تصفيق حاد وتعظيم سلام للقاتل، هل هذا شيء طبيعي ؟!

داخل الكونجرس أمس.jpg
داخل الكونجرس أمس.jpg

خاص - الرسالة نت

شاهدنا جميعا هذا المشهد الهزلي ، الذي ربما يمكن أن يكون دليل قاطع أن أكبر قوة في العالم هي إسرائيل وليست أمريكا!!

وإلا لماذا يصفق هؤلاء كل هذا التصفيق إلا إذا كان من وراءه ثمن ؟! وكأنه يلقي قصيدة شعر لم يتمالكوا أنفسهم تأثرا فوقفوا للتصفيق واحد وثمانين مرة !! لم يقل إلا كذبا، والمصفقون يعرفون!! والمشهد مثير لكثير من التساؤلات، هل هذا شيء عادي؟! أم انه مفتعل !! مشهد أقرب منه لمسرحية هزلية، في ظل احتشاد المواطنين الأمريكيين خارجا وأمام باب الكونجرس مطالبين بمعاقبة نتنياهو بل وباعتقاله، في مشهد آخر متعارض مع الجالسين المصفقين داخله.

إذا فالحقيقة واضحة وضوح الشمس، لا يمكن أن نغطيها بغربال، فما تفسير هذا التصفيق المبالغ فيه ؟!

 

يرى الكاتب الاجتماعي اللبناني فيديل سبيتي في مقال له تحت عنوان " التصفيق متلازمة تاريخية متعددة "الأكف""

أن علم النفس الجماعي يرى أن للتصفيق الجماعي تأثيرات سلبية أولها ما اتفق على تسميته "ضغط العاطفة الجماعية"، حين يؤدي تصفيق الحاضرين وسط حشد إلى ضغط العاطفة الجماعية والضغط الاجتماعي، وعندها يشعر الأفراد بالضغط لمواكبة التصفيق أو تحقيق التوقعات المفروضة عليهم من قبل المجموعة.

هذا نفسه يمكن تسميته في علم الاجتماع "تأثير الحشود" في سلوك أفراد المجموعة على حد تفسير سبيتي الذي يستعرض تفسيرا لهذه المتلازمة : " على سبيل المثال في حال انحياز الحشود للسلوك السلبي أو الضار، فقد يؤدي التصفيق المشجع لهذا السلوك إلى تعزيزه وتقويته "

 

ويستشهد الكاتب بتحيل مشابه لما فعله الجنود النازيون ومن وصفهم بالمراهقين حيث أخذوا بمثل هذا التهويل الاحتفالي ذو التأثير الكبير في نفسياتهم خلال المهرجانات النازية التي كان يتم تحضيرها بطريقة مسرحية تحاكي بالفعل المسارح الفعلية، فكان يدفع الجميع إلى التصفيق بإشارة محددة وبإلقاء التحية بإشارة أخرى، وكان تأثر المد العام للأجواء الاحتفالية يدخل في نفس كل مشارك في الاحتفال مثل السحر، حتى يبدو الشخص مأخوذاً بما يراه من دون أن يفهم معانيه ومغازيه.

 

وتحت عنوان "إذا عرف السبب بَطُل العجب" ، قال الكاتب الفلسطيني يوسف شرقاوي في مقابلة مع الرسالة أن نتنياهو نجح بمشهد درامي مقلوب بأن يتقن هديل الحمام أمام روبوتات الكونغرس الأمريكي مكتمل النصاب وغير مكتمل العدد، إذ قاطع خطابه ١٢٨ نائبا ديمقراطيا، حوالي ١٠٠ نائب، و ٢٨ من مجلس الشيوخ، على رأسهم المرشحة الديمقراطية "كامالا هاريس" يفترض أن يكونوا مع صوت الحقيقة خارج قاعة الكونغرس !

ووصف الشرقاوي المصفقين لنتنياهو داخل الكونجرس بالروبوتات، لافتا أنهم امتدادا لنتنياهو، وهو امتداد لهم في منطقتنا، مكررا أمامهم مقولة صاحبة القول البغيض "جولدا مائير" : بأن الفلسطيني الجيد هو الفلسطيني الميت، مضيفة على هذا الكلام الكريه : بأنها لن تسامحنا على إجبار جيشها "المناقبي" على قتل أطفالنا !!!

 

ويضيف شرقاوي: لكن بمرارة أقولها، كما يقولها كثيرون غيري، ما كان لنتنياهو بأن يتنمر علينا، على أكثر من فضائية عالمية، لولا وجود أكثر بقليل من عشرين ديكتاتور ومريض نفسي يحكموننا بدون وجه حق كل واحد منهم يتكئ على أعوان أسوأ منه !!! وأختم قولي هذا بالقول المأثور : "إذا عرف السبب بَطُل العجب"

البث المباشر