت نشر المشاهد اليوم أتى تزامناً مع خطاب سفّاح العصر، رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي الفاشية، بنيامين نتنياهو، في واشنطن أمام الكونغرس الأميركي، حيث من المفترض أن يظهر فيه ما يسميّه هو بالإنجازات العسكرية، والتي نحنُ لا نراها إلا سفكاً للدماء، وهي لا تمت للإنجازات في القاموس العسكري الاستراتيجي بأيّ صلة، وخاصةً أن حركة حماس لا زالت حتى يومنا هذا توقع فيه الكثير من الخسائر".

ورأى دربج أن "ما جاءت به طائرة (الهدهد 3) إلى المقاومة الإسلامية في لبنان تحمل في طيّاتها الكثير من الرسائل والكثير من الأبعاد".

ولفت إلى أن "المشاهد تؤكّد على جاهزية المقاومة الإسلامية في لبنان للردّ على أيّ حماقة يرتكبها أو يفكر بارتكابها الاحتلال في لبنان".

وأضاف أن "المقاومة في لبنان تمتلك بنك معلومات هائل ومفاجئ للكيان الصهيوني الذي بات في حالة صدمة إزاء ما تمتلكه المقاومة من معلومات عنه وعن قدراته وممتلكاته العسكرية من مرافق ومنشآت وقواعد عسكرية استراتيجيّة".

وأشار إلى أن "توقيت نشر المشاهد أتى كذلك بعد قيام جيش الاحتلال الصهيوني بقصف ميناء الحديدة اليمني، وما تلاها من تصريحات وبيانات من قادة الكيان الصهيوني الذين خرجوا يتفاخرون بما قاموا به، ويحملون معه رسائل تهديد لبقية قوى محور المقاومة".

ولفت إلى أن "المقاومة تريد من المشاهد هذه نقِل رسالة إلى قادة الكيان الصهيوني بأنّ المقاومة تمتلك قدرات وإمكانيات قد تقلب الأمور رأساً على عَقِب، وهي بالتالي رسالة ردعيّة لكبح العدو الصهيوني من القيام بأيّ أمر شبيه بما حصل في اليمن".

واعتبر الخبير الإستراتيجي أن "اليد الطولى هي للمقاومة في التحكّم بالميدان والمعركة، على الرغم من الاغتيالات التي طالت الكثير من عناصر وقيادة المقاومة، وهي لا زالت تتطوّر قدراتها في تكييف عملها".

واعتبر أن "المشاهد تظهر الاختراق والنجاح الإستخباراتي الكبير للمقاومة في لبنان، وهي تأتي في ذروة الاستنفار الإسرائيلي الذي باتَ ينتظر الردّ اليمني، كما أنها تؤكد على أن المقاومة قادرة على شلّ حركة مطاراته واخراج أهم مطاراته عن الخدمة، كما أنها حققت نصراً إعلامياً ومعنوياً كبيراً في وجه الكيان".

هذا ويشهد جنوب لبنان منذ الـ8 من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، تبادلا شبه يومي لإطلاق النيران، بين "حزب الله" اللبناني، بالتعاون مع "كتائب القسام - لبنان" الجناح العسكري لحركة "حماس"، و"سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي"، و"قوات الفجر" الجناح العسكري لـ "الجماعة الإسلامية" في لبنان (الإخوان المسلمين)، ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي، ردا على عدوان الأخير على قطاع غزة.

وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، مدعومة من الولايات المتحدة وأوروبا، ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة، لليوم الـ 292 تواليًا، عبر شن عشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي، مع ارتكاب مجازر ضد المدنيين، وسط وضع إنساني كارثي نتيجة الحصار ونزوح أكثر من 95 بالمئة من السكان.

وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة إلى استشهاد 39 ألفا و145 شهيدا، وإصابة 90 ألفا و257 آخرين، ونزوح 90% من سكان القطاع، بحسب بيانات منظمة الأمم المتحدة.

البث المباشر